أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم الجمعة، إغلاق الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك أمام "التنقلات غير الضرورية"، على غرار التدبير المتخذ على الحدود الكندية، في إطار جهود مكافحة تفشي فيروس كورونا الجديد، في حين أقرّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قانون "الإنتاج الدفاعي" لأول مرة منذ الحرب الأميركية الكورية.
وقال بومبيو، خلال المؤتمر اليومي لخلية أزمة مكافحة انتشار كورونا، إنّ "الولايات المتحدة والمكسيك قررتا منع التنقلات غير الضرورية على طول حدودنا المشتركة".
وأضاف، في مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض: "بلدانا يعرفان مدى أهمية العمل المشترك للحد من تفشي الفيروس".
وأوضح وزير الأمن الداخلي تشاد وولف، من ناحيته، أنّ هذا التدبير لا يشمل عمليات "التجارة القانونية"، قائلًا: "الأنشطة التجارية الضرورية لن تتأثر"، لا على الحدود المكسيكية ولا الكندية.
ويدخل قرار الإغلاق على الحدود مع كندا حيز التنفيذ، ليل الجمعة السبت، لفترة أولى مدتها 30 يوماً. وخلافاً للقرار المفاجئ بمنع دخول المسافرين من أكثرية البلدان الأوروبية إلى الولايات المتحدة، شدد ترامب على أنّ هذه التدابير في أميركا الشمالية، تتخذ بالتنسيق بين الحكومات المعنية.
Twitter Post
|
وقال ترامب "نتعامل مع الحدودين" الشمالية والجنوبية "بالطريقة عينها"، واعتبر الرئيس الأميركي أنّ من الضروري الحد من "حركات الهجرة العالمية على نطاق واسع والتي قد تؤدي إلى استنفاد الموارد" اللازمة لمعالجة الأميركيين.
وأضاف "من دون قيود، سيشل ذلك نظام الهجرة لدينا وسيغرق نظامنا الصحي ويهدد أمننا القومي. لن نسمح بذلك".
إلا أنّ ترامب أكد أنه لا يعتزم فرض حجر صحي في مختلف أنحاء الولايات المتحدة لمواجهة وباء كورونا، قائلاً: "لا أعتقد أننا سنعتبر ذلك ضرورياً يوماً ما". وأضاف "تم القيام بذلك في كاليفورنيا، والأمر نفسه في نيويورك، إنهما نقطتان ساخنتان (...) ولكن إذا توجهتم إلى الغرب أو مناطق أخرى، (ستجدون) أنهم يتابعون كل ذلك عبر التلفزيون ولا يواجهون المشاكل نفسها".
قانون الإنتاج الدفاعي
وأعلن ترامب، في سياق حديثه، أنه وضع قانون الإنتاج الدفاعي موضع التنفيذ. ويهدف هذا الإجراء إلى السماح للحكومة الأميركية بتسريع وتيرة إنتاج الكمامات وأجهزة التنفس الصناعي وأجهزة التهوية وغيرها من المعدات اللازمة لمكافحة تفشي فيروس كورونا.
Twitter Post
|
ولدى سؤاله عن سبب تفعيل القانون الآن، قال الرئيس للصحافيين إنه سيتم استخدامه لضمان حصول الولايات الأميركية على كمامات ومعدات أخرى ضرورية لمكافحة الفيروس.
ويمنح القانون، الذي يعود إلى الحرب الكورية في الخمسينيات، الرئيس سلطة واسعة "لتسريع وتوسيع إمدادات الموارد من القاعدة الصناعية الأميركية لدعم برامج الجيش والطاقة والفضاء والأمن الداخلي"، حسب ما أفاد تقرير على موقع الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ على الإنترنت.
مطالب للصين بالشفافية
في سياق متصل، جدد بومبيو مطالبة الصين بأن "تتقاسم مع العالم بأسره" المعلومات التي لديها عن وباء كورونا الجديد، مكرراً انتقاده بكين لعدم شفافيتها عند بداية ظهور الفيروس.
وقال بومبيو، خلال المؤتمر في البيت الأبيض، إن "حماية الناس أمر واجب، والشفافية وتقاسم المعلومات في الوقت المناسب أمر حيوي للغاية، إنها ليست قصة ألاعيب سياسية أو تدابير انتقامية".
في المقابل، كرر ترامب حديثه عن أن "علاقة جيدة جداً (تربطه) مع الصين" ومع نظيره شي جين بينغ.
وقال الرئيس الأميركي "أكنّ احتراماً كبيراً للرئيس شي وأعتبره صديقاً. من المؤسف أن كل ذلك بات خارج أي سيطرة. لقد بدأ (الفيروس) من الصين وبات خارج أي سيطرة"، متحدثاً مجدداً عن "الفيروس الصيني" رغم استياء بكين.