السودان: خمسة أسماء متداولة لشغل منصب وزير الدفاع

07 ابريل 2020
مدير المخابرات الحالي في مقدمة المرشحين لمنصب وزير الدفاع(الأناضول)
+ الخط -
يُتداول في السودان أن المكون العسكري يتشاور حول 5 أسماء لترشيح واحد من أصحابها خلفاً لوزير الدفاع السابق الفريق أول ركن جمال الدين عمر، الذي توفي خلال مشاركته في نهاية الشهر الماضي، في مفاوضات السلام مع المتمردين بمدينة جوبا في جنوب السودان.

وانشغل السودان مثل سائر الدول بمواجهة فيروس كورونا الجديد، ما جمد الكثير من الملفات السياسية الهامة، بما في ذلك المفاوضات المباشرة مع المتمردين، رغم أن الأوساط السياسية بدأت بعد ساعات من وفاة الفريق أول جمال الدين عمر، في تسمية عدد من الشخصيات العسكرية باعتبارها الأقرب لخلافة عمر.

وبموجب الوثيقة الدستورية الموقعة في أغسطس/آب الماضي، فإن صلاحيات تسمية المرشح لكل من وزارتي الدفاع والداخلية محصورة فقط بالمكون العسكري داخل مجلس السيادة الانتقالي، وهم 5 ضباط على رأسهم الفريق أول عبد الفتاح البرهان والفريق أول محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع. 

أبرز المرشحين لمنصب وزير الدفاع

ولا يُعد فيروس كورونا هو وحده الذي تسبب في تأخير تسمية الوزير المرتقب، إذ إن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن المكون العسكري يناقش 5 أسماء لترشيح واحد من أصحابها، في مقدمتهم مدير المخابرات الحالي الفريق جمال عبد المجيد، الذي عين في يناير/كانون الثاني في المنصب خلفاً للفريق أول أبوبكر دمبلاب.

ومن أبرز ما يشجع على اختيار عبد المجيد قربه من أعضاء مجلس السيادة الانتقالي، بحكم أن بعضهم زملاء له في الجيش السوداني، مثل الفريق أول شمس الدين الكباشي. كما عمل عبد المجيد في اللجنة الأمنية للمجلس العسكري الانتقالي، الذي أمسك بزمام الأمورعقب الإطاحة بنظام الرئيس المعزول عمر البشير، في إبريل/ نيسان من العام الماضي.

أما المرشح الثاني، فهو الفريق عباس عبد العزيز، وهو قائد سابق للعمليات بجهاز الأمن والمخابرات في عهد البشير، وتمت إحالته للتقاعد، وسرعان ما أصبح مستشاراً لقوات الدعم السريع التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، وتلك الصفة الأخيرة ربما تقلل من حظوظه لتولي حقيبة الدفاع، إذ إن العسكريين يريدون شخصية أقرب بكثير للمؤسسة العسكرية وغير محسوبة على جهة أخرى.

مرشح ثالث ورد اسمه أكثرمن مرة ضمن التشريحات، هو الفريق أول علي سالم، الذي عمل من قبل في منصب وزير الدولة بوزارة الدفاع في عهد البشير. وتتوفر عند سالم خبرة في مجال الاستخبارات العسكرية، لكن تقلده للمنصب في سنوات البشير ربما يثير حساسية المكون المدني والشارع ككل، الذي لا يريد وجوهاً في الحكومة عملت من قبل مع النظام السابق حتى سقوطه.


أما المرشح الرابع، الذي ورد اسمه لكنه تلاشى سريعاً، فهو الفريق أول شمس الدين الكباشي عضو مجلس السيادة، وجاء استبعاده بحجة أن الكباشي الآن في منصب سيادي أعلى دستورياً من منصب الوزير، ولا يمكن إرجاعه خطوات للوراء بموجب التراتبية العسكرية.
أما المرشح الخامس، فيتمثل في تصعيد رئيس هيئة الأركان الفريق أول محمد عثمان الحسين إلى منصب وزير الدفاع، على أن يخلفه نائبه في هيئة الأركان.

ويقول المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد الركن عامر محمد الحسن، لـ"العربي الجديد"، إنه ليس ثمة دلالة على تأخير تسمية وزير الدفاع، وهو أمر يحتاج لقليل من الوقت لإجراء القيادة العسكرية في مجلس السيادة مشاوراتها حول اختيار الشخص وكذلك التشاور مع الجهاز التنفيذي ورئاسة مجلس الوزراء على وجه التحديد، بحسب مقتضيات الوثيقة الدستورية.

أما الخبير العسكري اللواء أمين مجذوب، فيرى أن سبب تأخير تسمية وزير الدفاع الجديد يكمن في الصدمة التي خلفها رحيل الفريق أول جمال عمر، لمعرفته اللصيقة بملفات التفاوض مع الحركات المسلحة، وخططه لإعادة هيكلة القوات المسلحة ودوره في إعادة ترتيب مجمل الأوضاع في الدولة، ووسطيته والقبول الذي يحظى به وسط ضباط الجيش.

وأوضح مجذوب لـ"العربي الجديد"، أن القيادة ربما تبحث عن رجل بالمواصفات ذاتها، وقريب من المكون العسكري، وله خبرة في التفاوض، ويتمتع بعلاقات أقليمية في ما يتعلق بالتحالفات العسكرية للسودان، سواء في مجال عاصفة الحزم أو الترتيبات الأمنية مع جنوب السودان، وخبرة في الملف الأمني الليبي، إضافة لدراية بترتيبات ما بعد قيام سد النهضة، شرط أن يكون مقبولاً من المكون المدني لتجنب الحساسيات والاحتكاكات. وأشار مجذوب إلى أن أبرز الخيارات أمام الفريق البرهان هو مدير المخابرات ورئيس هيئة الأركان. 
المساهمون