قال الوفد السوداني المفاوض حول سدّ النهضة، اليوم السبت، إنه واصل التفاوض مع وزارة الخزانة الأميركية، رغم تأجيل الجولة الأخيرة من المباحثات بناءً على الطلب الإثيوبي، وإنه سلَّم واشنطن ملاحظاته على مسوَّدة اتفاق السد.
وعلى الرغم من الإعلان المبكر لعدم حضور الجانب الإثيوبي لمفاوضات واشنطن التي كانت مقررة في 27-28 من الشهر الحالي، وكان يتوقع التوقيع خلالها على مشروع اتفاق، إلا أن الوفد السوداني وصل إلى واشنطن برئاسة وزيرة الخارجية، أسماء محمد عبد الله، ووزير الري والموارد المائية، ياسر عباس، وفريق الخبراء القانوني والفني.
وقالت وزارة الري في بيان لها، اليوم إن الوفد السوداني انخرط بعد وصوله إلى واشنطن في مفاوضات ثنائية خلال اليومين الماضيين، مع فريق وزارة الخزانة الأميركية، وإنه قدّم ملاحظاته على مسوَّدة الاتفاقية الشاملة التي يجري التفاوض حولها إلى الفريق الأميركي، والتي ضمّنها في المسوَّدة التي اقترحتها واشنطن في الأسبوع الماضي، وهي المسوَّدة التي أُعدَّت بناءً على مفاوضات الأطراف الثلاثة: مصر وإثيوبيا والسودان، التي استمرت منذ عام 2015.
وأوضح بيان الوزارة أن السودان "يؤكد التزامه عملية التفاوض لأجل الوصول إلى اتفاق شامل لملء سدّ النهضة الإثيوبي وتشغيله بما يحفظ مصالح الدول الثلاثة، بما يتضمن تشغيلاً آمناً لسد النهضة، وذلك قبل بدء عملية الملء الأول للسد".
وأشار البيان إلى أن الخرطوم ملتزمة العمل على إنجاز اتفاق شامل لملء وتشغيل السد، بما يمهد لإحداث تنمية مشتركة وتكامل بين الدول الثلاث.
وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإن الوفد السوداني كان متحمساً للتوقيع على المسودة المقترحة من وزارة الخزانة الأميركية، التي رأى أن 80 في المئة من بنودها جاءت عبر مقترحات قدمها السودان، خلال جولات التفاوض، ونفى الوفد وجود أي نية سودانية للتنازل عن حصته في مياه النيل البالغة 18,5 مليار متر مكعب لمصلحة أي طرف، نافياً كذلك انحيازه إلى موقف مصر أو إثيوبيا، مؤكداً فقط انحيازه إلى مصالح السودان.
ولم تبين إثيوبيا التي طلبت التأجيل في الجولة الأخيرة، أي موقف رافض لمسودة الاتفاق المقترحة، لكنها قالت إنها تفضل التوقيع عليها بعد الانتخابات الإثيوبية.
في المقابل، طالب ممثلون لولاية النيل الأزرق السودانية المتاخمة للحدود الإثيوبية، بوقف التفاوض حول سد النهضة، لما له من مخاطر على مناطقهم، وسلّم الممثلون في اليومين الماضيين مذكرة لمجلس الوزراء ومجلس السيادة في هذا الصدد.
وقال عبيد أبو شوتال، أحد القادة القبليين في الولاية لـ"لعربي الجديد"، إن سد النهضة "نشأ في مواقع بركانية، وليس هناك طمأنات كافية بالنسبة إليهم بشأن أي تأثيرات مستقبلية عليهم".
وبيّن أبو شوتال أن السد لا يبعد سوى 16 كيلومتراً عن الحدود السودانية، وأن السعة التخزينية العالية للسد ستكون لها آثارها السلبية على المنطقة، مبيناً أن "هناك معلومات أخرى مغيبة عن السد، وأن حكومة السودان غيبت كل الشعب السوداني عمّا يجري في المفاوضات، وخاصة مخاطر السد".
ودعا القيادي إلى إيقاف الحوار حول السد لحين عقد مؤتمر شامل لكل أهل السودان لمعرفة المخاطر والمكاسب بصورة أوضح.