وأعلنت الأمم المتحدة، الثلاثاء، أنها تجري اتصالات مكثفة مع الحكومة الليبية، لتحديد موعد اجتماع معها، بهدف استئناف مباحثات وقف إطلاق النار. ومنذ سنوات، تنازع مليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، بدعم من دول عربية وأوروبية، الحكومة الليبية على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفن دوجاريك، خلال مؤتمر صحافي، عبر دائرة تلفزيونية، إن مبعوثة الأمين العام الخاصة "(ستيفاني) ويليامز تجري اتصالات مكثفة مع حكومة الوفاق، لتحديد موعد للاجتماع معها، بغية مناقشة سبل استئناف مباحثات وقف إطلاق النار في ليبيا".
وتابع: "نريد أن نرى تقدما في تنفيذ مسودة الاتفاق التي عرضتها البعثة (الأممية) على الطرفين (الحكومة والمليشيات) خلال محادثات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، في 23 فبراير/شباط الماضي، لوقف القتال الدائر في البلاد".
وتجاهل دوجاريك الرد على أسئلة صحافيين بشأن تقارير صحافية أفادت بشن طائرة حربية روسية غارة جوية على منطقة جارف جنوب غرب مدينة سرت (شرق)، الإثنين، ما أدى إلى مقتل 7 مدنيين.
وتنفي موسكو صحة اتهامات ليبية لها بتقديم دعم عسكري لمليشيات حفتر. وتمارس الأمم المتحدة ودول عربية وغربية ضغوطا مكثفة لوقف القتال، في وقت تتكبد فيه مليشيات حفتر خسائر فادحة.
من جانبه أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "وقوف تركيا إلى جانب أحفاد عمر المختار في ليبيا، الذين يحاربون الإرهابيين". وقال أردوغان في تصريحات عقب اجتماع الحكومة الرئاسية الثلاثاء: "سنقف إلى جانب إخوتنا الليبيين وليس الانقلابيين والإمبرياليين".
وأضاف: "سنواصل إحباط عشاق الانقلابات والمنظمات الإرهابية في الداخل والخارج خلال الفترة المقبلة أيضا".
وأكد الرئيس التركي أن خطة الانقلابي خليفة حفتر وداعميه لاحتلال طرابلس وليبيا باءت بالفشل، مبينا أن قوات حكومة "الوفاق الوطني" المعترف بها دوليا نجحت في طرد الانقلابيين من طرابلس بالكامل.
وقال أردوغان: "أحفاد أسد الصحراء الشهيد عمر المختار ألحقوا الهزيمة على أبواب طرابلس بمن حاولوا احتلال ليبيا عبر المرتزقة الذين جمعوهم من كل حدب وصوب". ولفت إلى أن الانقلابيين الذين كانوا يتوعدون أشقاءنا الليبيين قبل عام يبحثون اليوم عن جحر يلوذون به. وتابع: "من خلال دعم بلادنا، ومع الموقف الحازم لحكومة الوفاق، تم إحباط المكيدة الدولية التي حيكت ضد ليبيا".
وقال أردوغان: "آمل أن تكون النتائج التي تم تحقيقها على الميدان في الفترة الأخيرة هي بشارة بانتصارات ونجاحات أكبر بكثير، سنواصل دعم إخواننا الليبيين حتى يتحقق السلام والاستقرار والعدالة في جميع أنحاء ليبيا".
وأكد الرئيس التركي أن بلاده ستسخّر كل إمكانياتها وخبراتها لمساعدة الشعب الليبي في مجالات النقل، والطاقة، والدفاع، وتطوير القدرات المؤسسية وغيرها من المجالات التي هو بحاجة إليها.
وشدد أردوغان على وجوب قبول الجميع عدم إمكانية حل المشكلة في ليبيا عسكريا، وعدم إمكانية شراء إدارة الليبيين بالنفط والدولارات. وأكد أن تركيا ليس لها مطامع في أراضي أي دولة ولا في مواردها الطبيعية. وتابع: "نريد فقط الأمن والرفاهية لليبيا التي تربطنا معها روابط صداقة وأخوة قوية منذ قرون".
وفي الفترة الأخيرة، تمكنت قوات الحكومة الليبية، من طرد مليشيات حفتر من العاصمة طرابلس (غرب) وكافة مدن الساحل الغربي وصولا إلى الحدود مع تونس. كما حرر الجيش الليبي مدينة ترهونة، ثم بني وليد (180 كم جنوب شرق طرابس)، الجمعة الماضية، وبات على بعد كليومترات من مدينة سرت.
وأعلنت قوات حكومة "الوفاق" إطلاق عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة سرت على بعد 450 كلم شرق طرابلس، فيما أعلن حفتر تأييده لوقف إطلاق النار.
وقال العقيد محمد قنونو، المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق في بيان صحافي، "صدرت التعليمات لقواتنا ببدء الهجوم والتقدم والضرب بقوة كل بؤر المتمردين في سرت، حيث نفذ سلاح الجو 5 ضربات جوية في محيطها، استهدفت آليات مسلحة لمليشيات حفتر الإرهابية والمرتزقة". وأضاف قنونو، "لن نتراجع عن إعادة بسط سيطرة الدولة على المدينة" التي تعقد معقلاً لقبيلة الزعيم الراحل معمر القذافي وملجأه الأخير عندما شن حلف شمال الأطلسي هجوما لمساندة القوات التي ثارت على حكمه في 2011.
Twitter Post
|
(رويترز، فرانس برس، الأناضول)