وأكّد رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أن عملية "غصن الزيتون" ستستمر حتى سحق رأس الإرهاب، وتلقين قطّاع الطرق الدرس الذي يستحقونه.
وأوضح يلدريم، في كلمة ألقاها، اليوم السبت، خلال مراسم افتتاح مترو أنفاق، "قاسم باشا" في الطرف الأوروبي لمدينة إسطنبول التركية، أن "تركيا ستواصل عملياتها ضد التنظيمات الإرهابية، حتى تضمن أمن حدودها وسلام أرواح وممتلكات مواطنيها بشكل كامل".
وشدد رئيس الوزراء التركي على أن بلاده لن تسمح على الإطلاق بإنشاء أي حزام "إرهابي" على حدودها الجنوبية.
ولفت إلى تعرّض الحدود الجنوبية لتركيا لاعتداءات وهجمات خلال الآونة الأخيرة، مشدداً على أن القوات المسلحة التركية تواصل عملياتها لحماية البلاد.
من جهته، أوضح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن تنظيم "داعش" الإرهابي لا يزال يُستخدم كذريعة لتكديس الأسلحة في سورية رغم أن التنظيم فقد قوته القتالية تماماً".
وأشار أردوغان، في كلمة له خلال مراسم افتتاح نفق "قاسم باشا" في إسطنبول، اليوم السبت، إلى أن التقدم الذي أحرزته بلاده في الآونة الأخيرة تسبب بالإزعاج إلى البعض (لم يحددهم) الذين وضعوا عراقيل (أمام تركيا) تتنافى مع المنطق والقيم.
وشدد على أنه "لم يعد في سورية قوة لتنظيم داعش تستطيع القتال، إلا أنه (التنظيم) ما زال (يٌتخذ) ذريعة لتكديس الأسلحة فيها (سورية)".
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، الولايات المتحدة الأميركية، لاتخاذ خطوات ملموسة لوقف تسليح المليشيات الكردية.
جاء ذلك في تصريح أدلى به للصحافيين في ولاية أنطاليا، اليوم السبت، رداً على تصريح مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر.
واتفق ماكماستر خلال مكالمة هاتفية مع المتحدث باسم الرئاسة التركي إبراهيم قالن، على وقف تزويد بلاده القوات الكردية بالأسلحة.
وقال جاووش أوغلو في هذا السياق "إننا بحاجة لخطوات ملموسة بدرجة أكثر من الأقوال، يجب على الولايات المتحدة قطع علاقتها مع التنظيم الإرهابي".
وأضاف "كما يجب على الولايات المتحدة إجبار التنظيم على إلقاء سلاحه، وسحب الأسلحة التي زودته بها".
ولفت جاووش أوغلو إلى صدور تصريحات أميركية مختلفة بخصوص تزويد "قوات سورية الديمقراطية" بالسلاح، "فهناك من يقول: لن نعطي، وآخر يقول: سنعطي، والرئيس يصرّح بشيء، والبنتاغون يصرح بشيء آخر".
تقدم لـ"السوري الحر" في عفرين
ميدانياً، سيطرت قوات "الجيش السوري الحر"، اليوم السبت، على قرية بيسكي في ناحية عفرين بريف حلب الشمالي ضمن عملية "غصن الزيتون" التي تشنها تركيا على مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية.
وأكّد مصدر ميداني، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات "الجيش السوري الحر" تمكنت من بسط سيطرتها على قرية بيسكي الواقعة في محور راجو شمال غرب عفرين، بعد هجوم على مواقع مليشيات "وحدات حماية الشعب الكردي" بدعم من الجيش التركي.
ولفت المصدر إلى أنّ "الجيش الحر" تمكن من قتل أربعة من عناصر المليشيات وأسر اثنين خلال المواجهات، في حين فر بقية العناصر من القرية.
من جهة ثانية، تحدث المصدر عينه عن صد قوات "الجيش الحر" عملية تسلل من المليشيات على محور جبهة تويس في ناحية إعزاز شمال شرق حلب، إذ دارت معارك عنيفة أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى في صفوف الأخيرة ما أجبرها على التراجع.
في المقابل، يرى مراقبون أن عملية "غصن الزيتون"، تتقدم ببطء رغم مضي ثمانية أيام على انطلاقها، الأمر الذي يرجعونه إلى عوامل عدّة، من بينها استمرار المفاوضات مع الجانب الأميركي، وسوء الأحوال الجوية والضباب والأمطار، التي عرقلت حصول تقدم سريع، بالإضافة إلى قلة خبرة فصائل المعارضة السورية المشاركة في العملية بحروب الجبال، مقارنة مع "قوات العمال الكردستاني" التي تمتلك خبرات عالية في حروب العصابات في الجبال، بينما لا يزال دعم القوات التركية، مقتصراً، على الدعم المدفعي واللوجستي ودعم الطيران دون تقدم القوات الخاصة التركية بشكل واضح إلى الجبهات.
وأكّد مصدر تركي مطلع، لـ"العربي الجديد"، أن الروس طالبوا خلال المفاوضات بإتمام الأتراك أهدافهم في عفرين بأسرع وقت ممكن.
وفيما يخص فتح أجواء عفرين، أشار المصدر إلى أن فتح الأجواء مستمر بحسب احتياج العمليات العسكرية وحسب التطورات، بينما شدد المصدر على أنه بعد الانتهاء من عفرين سيتم التوجه باتجاه منبج لطرد "الاتحاد الديمقراطي"، الأمر الذي ليس بالضرورة أن يكون من خلال عملية عسكرية، بل يتم العمل عليه مع الأميركيين.
ويرى مراقبون أن موسكو قد تلجأ للتكتيك ذاته الذي استخدمته مع الأتراك سابقاً خلال عملية درع الفرات، وذلك بفتح وإغلاق الأجواء السورية أمام الطائرات التركية للضغط على أنقرة ولضبط إيقاع العملية بما يتناسب مع المفاوضات التي يجريها النظام مع "الاتحاد الديمقراطي"، في سبيل دفعه لتقديم المزيد من التنازلات.