تقرير يرصد انتهاكات "لواء القدس" في سورية خلال 11 عاماً

04 يوليو 2024
عناصر من لواء القدس بسورية، غير مؤرخ (منصة إكس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **نشأة "لواء القدس" وتطوره**: تأسس في 2012-2013 بدعم إيراني، حول مطار النيرب قرب حلب، وتوحدت مجموعاته تحت قيادة أديب سلامة في أكتوبر 2013، مدعومًا من روسيا وإيران.
- **انتهاكات "لواء القدس"**: تورط في اعتقال المدنيين، النهب، تجنيد الأطفال، تجارة المخدرات، وتهريب البشر، مما أدى إلى انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.
- **تراجع قوام "لواء القدس"**: منذ 2017، قتال "داعش" في البادية السورية أدى لخسائر كبيرة، وتراجع عدد عناصره من 7500 إلى 3500 بسبب انخفاض العمليات العسكرية.

أصدرت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية"، اليوم الخميس، تقريرًا تحت عنوان "الحصاد المر، لواء القدس في سورية خلال 11 عامًا"، تناولت فيه جوانب نشأة "لواء القدس" وانتهاكاته وكيف وظفه النظام السوري في البداية أداة لقمع اللاجئين الفلسطينيين، قبل تحوله لمليشيات مسلحة ذات ثقل، تعمل بدعم من روسيا وإيران. وذكرت "مجموعة العمل" في تقريرها أنه "كان للواء دور كبير على عدة مستويات أثرت مباشرة على اللاجئين الفلسطينيين، وفي عدد من المخيمات الفلسطينية في سورية".

نشأ "لواء القدس" مع تصاعد عمليات النظام السوري العسكرية ضد المعارضة خلال عامي 2012 و2013. حينها شكل نظام بشار الأسد بدعم الحرس الثوري الإيراني مجموعات مسلحة حول مطار النيرب، قرب حلب شمال غرب سورية، عُرفت باسم "اللجان الشعبية". وظهرت "كتيبة أسود القدس" في مخيم النيرب، و"لواء الباقر" من أبناء عشيرة البكارة. ووفق التقرير، ظهرت "كذلك مجموعات من عشيرة العساسنة ومجموعات من آل بري، وآخرون من بلدة عزيزة أيضًا، حيث تقطن هذه العشائر في محيط مطار النيرب"، بحسب مصطفى برو (أبو قتيبة)، قائد تجمع "فاستقم كما أمرت" من فصائل "الجيش الحر" المعارضة التي كانت في مدينة حلب. وشاركت تلك الكتائب و"كتيبة أسود القدس" في حماية مطار النيرب من المعارضة المسلحة.

ومع تعدد المجموعات العسكرية المسلحة الموالية للنظام في مخيم النيرب، دخلت مرحلة فوضى من تفلت السلاح والمشاكل، ليتم توحيدها وفق التقرير تحت قيادة واحدة، "فأُعلن عن لواء القدس في أكتوبر/ تشرين الأول 2013 بإشراف اللواء أديب سلامة، مدير فرع المخابرات الجوية، وضمّ العديد من المجموعات المسلحة". ووفق التقرير، أعلن "لواء القدس" في الشهر ذاته عن تشكيل "كتيبة الردع" في الريف الشمالي لحلب بتعداد 360 مقاتلًا، "للمشاركة في استعادة مخيم حندرات من المعارضة المسلحة، وجاء في إعلانه حينها أنه يجهز لكتيبة ثالثة".

ارتبط تشكيل اللواء بشخص "يمتلك موثوقية لدى الأمنيين في النظام السوري وإيران وروسيا"، وهو محمد السعيد المتحدر من قرية ترشيحا في فلسطين ومن أبناء مخيم النيرب في حلب، وابن العضو في حركة فتح أحمد السعيد. وأشار تقرير "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" أنه "ليس لدى لواء القدس أيديولوجيا فكرية أو حزبية أو دينية، ولا يشكل تيارًا سياسيًا يمتلك مشروعًا يعمل وفق أهداف واضحة ومرتكزات ينطلق منها، وهو أيضًا ليس فصيلًا فلسطينيًا يمتلك رؤية ومشروعًا سياسيًا أو عسكريًا تجاه فلسطين، كذلك ليس لدى لواء القدس عقيدة عسكرية أو قتالية تحرك عناصره وتجمعهم على مبادئ واحدة".

ويرفع اللواء، وفق التقرير، شعارات "الموت لإسرائيل، تحرير الأقصى"، ويطلق على عناصره "فدائيو الجيش العربي السوري". وتورط اللواء في عمليات تجنيد الأطفال، من اللاجئين الفلسطينيين في سورية، من مخيمي النيرب وحندرات، حيث ركز على عمليات التجنيد في حلب على وجه الخصوص.

"لواء القدس" متورط في انتهاكات عديدة

وقال مدير "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" فايز أبو عيد لـ"العربي الجديد" إن "عناصر اللواء، وغالبيتهم اليوم ليسوا من الفلسطينيين، مارسوا أعمالًا تجاوزت حدود القتال إلى جانب السلطات السورية وغيرها، تراوحت بين اعتقال المدنيين واللاجئين الفلسطينيين وتسليمهم للأجهزة الأمنية السورية إلى النهب والسرقة وتعفيش المناطق التي دخلها الجيش السوري، وعمليات الاستيلاء على ممتلكات اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، وتجارة المخدرات وإنشاء شبكات لتهريبها وترويجها وتعاطيها، إضافة إلى شبكات الدعارة وتهريب البشر". وأضاف أن تقرير المجموعة يستعرض أبرز تلك الأعمال بعد رصدها وتوثيقها طوال السنوات الماضية.

وأوضح أبو عيد أن "لواء القدس" تورط منذ تشكيله في اعتقال العشرات من اللاجئين الفلسطينيين من أبناء مخيمي النيرب وحندرات وغيرهم من المواطنين السوريين وتسليمهم للأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، مشيراً إلى أن "منهم من لا يزال معتقلًا ولا توجد معلومات عن مصيره، ومنهم من قضى تحت التعذيب في السجون السورية، وآخرون أُطلق سراحهم".

وأوضح أن أسباب الاعتقال وتسليم المدنيين إما تكون شخصية أو سياسية أو للابتزاز المالي. ومن الأعمال التي تورط بها "لواء القدس" منذ بداية تشكيله إلى الآن السرقة والنهب، في ظاهرة ارتبطت بجيش النظام السوري ومجموعاته الموالية سُميت "التعفيش"، فسرق ونهب عناصر اللواء ممتلكات المناطق التي يسيطرون عليها إلى جانب قوات النظام السوري، وامتدت رقعة التعفيش لتشمل حلب وريفها وريف حماة ودير الزور وريفها والرقة والبادية السورية وغيرها من المناطق، ولم تسلم دواب وماشية رعاة العشائر في البادية السورية وبلاط وسيراميك ورخام المنازل من التعفيش.

ومنذ عام 2017، وجّه الجانب الروسي "لواء القدس" لقتال تنظيم "داعش" الإرهابي في البادية السورية، فتكبّد خسائر جسيمة في أرواح مسلحيه في المعارك. وحسب دراسة صدرت عن "المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية" عام 2019، فإن بنية "لواء القدس"، تحديداً قيادته، مشكّلة "من البلطجية وتجار ومروجي المخدرات... فكان من السهل عليه تنظيم نهبه، وارتكاب انتهاكات كثيرة بحق المدنيين"، وفق الدراسة.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وقدرت الدراسة عدد الفلسطينيين من مقاتلين وكوادر وغيرهم في "لواء القدس" عام 2019 بنحو 500 شخص، متراجعاً عن تعداد نحو 7500 عنصر كان يضمهم بين عامي 2016 و2017. ومع تناقص قوام "لواء القدس" اليوم بسبب انخفاض العمليات العسكرية في سورية، يقدر عدد عناصره بنحو 3500 من مقاتلين وإداريين وغيرهم، بينهم نحو مائة فقط من اللاجئين الفلسطينيين.