هدية أوباما لإسرائيل

07 نوفمبر 2015
حرر أوباما نتنياهو من أي قيود (Getty)
+ الخط -
أطلق الرئيس الأميركي، باراك أوباما، يدي رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحرّره من أية قيود أو مخاوف من ضغوط أميركية محتملة، عندما أعلن مستشارو أوباما أن الأخير وصل إلى استنتاج بأنه لم يعد هناك وقت، خلال ولايته، للتوصل إلى حل للقضية الفلسطينية يقوم على أساس دولتين: إسرائيلية وفلسطينية على ما تبقى من أراضٍ احتلت في العام 1967.
في المقابل، ذكرت وسائل الإعلام أن أوباما الذي من المقرر أن يلتقي نتنياهو مطلع الأسبوع المقبل، سيحثّ الأخير على عدم اتخاذ خطوات تغلق الطريق أمام حل الدولتين، لتتجه الأمور نحو دولة واحدة.

تصريحات أوباما هذه، على لسان مستشاريه، عشية زيارة نتنياهو للولايات المتحدة، هي أكبر هدية يحصل عليها نتنياهو من إدارة أميركية لم تجد من حكومة نتنياهو سوى العداء والتحريض الذي يشوبه نوع من العنصرية البيضاء بسبب لون بشرته، اتهمته دوائر الحكم والصحافة الإسرائيلية بالعداء لها. كان آخر هذه الاتهامات تصريحات لمن سعى نتنياهو إلى تعيينه مسؤولاً عن الإعلام والعلاقات العامة في ديوانه، وهو دان براتس، الذي سبق أن اتهم أوباما بأنه معادٍ للسامية يحمل نمطاً جديداً من العداء للسامية، نمط عصري وليبرالي يتساهل مع معاداة السامية الإسلامية، على حد زعمه.

هدية أوباما لإسرائيل قد تكون متوقعة ومفهومة على الأقل بفعل نشاط اللوبي الصهيوني النافذ في واشنطن، ورغبة أوباما بعدم تخريب فرص حزبه الجمهوري بالبقاء في الحكم، لكنها لا تجد قبولاً أو تسليماً بها من الطرف الفلسطيني. فهي تعني الآن بالذات، وفي ظروف الانتفاضة الفلسطينية في القدس المحتلة، إعطاء نتنياهو وحكومته كل ما تحتاجه من وقت وسلاح لكسر الانتفاضة ومواصلة جرائم الإعدام الميدانية، وهدم البيوت، وحصر المقدسيين في غيتوهات (معازل) مغلقة.

وبقدر ما قد تشكل هدية أوباما "ضربة أو خيبة أمل" لدى الجهات المراهنة على أميركا في الطرف الفلسطيني، يجب أن تشكل نقطة تحوّل استراتيجي في الموقف الفلسطيني. تحوّل نحو إعادة تقييم السياسة الفلسطينية العامة، واستراتيجية "المفاوضات" المعمول بها اليوم، لأنه لن تكون هناك مفاوضات قريباً، فيما سيستمر النزيف الفلسطيني في الأراضي المحتلة وفرض الحصار على غزة بموازاة استفحال عمليات الاستيطان ومصادرة الأراضي الفلسطينية وابتلاعها.
المساهمون