تظاهرات "السترات الصفراء" تهزّ فرنسا: توسيع صلاحيات الأمن وسط صيحات "استقالة ماكرون"

باريس

محمد المزديوي

avata
محمد المزديوي
08 ديسمبر 2018
855A3B03-54EB-4C14-B9D4-E3137DDABF96
+ الخط -
فيما لايزال يتواصل تدفق متظاهري "السترات الصفراء" نحو جادة الشانزيليزيه الشهيرة في العاصمة الفرنسية باريس، وإلى ساحات كبريات المدن وأماكن التظاهر، أحصت وزارة الداخلية الفرنسية، إلى حدود الساعة الواحدة من ظهر اليوم السبت، 31 ألف متظاهر، من بينهم 8 آلاف في العاصمة باريس وحدها.

وقد أدت الاعتقالات الاستباقية، التي شرعت فيها السلطات الأمنية الفرنسية مساء أمس وصباح اليوم في محطات القطارات ومداخل أماكن التظاهر، إلى إيقاف أكثر من 700 شخص في عموم فرنسا، أكثر من 600 منهم في العاصمة، كما حجزت كثيرا من الأسلحة والمعدات لدى العديد من الموقوفين، بينها أقنعة غاز وكريّات ومطارق وأدوات أخرى.

وبحسب الإحصائيات الرسمية للمتظاهرين، يبدو أن أعدادهم أقل من الأسبوع الماضي (36 ألف متظاهر) في الفترة نفسها من اليوم.

وعلى الرغم من وصول المتظاهرين إلى الشانزيليزيه في الساعة السادسة صباحا، إلا أن الوضع كان تحت السيطرة الأمنية نسبيا مقارنة بالسبت الأخير، رغم بعض الصدامات والمواجهات التي استخدمت فيها الشرطة المياه والقنابل المسيلة للدموع، مع تسجيل إقدام بعض المتظاهرين على إشعال النار في القمامات وفي بعض أغصان الأشجار، وهو ما تصدت له على الفور خراطيم المياه.

صلاحيات أوسع للأمن

ويبدو مما يحدث اليوم أن السلطات الأمنية حصلت على صلاحيات لم تكن لديها السبت الماضي، ما يفسر العدد الكبير للمعتقلين، واستعمال أفراد الأمن قنابل "فلاش بول" (Flash-Ball) في اتجاه رؤوس المتظاهرين، وإصابة العديد منهم، بحسب ما ذكره ممرض من "السترات الصفراء". 

في المقابل، لم يؤكد مصدر أمني كبير استخدام "فلاش بول"، لكنه لم يستعبد استعمالها من قبل رجال الأمن "حين شعورهم بالخطر الشديد".

ويبدو أن الدعوات لعدم التظاهر في باريس لم تفلح، ليس فقط فيما يخص "السترات الصفراء"، بل أيضا التظاهرة من أجل المناخ، التي ستنطلق من "ساحة ناسيون" إلى "ساحة الجمهورية"، بعد رفض منظميها إلغاءها وإثر تعديل مسارها.       ​

شعارات ضد ماكرون

ورفع المتظاهرون في جادة الشانزيليزيه، وكل المناطق التي يتواجد فيها مرتدو "السترات الصفراء" في مجموع التراب الفرنسي، شعارات ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بينها "ماكرون استقالة" و"ماكرون يحتقر الناس البسطاء".

ولا يقتصر التظاهر على العاصمة باريس، فكبريات المدن الفرنسية، مثل مارسيليا، تشهد تظاهرات، إضافة إلى استمرار عمليات محاصرة وشلّ نحو عشرين طريقا سيارة في فرنسا، بشكل كلي أو جزئي، وعمليات عرقلة السير في طرق سيارة أخرى، وأيضا محاصرة متاجر.    

وقد استطاع المتظاهرون القادمون في أغلبيتهم من محافَظات خارج العاصمة تحويل باريس إلى مدينة أشباح، حيث العصب التجاري والسياحي مغلق اليوم السبت، والذي يكون عادة فرضة للتبضع، فبرج إيفل مغلق أمام السياح، وكذلك متحف اللوفر، وكبريات المحال التجارية، كما أن الحكومة اضطرت لإغلاق نحو 40 محطة ميترو، وأغلقت بعض خطوط الباصات.

وقد استطاع هذا الحراك الاجتماعي التأثير على بطولة كرة القدم الفرنسية، حيث تم تأجيل ست مباريات من بين عشر، أهمها مباراتي باريس سان جيرمان ومارسيليا.   

ذات صلة

الصورة
احتجاجات في فرنسا على مقتل نائل م. (فراس عبد الله/ الأناضول)

مجتمع

أعاد مقتل نائل م. برصاص شرطي فرنسي في مدينة نانتير بالضاحية الغربية للعاصمة باريس، وكذلك الاحتجاجات الليلية في مدن فرنسية عدّة، آفات عميقة يعاني منها المجتمع الفرنسي إلى الواجهة.
الصورة

مجتمع

أقدم شرطي فرنسي على قتل شاب لم يمتثل لنقطة تفتيش مرورية وحاول تجاوزها، الثلاثاء، في ضاحية نانتير، غرب باريس، ما تسبب باندلاع أعمال شغب وأثار تساؤلات حول مدى استعداد رجال الشرطة للجوء إلى العنف.
الصورة

سياسة

حكمت محكمة استئناف في باريس، اليوم الأربعاء، على الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بالسجن لمدة ثلاث سنوات، واحدة منها مع النفاذ، بعد إدانته بالفساد واستغلال النفوذ، في خطوة غير مسبوقة لرئيس فرنسي سابق.
الصورة

منوعات

تقدّم المغني المغربي سعد لمجرد الذي حوكم الأسبوع الماضي أمام محكمة الجنايات في باريس بتهمة الاغتصاب، باستئناف للحكم الصادر في حقه بالسجن ست سنوات، على ما أعلن اليوم الثلاثاء محامياه ومصدر قضائي.
المساهمون