كلينتون تهاجم ترامب: تهديد لديمقراطية أميركا.. وغير مؤهل للرئاسة

20 مايو 2016
كلينتون قالت إن خصمها يفتقر لمهارات جمع حلفاء أميركا(Getty)
+ الخط -
هاجمت المرشحة الأبرز في الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون، غريمها الجمهوري دونالد ترامب، أمس الخميس، ووصفته بقولها "إنه من الصعب التنبؤ بأفعاله بدرجة خطيرة، وغير مؤهل لمنصب الرئيس".

وفي ثقة من كلينتون بأنها توشك أخيراً على هزيمة منافسها السيناتور بيرني ساندرز، على بطاقة ترشيح الديمقراطيين، وجهت انتقادات شديدة لترامب، الذي تشير استطلاعات الرأي إلى أنه يتساوى تقريبا معها في التأييد قبل الانتخابات المقررة في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني.

وقالت كلينتون، في مقابلة مع محطة "سي.إن.إن"، إن "ترامب خارج عن السيطرة، ولا يمتلك المقام الضروري لتولي قيادة البلاد". وأضافت أنه "يمثل تهديداً خطيراً لبلادنا، وديمقراطيتنا، واقتصادنا"، مدعمة رأيها بالقول إنه "هاجم أقرب حلفائنا، بريطانيا، وأشاد بالدكتاتور الكوري الشمالي الخطير، واقترح الخروج من الحلف الأطلسي، أقوى تحالف عسكري لدينا، وبترك دول أخرى تمتلك أسلحة نووي".

وتابعت، بحسب ما نقلت "رويترز": "حين يكون الواحد مرشحا لرئاسة الولايات المتحدة، العالم بأسره يراقب وينصت"، آخذة على المرشح الجمهوري دعوته إلى إغلاق الحدود بوجه المسلمين. وقالت: "رأينا كيف يتم استخدام دونالد ترامب لتجنيد المزيد وضمهم إلى الإرهاب".

وشككت في قدرة ترامب على الحسم في قرارات حساسة، مثل قرار شن عملية الوحدات الخاصة لقتل زعيم تنظيم "القاعدة" الراحل أسامة بن لادن، وهي عملية تابعتها عن كثب في 2011.

وقالت: "أنا أعلم مدى صعوبة هذه الوظيفة، وأعلم أننا بحاجة فيها إلى الثبات والقوة والحنكة.. ولقد استنتجت أنه غير مؤهل ليكون رئيس الولايات المتحدة".

بدوره، كثف المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة الأميركية عن الحزب الجمهوري انتقاداته لكلينتون، بحيث شن هجمات شخصية ضدها وضد زوجها الرئيس الأسبق، بيل كلينتون.

وقالت كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة، إنها سترفض بحزم الرد على استفزازات ترامب. وأضافت "يمكنه أن يقول ما يشاء"، لكنها أكدت أن حادث الطائرة المصرية يؤكد الحاجة إلى الزعامة الأميركية، وإن اقتراح ترامب بحظر مؤقت لدخول المسلمين للولايات المتحدة بعث برسالة خاطئة إلى الدول التي ستحتاج واشنطن للعمل معها في الحرب ضد المتشددين.

وتابعت: "إنه يقول أشياء كثيرة مستفزة.. تزيد بالفعل من صعوبة المهمة الضرورية الخاصة ببناء هذا التحالف، وجلب الجميع إلى طاولة التفاوض وهزيمة الإرهاب. هذا يبعث برسالة تنم عن عدم احترام.. يبعث برسالة تجعل الوضع داخل هذه البلدان أكثر صعوبة"

يعد ترامب، والذي سجل تقدماً على منافسيه في الانتخابات التمهيدية، أول مرشح لا يمتلك ماضياً سياسياً، ويقترب إلى هذه الدرجة من الرئاسة منذ 60 عاماً، وبات مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية المرشح "الوحيد" في المعسكر الجمهوري، بعد انسحاب منافسيه من سباق الترشح في الانتخابات التمهيدية.

وعلى الرغم من تصريحات ترامب، التي تتضمن عبارات "مهينة" للنساء والأقليات والمسلمين، إلى جانب كلماته "القاسية" في ما يتعلق بالاقتصاد والإدارة العامة، وردود الأفعال الغاضبة تجاهها، فإن حصوله على أكثر الأصوات في الانتخابات التمهيدية التي جرت حتى الآن، وضع قادة الحزب في حيرة من أمرهم.

وعلى الرغم من انزعاج قادة الجمهوريين من بعض خطابات ترامب، إلا أنهم لا يحبّذون ترك البيت الأبيض للديمقراطيين مجدداً، في ولاية ثالثة على التوالي.

وكان عدد من توقعوا فوز رجل الأعمال ترامب، الذي ترشح في آغسطس/آب العام الماضي، منخفضاً جداً، ولم يكن اسم ترامب الذي لا يمتلك أرضية سياسية، ولم يشغل مناصب هامة، موجوداً ضمن المتنافسين الثلاثة الأبرز.

وبخصوص مرشح الحزب الديمقراطي، جزمت كلينتون، خلال المقابلة نفسها، أنها ستكون مرشحة حزبها، وشددت: "هذا تم حكماً. من المستحيل ألا أكون".

وأضافت "لدي ثلاثة ملايين صوت أكثر منه، ولدي تقدم عليه لا يمكن تخطيه من حيث عدد المندوبين".

وفيما لا يزال هناك ست ولايات لم تصوت بعد في الانتخابات التمهيدية، فإن كلينتون حصلت على 2297 مندوباً، مقابل 1527 لساندرز، بحسب تعداد لشبكة "سي إن إن"، من أصل 2383 هي غالبية المندوبين المطلوبة لنيل الترشيح الديمقراطي.

ويعبر هذا الإعلان الأكثر وضوحاً حتى الآن من قبل كلينتون بأن السباق الديمقراطي انتهى عملياً، مع نقل تركيزها إلى ترامب في السباق إلى البيت الأبيض.

وأعربت هيلاري عن ثقتها بأن ساندرز سيدعمها في نهاية المطاف، مثلما دعمت هي المرشح باراك أوباما بعد معركتهما الضارية لنيل الترشيح الديمقراطي في انتخابات 2008. وقالت: "لدي الثقة التامة بأننا سنكون موحدين"، داعية ساندرز إلى "القيام بما يترتب عليه لتوحيد" الحزب.

وسئلت ما إذا كانت تدرس تعيين خصمها مرشحاً لمنصب نائب الرئيس في سياق توحيد الحزب، فردت: "لن أجيب عن هذا السؤال".




المساهمون