كشف مصدر حكومي رفيع المستوى من طرابلس النقاب عن اشتراط ألمانيا "وقف القتال" في محيط طرابلس لعقد القمة الدولية بشأن ليبيا في برلين، مؤكداً أن استمرار الحرب حال دون تحديد موعد عقد القمة.
وأجرى وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، لقاءً موسعاً في مدينة زوارة الليبية مساء أمس الأحد، مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، بحضور وزير خارجيته محمد سيالة، والمبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة، لـ"استعراض نتائج اللقاءات التي جرت في سبيل التحضير للمؤتمر"، بحسب مكتب السراج الإعلامي.
لكنّ المسؤول الحكومي قال لـ"العربي الجديد"، إن السراج وسيالة شددا على رغبة الحكومة في وقف القتال، لكنهما أكدا في الوقت نفسه أن الحكومة تقف موقف الدفاع، ومن يطلب وقف القتال هو الطرف المعتدي، في إشارة إلى اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وحملت تصريحات السراج، بحسب مكتبه الإعلامي على خلفية زيارة ماس، تأكيداً على أن "وقف إطلاق النار في العاصمة طرابلس مرهون بانسحاب القوات المعتدية وألا يكون هناك أي تهديد للعاصمة بأية صورة". كما نقل المكتب حديث المبعوث الأممي عن انعقاد "ثلاثة اجتماعات متتالية ومعمقة لحل الأزمة الليبية، على أن يُعقد الاجتماع المقبل خلال الأسابيع المقبلة"، قبل انعقاد قمة برلين.
وأكد المسؤول الحكومي، الذي فضل عدم نشر اسمه، أن الاجتماعات الثلاثة التي أشار اليها سلامة عُقدت بين الدول المتدخلة في الملف الليبي بشكل غير معلن الآونة الماضية، وأبلغ الوزير الألماني حكومة الوفاق بنتائج هذه اللقاءات التي اشترطت وقف القتال كشرط لعقد القمة، كما شرح للحكومة ما يمكن اعتباره ضمانات لتنفيذ مخرجات قمة برلين، وهي التي أشار إليها سلامة بقوله إن القمة ستنبثق عنها "لجنة متابعة لتنفيذ مقرراتها وتوفير فرص نجاحها".
وفيما أكد المسؤول تجاوب الحكومة مع كل ما طرحه الوزير الألماني حول نتائج جهود ألمانيا، أشار الى أن اللقاء لم يبحث إمكانية اللقاء المباشر على طاولة واحدة بين السراج وحفتر.
اقــرأ أيضاً
ويقرأ الباحث الليبي في الشؤون السياسية، مروان ذويب، هذه المستجدات، بأن أولى رسائلها تتعلق بمكان انعقاد اللقاء بين قادة الحكومة الوزير الألماني، موضحاً أن "الوزير أراد القول إن مقرات الحكومة في طرابلس ليست آمنة للقاء، بل في زوارة أقصى الغرب بعيداً عن ساحة المتصارعين، وسط إجراءات أمنية كبيرة يبدو أن السفارة الألمانية أشرفت عليها، بدليل زيارة السفير الألماني لزوارة قبل وصول الوزير بساعات".
ويضيف ذويب متحدثا لـ"العربي الجديد"، أن "تصريحات الوزير الألماني تؤكد رغبة ألمانية في أن تكون قمتها مختلفة عن سابقاتها، وضرورة أن تصل إلى نتائج، وطلب وقف القتال جس أولي لنبض الطرفين لإمكانية قبولهما بأي جهود باتجاه السلام والحل". وأشار إلى أن "تحالفاً أميركياً ألمانياً في هذا الاتجاه بدا واضحاً، فبينما كان ماس يبحث مع السراج في إمكانية وقف القتال، كان وفد أميركي في ذات الوقت موجوداً في بنغازي لبحث الأمر نفسه".
وفيما يعتقد ذويب أن الملف الليبي وصل إلى يد فاعلين دوليين يرغبون في وضع حلول نهائية له، ترى الصحافية الليبية، نجاح الترهوني، أن مسيرة الحل لا تزال في أولها، متسائلة عن خلو تصريحات ماس وسلامة من الحديث عن شكل المشاركين في القمة. وقالت لـ"العربي الجديد" إن "قول ماس لا بد من إيجاد شروط بين الأطراف المتنازعة من دون تدخل خارجي، الذي يُعدّ سبباً للأزمة، كلام يلفه الغموض، فهل يعني رعاية ألمانيا للقاء ليبي - ليبي بعد لقاء الفاعلين الدوليين في القمة المقبلة، أم أنها قمة واحدة ستشارك فيها أطراف ليبية؟"، مؤكدة أن تصريح ماس أيضاً عن "حرص ألمانيا على مشاركة جميع الأطراف المؤثرة في مؤتمر برلين للوصول إلى نتائج جوهرية، وأن البيان الختامي للمؤتمر لن يصدر إلا بعد التوافق الكامل بين المشاركين"، دليل آخر على تغير خارطة وشكل المشاركين في القمة وإمكانية وجود تمثيل ليبي على عكس ما أشيع في السابق.
اقــرأ أيضاً
لكن الصحافية الليبية تلفت إلى شكل آخر من الحضور الليبي، وتقول إن الصفحة الرسمية للبعثة الأممية نقلت شكلاً آخر عن مضمون الجهود الحالية، مشيرة إلى أن غسان سلامة "أكد أن ثلاثة اجتماعات تحضيرية قد حدثت، بينما سيحدث اجتماع ثالث خلال أسابيع، قبل انعقاد قمة برلين التي ستكلّل بتأييد المبادئ التي توصلنا إليها عبر التفاوض مع مختلف الأطراف"، ما يعني أن القائمين على قمة برلين هم من سيتولون التفاوض المباشر مع الأطراف الليبية وستُضمّن نتيجة هذه المفاوضات في نتائج القمة دون حضورهم شخصياً". وتابعت: "من المهم جداً أن نلاحظ هنا أن ماس وسلامة لم يلتقيا حفتر، ولا حلفاءه في الشرق، ومن قام بمهمة اللقاء بهم هو الوفد الأميركي، ما يعني جدية أميركية ألمانية في الوصول بالملف الليبي إلى حل".
وتلفت الترهوني إلى أن المعطيات السياسية والعسكرية على الأرض لا توحي بأي إمكانية للتقارب، ولكنها تقول: "يبدو أن فاعلين كباراً أدركوا أن الحل بين المتصارعين لا يكون إلا بإرادة دولية يتم الإجماع عليها وفرضها في الداخل الليبي"، لكن لا يمكن حتى الآن التكهن بشكل الحل الدولي.
لكنّ المسؤول الحكومي قال لـ"العربي الجديد"، إن السراج وسيالة شددا على رغبة الحكومة في وقف القتال، لكنهما أكدا في الوقت نفسه أن الحكومة تقف موقف الدفاع، ومن يطلب وقف القتال هو الطرف المعتدي، في إشارة إلى اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وحملت تصريحات السراج، بحسب مكتبه الإعلامي على خلفية زيارة ماس، تأكيداً على أن "وقف إطلاق النار في العاصمة طرابلس مرهون بانسحاب القوات المعتدية وألا يكون هناك أي تهديد للعاصمة بأية صورة". كما نقل المكتب حديث المبعوث الأممي عن انعقاد "ثلاثة اجتماعات متتالية ومعمقة لحل الأزمة الليبية، على أن يُعقد الاجتماع المقبل خلال الأسابيع المقبلة"، قبل انعقاد قمة برلين.
وأكد المسؤول الحكومي، الذي فضل عدم نشر اسمه، أن الاجتماعات الثلاثة التي أشار اليها سلامة عُقدت بين الدول المتدخلة في الملف الليبي بشكل غير معلن الآونة الماضية، وأبلغ الوزير الألماني حكومة الوفاق بنتائج هذه اللقاءات التي اشترطت وقف القتال كشرط لعقد القمة، كما شرح للحكومة ما يمكن اعتباره ضمانات لتنفيذ مخرجات قمة برلين، وهي التي أشار إليها سلامة بقوله إن القمة ستنبثق عنها "لجنة متابعة لتنفيذ مقرراتها وتوفير فرص نجاحها".
وفيما أكد المسؤول تجاوب الحكومة مع كل ما طرحه الوزير الألماني حول نتائج جهود ألمانيا، أشار الى أن اللقاء لم يبحث إمكانية اللقاء المباشر على طاولة واحدة بين السراج وحفتر.
ويقرأ الباحث الليبي في الشؤون السياسية، مروان ذويب، هذه المستجدات، بأن أولى رسائلها تتعلق بمكان انعقاد اللقاء بين قادة الحكومة الوزير الألماني، موضحاً أن "الوزير أراد القول إن مقرات الحكومة في طرابلس ليست آمنة للقاء، بل في زوارة أقصى الغرب بعيداً عن ساحة المتصارعين، وسط إجراءات أمنية كبيرة يبدو أن السفارة الألمانية أشرفت عليها، بدليل زيارة السفير الألماني لزوارة قبل وصول الوزير بساعات".
ويضيف ذويب متحدثا لـ"العربي الجديد"، أن "تصريحات الوزير الألماني تؤكد رغبة ألمانية في أن تكون قمتها مختلفة عن سابقاتها، وضرورة أن تصل إلى نتائج، وطلب وقف القتال جس أولي لنبض الطرفين لإمكانية قبولهما بأي جهود باتجاه السلام والحل". وأشار إلى أن "تحالفاً أميركياً ألمانياً في هذا الاتجاه بدا واضحاً، فبينما كان ماس يبحث مع السراج في إمكانية وقف القتال، كان وفد أميركي في ذات الوقت موجوداً في بنغازي لبحث الأمر نفسه".
وفيما يعتقد ذويب أن الملف الليبي وصل إلى يد فاعلين دوليين يرغبون في وضع حلول نهائية له، ترى الصحافية الليبية، نجاح الترهوني، أن مسيرة الحل لا تزال في أولها، متسائلة عن خلو تصريحات ماس وسلامة من الحديث عن شكل المشاركين في القمة. وقالت لـ"العربي الجديد" إن "قول ماس لا بد من إيجاد شروط بين الأطراف المتنازعة من دون تدخل خارجي، الذي يُعدّ سبباً للأزمة، كلام يلفه الغموض، فهل يعني رعاية ألمانيا للقاء ليبي - ليبي بعد لقاء الفاعلين الدوليين في القمة المقبلة، أم أنها قمة واحدة ستشارك فيها أطراف ليبية؟"، مؤكدة أن تصريح ماس أيضاً عن "حرص ألمانيا على مشاركة جميع الأطراف المؤثرة في مؤتمر برلين للوصول إلى نتائج جوهرية، وأن البيان الختامي للمؤتمر لن يصدر إلا بعد التوافق الكامل بين المشاركين"، دليل آخر على تغير خارطة وشكل المشاركين في القمة وإمكانية وجود تمثيل ليبي على عكس ما أشيع في السابق.
لكن الصحافية الليبية تلفت إلى شكل آخر من الحضور الليبي، وتقول إن الصفحة الرسمية للبعثة الأممية نقلت شكلاً آخر عن مضمون الجهود الحالية، مشيرة إلى أن غسان سلامة "أكد أن ثلاثة اجتماعات تحضيرية قد حدثت، بينما سيحدث اجتماع ثالث خلال أسابيع، قبل انعقاد قمة برلين التي ستكلّل بتأييد المبادئ التي توصلنا إليها عبر التفاوض مع مختلف الأطراف"، ما يعني أن القائمين على قمة برلين هم من سيتولون التفاوض المباشر مع الأطراف الليبية وستُضمّن نتيجة هذه المفاوضات في نتائج القمة دون حضورهم شخصياً". وتابعت: "من المهم جداً أن نلاحظ هنا أن ماس وسلامة لم يلتقيا حفتر، ولا حلفاءه في الشرق، ومن قام بمهمة اللقاء بهم هو الوفد الأميركي، ما يعني جدية أميركية ألمانية في الوصول بالملف الليبي إلى حل".
وتلفت الترهوني إلى أن المعطيات السياسية والعسكرية على الأرض لا توحي بأي إمكانية للتقارب، ولكنها تقول: "يبدو أن فاعلين كباراً أدركوا أن الحل بين المتصارعين لا يكون إلا بإرادة دولية يتم الإجماع عليها وفرضها في الداخل الليبي"، لكن لا يمكن حتى الآن التكهن بشكل الحل الدولي.