"ذي غارديان" في افتتاحيتها: حان الوقت لقيادة جديدة في السعودية

17 أكتوبر 2018
بن سلمان أمسك بزمام السلطة منذ صعود والده(فرانس برس)
+ الخط -
انضمّت جريدة "ذي غارديان" البريطانية إلى قائمة الداعين لتغيير القيادة السعودية الحالية، وبالذات ولي العهد، محمد بن سلمان، على خلفيّة اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل مبنى القنصليّة السعوديّة في إسطنبول، الذي بات اغتياله حقيقة شبه مؤكدة يومًا بعد يوم، لا سيما مع بدء ظهور نتائج التحريّات التركية داخل مبنى القنصليّة وبيت القنصل المجاور لها.

وافتتحت الصحيفة مقالها بالقول إنه "إذا كان من الممكن أن يحيل اختفاء جمال خاشقجي في إسطنبول إلى ولي العهد السعودي (بن سلمان)؛ فقد حان الوقت لإجراء تعديل ملكي" في السعودية.

وكتبت "ذي غارديان" في افتتاحيتها أن "السعودية تواجه أكبر أزمة دبلوماسية مع الغرب منذ هجمات 11 سبتمبر/ أيلول على البرجين التوأمين في نيويورك، وهي واقعة من شبه المؤكد
أنها مصنوعة بأيدي سعودية ملكية، السبب هو أن اختفاء خاشقجي... يبدو وكأنه يمكن عزوه بشكل مباشر إلى الحكومة في الرياض".

ورأت الصحيفة أنه بينما "تستعد الرياض للقول إن خاشقجي قتل بالخطأ أثناء استجوابه؛ فإنه إذا تبيّن أن ولي العهد وقَع على خطة لخطف أو حتى قتل أحد المنتقدين له في إسطنبول؛ فسيرفع الأخير استبداده إلى مستوى الطغاة مثل صدام حسين ومعمر القذافي، اللذين استخدما سفاراتهما لترويع المنفيين".

وكتبت أن "الأمير (بن سلمان) كان صاحب السلطة في السعودية منذ أن أصبح والده الحاكم المطلق للبلاد في يناير/ كانون الثاني 2015"، معدّدة حملاته القمعيّة تجاه نشطاء وناشطات حقوق الإنسان ورجال الدين، في الوقت الذي يرفع فيه شعار "التحديث"، ساردة في هذا السياق اتهام الاقتصادي السعودي عصام الزامل بـ"الإرهاب"، بعد أن انتقد طرح "أرامكو" للتداول في سوق الأسهم.

وأضافت أن "ولي العهد هو المتشدّد في الخلاف الخليجي مع قطر، ومهندس الحرب الكارثية في اليمن المجاور، حيث قصفت وجوّعت عن عمد أفقر دول الشرق الأوسط". ووصفت الصحيفة بن سلمان في هذا السياق بأنه "لا يأبه كثيراً بالحقوق العالمية أو النظام الليبرالي العالمي، وقد شجّعته على ذلك صداقته مع دونالد ترامب، الذي كانت أول رحلة خارجية له إلى السعودية، والذي يبدو أنه يحاول التغطية عليهم عبر الفكرة المثيرة للسخرية بأن فريق التعذيب المؤلف من 15 شخصًا، بينهم طبيب شرعي، قد قتل خاشقجي فقط لأن الأمور خرجت عن سيطرته".

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: "كان حكم الملوك السعوديين تعتريه مخاوف صحيّة بدلًا من التنقل بين اضطرابات خارجية وداخلية. القادة قد يفقدون عقولهم في المنصب، لكنهم نادرًا ما ينالون المناصب العليا حينما تكون قد أفلتت من بين يديهم بالفعل حبكة الأحداث. صعد الملك سلمان إلى السلطة بينما كانت تتواتر الشائعات عن إصابته بالخرف، وذلك ما يجعل موقع (بن سلمان) مثيرًا للقلق. هذا الفصل الأخير (اغتيال خاشقجي) يجب أن يجعل العقول في الرياض تركّز على مدى ملاءمة ولي العهد لهذا المنصب الرفيع. هو رسميًا وريث العرش، ولا يزال في الثلاثينيات من عمره فقط، ويستطيع أن يحكم لفترة طويلة؛ ذلك مستقبل سيكون مصطبغًا بعدم الاستقرار، إذا كانت في السنوات الماضية عبرة ممكنة. للملك سلمان أبناء موهوبون آخرون، وهناك أيضًا أعضاء آخرون موهوبون في الأسرة الملكية. (بن سلمان) هو ولي العهد الثالث للملك سلمان. إذا كانت له أي يد في أحداث الأسبوعين الماضيين؛ إذن يجب أن يكون الوقت قد حان لأن يجد آل سعود وليّ عهد رابعاً".

المساهمون