اعتصم أصحاب البيوت المدمرة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، في مختلف أرجاء قطاع غزة، للمطالبة بإنهاء المعاناة المتواصلة منذ ثلاثة شهور، وسط مخاوف من استمرار أزمتهم مع حلول فصل الشتاء.
ودعا المشاركون في الاعتصامات الأمم المتحدة، للإسراع في إعادة إعمار القطاع. كما طالبوا الأطراف الموقعة على اتفاق القاهرة والحكومة والفصائل الفلسطينية إلى الوقوف أمام مسؤولياتهم تجاه معاناة النازحين المتفاقمة يوماً بعد آخر.
وشملت الاعتصامات مناطق البريج والمغازي ودير البلح ومدينة غزة. وحمل المحتجون أمام مقر مجلس الوزراء ومقر المفوض السامي للأمم المتحدة، لافتات تطالب بإنهاء معاناتهم، كان أبرزها "أين العالم الحر ومؤسسات حقوق الإنسان من تأخر الإعمار؟"، "أغيثوا غزة المنكوبة".
أكد مسؤول اللجنة الشعبية، نشأت أبو عميرة "ضرورة الالتفات إلى معاناة أصحاب البيوت المدمرة مع دخول فصل الشتاء".
وقال أبو عميرة، في كلمة بالاعتصام الجماهيري: "لا تزال معالم وصور التشريد والمعاناة في قطاع غزة تلقي بظلالها على الأسر الفلسطينية، رغم مرور أكثر من شهرين ونصف على انتهاء الحرب، في ظل استمرار وتصاعد وتيرة المعاناة التي تتعرض لها العائلات النازحة والمنكوبة والتي فقدت بيوتها خلال الحرب".
وأضاف "نرفض إذلال عشرات الآلاف من أصحاب البيوت المدمرة"، مشدداً على "ضرورة إدخال مواد البناء، وإنهاء الحصار بما يحفظ عزة وكرامة الشعب الفلسطيني". ولفت إلى أنه "من حق أصحاب البيوت المدمرة العيش حياة كريمة".
وتنتظر آلاف العائلات الفلسطينية بدء عملية إعمار قطاع غزة، الذي تعرض لعدوان إسرائيلي، خلّف دماراً واسعاً في آلاف البيوت والمنشآت السكنية، في ظل مخاوف أن تبقى قرارات مؤتمر الإعمار حبيسة الأدراج وحبرا على ورق.
وأوضح الحاج أبو سمير شحادة، أحد أصحاب البيوت المدمرة في منطقة التفاح، شرق مدينة غزة، لـ"العربي الجديد" أنه "منذ انتهاء العدوان على غزة أضحى بدون مأوى"، مضيفاً "أشارك في جميع الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية المطالبة بإنهاء معاناتنا، نحن نموت ببطء من دون أن يشعر بنا أحد".
وطالب شحادة الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق التهدئة، وحكومة الوفاق الوطني الفلسطيني، وكافة أحرار العالم، بالتحرك بشكل سريع وحاسم، وقال "طفح بنا الكيل، ولا يمكننا الانتظار أكثر من ذلك، فأيامنا تسير ببطء ومعاناتنا تتفاقم".