ومن أهم الموضوعات المدرجة على أجندة ميركل سياسة اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي، كما سينصبّ التركيز على القضايا الدولية والصراعات في ليبيا وسورية، وعلى العلاقات الاقتصادية الألمانية - التركية، فضلاً عن النزاع مع اليونان وقبرص حول التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، بالإضافة إلى قضايا حقوق الانسان.
وعلى الرغم من ذلك، لا تتوانى أنقرة عن إطلاق العديد من الانتقادات لأوروبا بخصوص ملف اللاجئين، وعدم التزامها بدفع ما تم الاتفاق عليه في اتفاقية اللجوء الموقعة بين الطرفين عام 2016، والتي هدفت للحدّ من تدفق اللاجئين إلى القارة الأوروبية، على أن تدفع المفوضية الأوروبية حوالي 6 مليارات يورو إلا أنه لم يتم تحويل سوى 2,4 مليار، وفق ما ذكر وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو لصحيفة "بيلد"، معتبراً أن لتركيا الحق في السماح للاجئين بالمرور، بعدما لم يتم الالتزام بالاتفاق، إلا أن أنقرة تريد الاحتفاظ بالاتفاق .
إلى ذلك، تفيد التقارير بأنه من المتوقع أن يطالب أردوغان المستشارة بتقديم الاتحاد الأوروبي دعماً مالياً للمنطقة الآمنة في شمال سورية، وهي منطقة خاضعة حالياً لسيطرة الجيش التركي والفصائل الموالية، إلا أن هذا الأمر يلقى اعتراضات في أوروبا وألمانيا، والسبب، وفق ما قال المتحدث باسم السياسة الأوروبية في كتلة الاتحاد المسيحي في البوندستاغ فلوريان هان، إنه "يصعب إعطاء تركيا الأموال الضريبية الأوروبية، وهذا لن يكون ممكناً إلا من خلال قوة حماية دولية، تضمن أن تصل المساعدات والدعم المالي ولا تمرّ في الأيدي الخطأ"، من دون أن يلفت إلى أن فكرة وجود منطقة آمنة تخدم أمن الناس في المنطقة وتجعل الرعاية ممكنة، توفر الاستقرار.
وتابع في حديث مع شبكة "آيه أر دي"، اليوم الجمعة، أنه عليها الذهاب إلى أبعد من ذلك، وتمثيل المصالح الألمانية بثقة أكبر بوجه تركيا.
في المقابل، اعتبرت صحيفة "فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ"، اليوم الجمعة، أن ميركل تعرف الأهمية الاستراتيجية لتركيا، وليس فقط بسبب اللاجئين، ولكن أيضا كجارة لأهم منطقة اضطرابات في العالم، وتتجسد مسؤولية أوروبا بضمان عدم إسقاط تركيا، والمستشارة تقبل في بعض الأحيان الإحراج، كما حصل خلال الزيارة التي قامت بها إلى تركيا عام 2015، حيث تركت تجلس في قصر يلدز على كرسي بذراع شرقي باروكي، حيث التقى السلطان عبد الحميد الثاني والقيصر فيلهلم الثاني عام 1898.
وأعرب أردوغان عن أمله في ألا يكرّر المجتمع الدولي في ليبيا الخطأ الذي ارتكبه في سورية.
وقال إن بلاده ستواصل الوقوف إلى جانب أشقائها الليبيين في هذه الأوقات العصيبة من أجل سلامه ومستقبله واستقراره.
وتابع: "إذا كنا لا نريد ظهور مرتزقة ومنظمات إرهابية كـ"القاعدة" و"داعش" في ليبيا، فيجب علينا تسريع عملية الحل"، لافتاً إلى أن "هدفنا الأكبر هو إنهاء هذه الأزمة التي تسببت في مقتل أكثر من 2400 شخصاً وإصابة أكثر من 7500 آخرين".
وشدّد على أن تركيا ستدعم بقوة الخطوات المتخذة من أجل تحقيق التسوية والسلام وإيقاف سيل الدموع والدماء في ليبيا، مثلما فعلت في مؤتمر برلين.
وإستطرد قائلاً: "خطة السلام تُعدّ خطوة مهمة نحو إعادة تأسيس الاستقرار السياسي في ليبيا، ونجاحها مرتبط بتنفيذ القرارات".
من ناحيتها، قالت ميركل في كلمتها، إن "تركيا توفر مساعدات لملايين السوريين، وهو ما تشكره ألمانيا وتقدره، وإن الجهود التركية تبعث الأمل للمستقبل، حيث سيحمل العائدون إلى بلادهم لاحقاً، فرصة إعادة إعمار البلاد مجدداً، وإن الاتحاد الأوروبي وألمانيا يقدمان الدعم للسوريين في قطاع التعليم بالتعاون مع تركيا"، متأملة استمرار ذلك.
وتأتي هذه الزيارة بعد أيام قليلة من انعقاد مؤتمر برلين حول ليبيا، وخروجه ببيان يدعو إلى استمرار وقف إطلاق النار، وإقرار آليات رقابة دولية لإطلاق النار.
وشاركت تركيا في المؤتمر كطرف أساسي داعم لحكومة "الوفاق الوطني" الليبية المعترف بها أممياً.