كشفت مصادر في الوفد البرلماني المصري، الذي زار الولايات المتحدة الأميركية أخيراً، عن أبرز النتائج التي توصل لها الوفد في أعقاب لقاءاته بعدد من أعضاء الكونغرس ومع مسؤولين في دوائر صنع القرار الأميركي، إضافةً إلى اجتماعات مع مراكز أبحاث أميركية بارزة. وأكدت أن هذا الوفد عاد إلى القاهرة، عاجزاً عن تحقيق هدفه المتمثل في دفع الإدارة الأميركية إلى إدراج حركة "الإخوان المسلمين" على قوائم الإرهاب الأميركية.
وقالت المصادر لـ"العربي الجديد" إن هناك شعوراً بالإحباط بعد الزيارة، بسبب رد المسؤولين الأميركيين بالرفض على مطلب إدراج جماعة "الإخوان المسلمين" على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية. وأوضحت أن "الرد كان حاسماً وصريحاً بدون مواربة، وأن هذا الأمر مستحيل تماماً ولا يمكن للإدارة الأميركية الإقدام عليه". وأوضحت المصادر أن "مسؤولين على قدر عالٍ من الأهمية في الإدارة الأميركية أكدوا أن إدراج الجماعة على قوائم المنظمات الإرهابية يمثل درباً من دروب الجنون، ولا يستطيع أي رئيس أميركي تمرير مثل هذا القرار".
وأشارت المصادر إلى وجود سبب آخر ذكره المسؤولون الأميركيون في حديثهم بشأن موقف الإدارة من "الإخوان المسلمين"، وهو يتمثل بوجود حكومات عربية وإسلامية ترتبط بعلاقات استراتيجية بأميركا، وفي نفس الوقت تابعة للجماعة، وسيكون من الصعب خسارة الولايات المتحدة لها خلال الفترة المقبلة، لأنه في حال إدراج الجماعة على القائمة الأميركية للإرهاب سيستلزم ذلك قطع العلاقات مع تلك الحكومات وهو أيضاً أمر مستحيل، وفق ما نقلت المصادر عن مواقف المسؤولين الأميركيين.
وكان وفد برلماني مصري رفيع المستوى قد غادر القاهرة في 10 يونيو/حزيران الحالي برئاسة رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، النائب أحمد سعيد، متجهاً إلى واشنطن، وضم كلاً من رئيس لجنة التعليم، جمال شيحة، ورئيس لجنة الإدارة المحلية، أحمد السجيني، ورئيس لجنة الشؤون العربية، سعد الجمال، وعضو لجنة الشؤون الاقتصادية، بسنت فهمي، ووكيلي لجنة العلاقات الخارجية، طارق رضوان وكريم درويش، وأمين سر اللجنة، طارق الخولي، وعضو اللجنة، عماد جاد، إضافة إلى النائبات آمنة نصير، وداليا يوسف، وسوزي رفلة.
كما كشفت المصادر عن أن الوفد المصري التقى عدداً من ممثلي اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة، ومراكز الأبحاث التابعة لهم. ولفتت إلى أن المشاورات تطرقت إلى الموقف من قطر وضرورة ممارسة الولايات المتحدة ضغوطاً عليها، وهو ما تلقوا عليه رداً، بأن هناك تفاصيل كثيرة داخل الإدارة الأميركية لا يمكن للجانب المصري فهمها في هذا الشأن، في إشارة إلى صعوبة تدخل أميركا كطرف في الأزمة بين محور أبو ظبي-الرياض-القاهرة، والدوحة.