وبحسب نتائج نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية، فقد حصلت حركة النهضة على 24.3 في المائة، واحتل الحزب الدستوري الحر المرتبة الثانية بـ22 في المائة، ثم حزب قلب تونس بـ 11.4 في المائة، واحتل التيار الديمقراطي المرتبة الرابعة في نوايا التصويت بـ 10.9 في المائة، يليه ائتلاف الكرامة بـ 6.9 في المائة.
وفي ما يتعلق بنوايا التصويت للرئاسة، فقد تصدر رئيس الجمهورية قيس سعيد نوايا التصويت بـ66.7 في المائة، تلته رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي بـ 6.7 في المائة، ثم رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي بـ6.2 في المائة والنائب المستقل الصافي سعيد بـ 6.2 في المائة، واحتل رئيس الحكومة السابق ورئيس حركة تحيا تونس يوسف الشاهد المرتبة الخامسة.
وحول ثقة التونسيين في الشخصيات السياسية، تصدر قيس سعيد الترتيب بـ67 في المائة، وتلاه الصافي سعيد بـ 40 في المائة، والنائبة سامية عبو بـ 29 في المائة ورئيس الحكومة إلياس الفخفاخ بـ 27 في المائة ووزير الإصلاح الإداري محمد عبو بـ 26 في المائة.
وقال المحلل السياسي ماجد البرهومي في تصريح لـ"العربي الجديد" إنّ ما يميز هذه النتائج أنها لم تبرز أحزابا جديدة أو قوى سياسية قادرة على إحداث فرق أو تغيير لدى التونسي، وبالتالي حافظت نفس النسب والنوايا على النتائج التي صدرت سواء في الرئاسية أو التشريعية، مبيناً أن الشريحة التي صوتت تقريبا هي نفسها التي صوتت سابقا وآراؤها هي نفسها.
وأوضح البرهومي أنه في ما يتعلق برئيسة الحزب الدستوري عبير موسي، فقد حافظت على خطها الذي برزت به منذ الثورة، لافتاً إلى أن التونسيين عادة ما يميلون إلى الشخصيات التي تحافظ على نفس التوجه والثوابت.
وأشار إلى أن محافظة موسي على نفس المستوى من الثقة لدى التونسيين يحسب لها وأكسبها شعبية معتبرة، مبيناً أن موسي تردد الخطاب الذي يريد البعض سماعه وتعبر عن رأي لا يستطيع البعض الإفصاح عنه، كما أنها تجني أصوات اليساريين الذين ينتقدون الغنوشي والبعض منهم يرى أنه يمكن أن يصطف معها ويجعل الخلافات السياسية معها جانباً.
وأوضح أن ما يوصف برمز الحكمة عند الدستوريين، حزب المبادرة، اختفى تقريباً واندثر تماماً من الساحة، وبالتالي لم يبق أمام الدساترة سوى الحزب الدستوري الحر الذي يجد نفسه في ساحة مفتوحة حالياً ويستفيد من المعركة.
وأوضح أن محافظة حركة النهضة على نوايا التصويت في التشريعية تعود إلى خزان حركة النهضة الانتخابي وهو خزان خاص ويحافظ على ذات الرصيد، إذ دائما يغلب ناخبو حركة النهضة مصلحة الحزب على الجميع، ما يجعلها تحتل المرتبة الأولى، مشيرا إلى أن مؤيديها سيصوتون لها مهما كانت الظروف والأسباب وذلك بسبب الانضباط الحزبي.
ولفت إلى أنّ هناك ماكينات تصنع شخصيات سياسية نظيفة وتخلق رأيا عاما مساندا لها مقابل شيطنة شخصيات أخرى، وهو ما يفسر صعود قيس سعيد مقابل رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي، مشيراً إلى أنّ تصدر سعيد نوايا التصويت لا يزال هو نفسه رغم أن النتائج على الميدان وعلى المستوى الخارجي لا تزال دون المأمول في ظل خطابات ارتجالية لا ترتقي إلى تطلعات الناخبين.
يُشار إلى أنه تم إجراء استطلاع الرأي بين 27 فبراير/شباط و2 مارس/آذار 2020 على عينة مكونة من 787 تونسيا، أعمارهم من 18 سنة وصاعداً.