بريطانيا: دعوى قضائية ضد صوفان بتهمة تعذيب علي المري

07 يونيو 2018
وثائق تثبت تورط صوفان بتعذيب المري (تويتر)
+ الخط -

تستقبل "جمعية هنري جاكسون" البريطانية، اليوم الخميس، علي صوفان، الأميركي- اللبناني، والعميل الخاص السابق التابع لمكتب التحقيقات الفدرالية الأميركية "أف بي آي"، المتهم بالمشاركة في تعذيب رجل الأعمال القطري علي صالح كحلة المري أثناء فترة سجنه في تشارلستون في ولاية كارولينا الجنوبية.

وارتفعت أصوات بريطانية مطالبة بتوقيف صوفان ومحاكمته. وتتصدر الحملة منظمة "Cage" المستقلة التي تقدمت بشكوى ضد صوفان في بريطانيا، مع وثائق تثبت تورّطه مع مسؤولين أميركيين آخرين وأعضاء من مكتب التحقيقات الفدرالية في تعذيب المري. وتشرف على الشكوى وحدة جرائم الحرب في شرطة العاصمة لندن، علماً أن عريضة عامة تدعو مدير النيابة العامة لاعتقال صوفان تمّ التوقيع عليها في بريطانيا.

وبعد 13 عاماً من السجن في الولايات المتحدة، عاد المري إلى بلده، في عام 2014، وسعى إلى الحصول على المساعدة لمحاسبة كل من مارس التعذيب في حقه، فشاركته منظمة "Cage" هذه المهمّة للتحقيق في القضية على نطاق أوسع، وإجراء تحقيقات مستقلة ومراجعة 35 ألف صفحة من الوثائق، لتحديد هويات وتواريخ أولئك الذين شاركوا في مختلف جوانب تعذيبه.

يقول المري لـ"العربي الجديد"، إنّه والمتعاطفين مع قضيته يحاولون في الوقت الحالي إصدار مذكرة توقيف بحق صوفان، مشيراً إلى أنّه أيضاً رفع دعوى إلى حكومة بلده ويأمل أن تنظر في قضيته.

وحول هذا الموضوع، يوضح المري "لا أطلب تصديقي، بل إعطائي فرصة الاستماع إلي". ويسهب في الحديث عن تعذيبه على أيدي صوفان، مع تأكيده على وجود شريط فيديو يثبت ذلك. ويلفت إلى أنّه وُجّهت إليه تهمتان، كلتاهما تحمل عقوبة 15 عاماً، لكن إن اعترف بواحدة منهما تُلغى الثانية، لذلك، وبما أنّه أدرك أنّه لن يحظى بمحاكمة عادلة، فضّل الاعتراف بواحدة كي يعود بعدها إلى عائلته، على حد تعبيره.

ويدرك المري أنّه كان مذنباً بنظر الشعب الاميركي وأنّه كان سيخسر القضية، لكنّه يؤكّد على أنّه لم يدعم يوماً تنظيم "القاعدة" ولم يكن عضواً فيه.

وعلى ذمة المري، فإن المعتقل في سجن غوانتانامو خالد شيخ محمد، وبعد تعذيبه حوالي 182 مرة، اضطر إلى قول أمور غير صحيحة عنه. ويضيف المري: "اتهموني في البداية بتسميم بحيرة بكاملها وتخريب النظام المالي الأميركي، لكن في النهاية كانت تهمتي كأي شخص متهم بالإرهاب، وهي أنني أدعم القاعدة".

بدوره، يقول محمد رباني، المدير الدولي  في منظمة "Cage" لـ"العربي الجديد"، إن علي المري أخبرهم عن أساليب التعذيب القاسية التي تعرّض لها أثناء فترة سجنه على أيدي علي صوفان. ويلفت إلى أن "Cage"، منظمة مستقلة تعمل على ملاحقة الجناة المزعومين، لكنّهم يقومون بواجبهم تجاه الناجين من التعذيب من خلال الدعوة إلى العدالة.

ويكمل رباني أنّه من واجب جميع الدول الموقعة على اتفاقية مناهضة التعذيب والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ضمان محاسبة الجلادين. لذلك تواصل المنظمة مطالبة مدير النيابة العامة، في التحقيق بتورّط علي صوفان في التعذيب.


وتؤكّد منظمة "Cage" على وجود سجلات مفصّلة حول الإجراءات التي اتخذت ضد علي المري وغيره من المعتقلين. ويوفر سجل يُعرف باسم "SHU" تفاصيل مواعيد وأوقات وأسماء جميع الأشخاص الذين شاركوا في استجواب المري.

ومن خلال هذه الوثيقة، تمكنت المنظمة من معرفة أنّ المحققين الثلاثة الذين دخلوا السجن وقاموا بتعذيب المري هم عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي، علي صوفان ونيكولاس زامبيك ومحقق وزارة الدفاع الكولونيل خوسيه راموس.