هذا ما يجمع نظامي كوريا الشمالية والأسد

424F7B7C-113B-40E9-B0BD-EFA3B6791EB5
بدر الراشد

كاتب وصحافي سعودي

18 ابريل 2017
4051BEEC-DCB0-46FB-AA90-0BC2B6C521CD
+ الخط -

أرسل رئيس النظام السوري بشار الأسد أخيراً، رسالة إلى زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، في الذكرى 105 لميلاد جده، مؤسس الدولة، كيم إيل سونغ، يعبر فيها عن تضامنه مع الرئيس الكوري، ويتشكّى خلالها من "أطماع القوى الكبرى" في بلديهما.

جاء في رسالة الأسد "البلدان الشقيقان يحتفلان بهذه الذكرى (ميلاد مؤسس كوريا) في ظل مواجهة الأطماع الشرسة للقوى الكبرى، التي تريد إخضاع كل الدول لرغباتها في التوسع والهيمنة، وسلبها حق تقرير المصير".

وأضاف الأسد أن "مواطني سورية وكوريا الشمالية يكافحون من أجل حقهم في تقرير مصيرهم، وفرض سيادتهم الوطنية، والأمن، والازدهار لبلدانهم".

لم يتأخر ردّ الزعيم الكوري، الذي أرسل إلى الأسد رسالة تضامن، رافضاً القصف الأميركي للشعيرات، في الذكرى 71 لاستقلال سورية عن فرنسا.

وأعلن الزعيم الكوري في رسالته إلى الأسد عن "دعمه وتضامنه لتحقيق العدالة التي تتمسك بها الحكومة السورية وشعبها"، ووصف الزعيم الكوري الضربات الأميركية على سورية بـ "المتهورة".

رسائل التضامن بين الزعيمين المعزولين دولياً، تأتي في ظل توتر الأجواء السياسية والعسكرية في شبه الجزيرة الكورية، على وقع تجارب الصواريخ الباليستية التي نفذتها كوريا الشمالية، وتهديداتها بتنفيذ تجارب نووية، في الوقت الذي تتمركز ثلاث حاملات طائرات أميركية، إحداها نووية، بالقرب من المنطقة.

وتخشى اليابان وكوريا الجنوبية والصين انحدار الأوضاع مع كوريا الشمالية إلى نقطة اللا عودة، إثر تصعيد الإدارة الأميركية خطابها تجاه بيونغ يانغ، بعد أيام من قصف قاعدة الشعيرات في سورية بـ 59 صاروخ توماهوك.

سلاح وجنود

رسائل التضامن بين الأسد وكيم جونغ، تأتي في سياق علاقات طويلة تاريخية بين كوريا الشمالية وسورية، منذ ستينيات القرن الماضي، ودعم كوريا الشمالية النظام السوري بالسلاح، والخبرات العسكرية، في الحروب العربية ضد الكيان الصهيوني، في 1967 و1973، إضافة إلى شائعات دعم بيونغ يانغ لدمشق في مواجهة المعارضة المسلحة منذ 2011.


وكانت كوريا الشمالية قد صدّرت البنادق، ومضادات الدروع، وآليات مصفحة، وأنواعا أخرى من السلاح إلى النظام السوري في الحروب ضد إسرائيل، علاوة على إرسال بيونغ يانغ طيارين إلى دمشق، فأرسلت 25 طياراً في حرب 1967 و30 طيارا في 1973.

خبراء نوويون

العلاقة العسكرية والسياسية بين الجانبين لم تقتصر على مواجهة إسرائيل، إذ أوردت تقارير استخبارية مساهمة كوريا الشمالية في تصميم ما يعرف بـ "موقع الكبر"، أو "مفاعل دير الزور النووي"، والذي قصفه سلاح الجو الصهيوني في 2007.

ورفضت كل من كوريا الشمالية أو النظام السوري التقارير التي تتهم بيونغ يانغ ببناء مفاعل نووي في موقع الكبر السوري، في الوقت الذي اعتبرته تل أبيب "مفاعلا نوويا قيد الإنشاء".

وأكدت مصادر يابانية آنذاك مقتل 10 خبراء تقنيين من كوريا الشمالية في الغارات الإسرائيلية، إلا أن النظام السوري تمسك برفضه قصة "المفاعل النووي" جملة وتفصيلا.

دعم لقمع الثورة

وبعد انطلاق الثورة السورية في مارس/آذار 2011، اتهمت المعارضة السورية كوريا الشمالية بدعم النظام السوري.

وأفادت تقارير إخبارية في 2013 بإرسال كوريا الشمالية خبراء عسكريين إلى دمشق، للمساهمة في التخطيط العسكري للجيش السوري، وقيل آنذاك إن عدد الخبراء يتراوح بين 11 و15 خبيراً بحسب رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان.

لاحقاً في 2016، أكد أحد قادة المعارضة السورية، أسعد الزعبي، في حديث لمسؤولين روس، أن كوريا الشمالية أرسلت وحدتين عسكريتين لمساندة نظام دمشق في قتاله ضد المعارضة.

ونفى المسؤولون السوريون والكوريون هذه الاتهامات، في الوقت الذي لم يتم التأكد منها من مصادر محايدة.

وتتعاون كوريا الشمالية مع عدد من الدول المعادية للولايات المتحدة، وعلى رأسها سورية وإيران، لتطوير علاقتها الاستراتيجية، إضافة إلى تزويدها بخبرات عسكرية متقدمة، إلا أن الشكوك تحوم حول إمكانيات كوريا الشمالية العسكرية، التي ينظر إليها دوليا باعتبارها "قوة نووية مارقة".

وتشير تقارير استخبارية أميركية حديثة إلى فشل التجربة الصاروخية الأخيرة التي نفذتها كوريا الشمالية، في الوقت الذي تلوح فيه بيونغ يانغ بأنها في صدد القيام بتجربة نووية جديدة.

وكان تنفيذ الولايات المتحدة لضربات صاروخية على سورية، واستخدامها "أم القنابل" ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في أفغانستان، يوحي بأن إدارة ترامب لن تتردد في استخدام القوة، خاصة عندما تلوّح بها، ما يهدد بتفجر الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية.

 

 

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.