واشنطن ترفض مبادرة "طالبان" بشأن وقف إطلاق النار "المؤقت" في أفغانستان

23 يناير 2020
ترفض الحركة وقف النار قبل توقيع اتفاق سلام(فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر في "حركة طالبان" الأفغانية، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، عن رفض واشنطن لمبادرة الحركة بوقف إطلاق النار وتخفيض التوتر لفترة مؤقتة، والتي كانت "طالبان" قد أعلنت عنها، وطرحتها كبديل لوقف إطلاق النار الدائم، في جولة المفاوضات الجديدة التي بدأت في الدوحة، الخميس الماضي.
وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لـ"حركة طالبان" سهيل شاهين، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المفاوضات بين الحركة وواشنطن مستمرة، ولم نتوصل حتى الآن إلى اتفاق بشأن خفض العنف في أيام التوقيع على الاتفاق، ونأمل التوصل إلى حلّ مع الطرف الأميركي بهذا الشأن".
وقدّمت "حركة طالبان"، الخميس الماضي، عرضاً للجانب الأميركي لوقف إطلاق النار لفترة وجيزة، من 7 إلى 10 أيام، وتقليص عملياتها العسكرية ضد الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية، لتسهيل التوقيع على اتفاق السلام، وتوفير بيئة آمنة للقوات الأجنبية لمغادرة أفغانستان.
وتطالب واشنطن "حركة طالبان"، بالإعلان عن وقف إطلاق النار في أفغانستان، قبل التوقيع على اتفاق السلام، وهو ما ترفضه الحركة، التي تقول إنها ستعلن عن وقف إطلاق النار بعد توقيع اتفاق السلام بينها وبين واشنطن، وبدء انسحاب القوات الأميركية من البلاد.
واستؤنفت، الخميس الماضي، جولة المفاوضات بين الحركة والولايات المتحدة الأميركية، والتي تجري برعاية قطرية في الدوحة، بعد توقفها في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي لفترة قصيرة، من أجل إجراء "حركة طالبان" المزيد من المشاورات حول طلب وقف إطلاق النار، والاتفاق المرتقب توقيعه مع واشنطن.
ووفق شاهين، فإنّ قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، الجنرال سكوت ميلر، يشارك إلى جانب المبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد، في الجولة الجديدة من المفاوضات التي يشارك فيها من جانب "حركة طالبان"، كلّ من الملا عبد الغني برادر نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، ومحمد عباس ستانكازي رئيس فريق التفاوض.

وقال شاهين، في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، إنّ "الاتفاق بين واشنطن وطالبان مكتمل، وإذا كانت أميركا تريد الحلّ السلمي لقضية أفغانستان، فعليها توقيع الاتفاق"، مضيفاً أنّ "الاتفاق لا يحتاج لإعادة النقاش، بل يحتاج للتوقيع فقط".
وكانت "حركة طالبان" والولايات المتحدة على أعتاب إعلان اتفاق، في سبتمبر/ أيلول الماضي، حين أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتهاء المسار التفاوضي، بعد مقتل جندي أميركي في عملية عسكرية لـ"حركة طالبان" في أفغانستان.
ويمهّد الاتفاق المرتقب التوصل إليه بين الجانبين، الطريق لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، مقابل أن تمنع "حركة طالبان" استخدام الأراضي الأفغانية ضد الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، كما يفتح الطريق أمام إعلان "حركة طالبان" وقفاً نهائياً لإطلاق النار، وإجراء حوار بين "حركة طالبان" والحكومة الأفغانية، يحقق المصالحة الوطنية وإحلال السلام في أفغانستان.
المساهمون