دول خليجية تحث واشنطن على منع إسرائيل من قصف حقول نفط إيرانية

10 أكتوبر 2024
مصفاة أصفهان للنفط، 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تسعى دول الخليج، بما في ذلك السعودية والإمارات وقطر، لمنع تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران، وتضغط على واشنطن لمنع هجمات إسرائيلية على مواقع النفط الإيرانية، مع رفض استخدام مجالها الجوي لأي هجوم محتمل.

- تتزايد المخاوف من اندلاع حرب أوسع في الشرق الأوسط، مما دفع دول الخليج لتكثيف الجهود الدبلوماسية مع إيران والولايات المتحدة لتهدئة الوضع وتجنب ردود فعل تهدد المنشآت النفطية.

- تعتبر حماية المنشآت النفطية تحدياً كبيراً، وتعتمد دول الخليج على الدبلوماسية لطمأنة إيران، خشية تأثير أي تصعيد على الاقتصاد العالمي وأسعار النفط.

قالت ثلاثة مصادر خليجية لـ"رويترز"، إن دولاً خليجية تضغط على واشنطن لمنع إسرائيل من مهاجمة مواقع النفط الإيرانية، وذلك انطلاقاً من القلق من أن تتعرض منشآتها النفطية لإطلاق نار من جماعات متحالفة مع طهران إذا تصاعد الصراع. وذكرت المصادر الثلاثة المقربة من الدوائر الحكومية، أنه في إطار محاولات لتجنب الانزلاق رغماً عنها في الصراع، رفضت دول خليجية من بينها السعودية، والإمارات، وقطر، السماح لإسرائيل بالتحليق ضمن مجالها الجوي في أي هجوم على إيران، ونقلت هذا إلى واشنطن.

وتوعدت إسرائيل بأن تكبّد إيران ثمن الهجوم الصاروخي الذي نفذته الأسبوع الماضي، فيما قالت طهران إن أي رد سيقابَل بدمار واسع النطاق، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقاً، بالشرق الأوسط قد تشمل الولايات المتحدة. وتأتي التحركات من جانب دول الخليج بعد حملة دبلوماسية من جانب إيران لإقناع دول الخليج باستخدام نفوذها لدى واشنطن، وسط مخاوف متزايدة من احتمال استهداف إسرائيل لمنشآت إنتاج النفط الإيرانية.

وقال مسؤول إيراني كبير ودبلوماسي إيراني لـ"رويترز"، إن طهران حذرت السعودية خلال اجتماعات هذا الأسبوع، من أنها لا تستطيع ضمان سلامة منشآت النفط في المملكة، إذا حصلت إسرائيل على أي مساعدة لتنفيذ هجوم. وقال علي الشهابي، وهو محلل سعودي مقرب من الديوان الملكي، "إن الإيرانيين أوضحوا أنه إذا فتحت دول الخليج مجالها الجوي أمام إسرائيل، فسيكون ذلك عملاً حربياً".

وأشار الدبلوماسي الإيراني إلى أن طهران وجّهت رسالة واضحة إلى الرياض، مفادها أن حلفاء الجمهورية الإسلامية في دول مثل العراق واليمن، قد يردّون إذا حصلت إسرائيل على أي دعم إقليمي في مواجهة إيران. وقالت مصادر خليجية وإيرانية إن المحادثات أمس الأربعاء، بين الحاكم الفعلي للسعودية ولي العهد محمد بن سلمان، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي كان في جولة خليجية لحشد الدعم، ركزت على هجوم إسرائيلي محتمل.

وأوضح مصدر خليجي قريب من الدوائر الحكومية لـ"رويترز"، أن زيارة الوزير الإيراني، إلى جانب الاتصالات السعودية الأميركية على مستوى وزارتي الدفاع، تأتي في إطار جهد منسق لمعالجة الأزمة. وأكد مصدر في واشنطن مطلع على المناقشات، أن مسؤولين خليجيين تواصلوا مع نظرائهم الأميركيين للتعبير عن القلق إزاء النطاق المحتمل للرد الإسرائيلي المتوقع. ورفض البيت الأبيض الردّ على سؤال حول ما إذا كانت حكومات خليجية طلبت من واشنطن ضمان أن يكون ردّ إسرائيل مدروساً. وتحدث الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، عن الردّ الإسرائيلي في اتصال هاتفي وصفه الجانبان بأنه إيجابي.

وقال جوناثان بانيكوف المسؤول السابق لشؤون الشرق الأوسط في المخابرات الوطنية الأميركية، والذي يعمل حالياً في مركز أبحاث المجلس الأطلنطي في واشنطن، "من المرجح أن يكون قلق دول الخليج نقطة نقاش رئيسية مع نظراء إسرائيليين في محاولة إقناع إسرائيل بتنفيذ رد مدروس بعناية".

هل النفط في خطر؟

تملك منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي تقودها السعودية فعلياً، طاقة فائضة كافية لتعويض أي فقد للإمدادات الإيرانية إذا أدى رد إسرائيلي إلى تدمير بعض المنشآت النفطية بالجمهورية الإسلامية. ولكن الكثير من هذه الطاقة الفائضة تقع بمنطقة الخليج، وإذا جرى استهداف منشآت نفط في السعودية أو الإمارات على سبيل المثال، فقد يواجه العالم مشكلة في إمدادات الخام.

وتشعر السعودية بالقلق من هجوم إيراني على منشآتها النفطية، منذ هجوم على حقل لشركة أرامكو في عام 2019، أدى إلى توقف أكثر من 5% من إمدادات النفط العالمية. ونفت إيران تورطها في الهجوم. وشهدت السنوات القليلة الماضية تقارباً بين المملكة وإيران، لكن لا تزال هناك أزمة ثقة. وتستضيف البحرين والكويت وقطر والسعودية والإمارات منشآت عسكرية أميركية، أو قوات أمريكية.

وأكد مصدر خليجي آخر أن المخاوف بشأن المنشآت النفطية واحتمال اندلاع صراع إقليمي أوسع نطاقاً، كانت أيضاً محوراً للمحادثات بين مسؤولين إماراتيين ونظرائهم الأميركيين. وفي عام 2022، أطلقت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران، صواريخ وطائرات مسيّرة على شاحنات للتزود بالوقود بالقرب من مصفاة نفط مملوكة لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وأعلنت مسؤوليتها عن الهجوم.

وقال المصدر الخليجي "إن دول الخليج لا تسمح لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي، ولن تسمح لصواريخ إسرائيلية بالمرور عبره، وهناك أمل أيضاً في ألا يتم ضرب المنشآت النفطية". وأكدت المصادر الخليجية الثلاثة أن إسرائيل قد توجه ضرباتها عبر الأردن أو العراق، لكن استخدام المجالات الجوية للسعودية أو الإمارات أو قطر غير وارد وغير ضروري استراتيجياً. وأشار المحللون أيضاً إلى أن إسرائيل لديها خيارات أخرى، بما في ذلك قدرات التزود بالوقود في الجو، والتي تمكن طائرتها من التحليق فوق البحر الأحمر إلى المحيط الهندي، ثم التوجه إلى الخليج والعودة.

إلى ذلك، قال مسؤولان إسرائيليان كبيران إن إسرائيل تبحث الرد على الهجوم الإيراني، لكنها حتى أمس الأربعاء لم تقرر بعد ما إذا كانت ستضرب حقول نفط إيرانية. ولفت المسؤولان إلى أن هذا واحد من عدد من الخيارات التي عرضتها المؤسسة الدفاعية على مسؤولي إسرائيل. وقال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت أمس الأربعاء "ستكون ضربتنا قاتلة ودقيقة، وقبل كل شيء مفاجئة. لن يفهموا ما حدث وكيف حدث. سوف يرون النتائج".

وذكرت المصادر الخليجية الثلاثة أن تهدئة الوضع يمثل أهمية كبيرة للسعودية، باعتبارها من كبار مصدري النفط إلى جانب جيرانها المنتجين للخام أيضاً، الإمارات، وقطر، والكويت، وعمان، والبحرين. وقال مصدر خليجي ثانٍ: "سنقع في قلب حرب بالصواريخ. هناك قلق شديد، خاصة إذا استهدفت ضربة إسرائيلية منشآت نفط إيرانية". وتحدثت المصادر الخليجية الثلاثة عن أن أي ضربة إسرائيلية على البنية التحتية النفطية الإيرانية سيكون لها تأثير عالمي، خاصة على الصين، أكبر مشترٍ للنفط الإيراني، وعلى المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس كذلك، قبل الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني.

وتخوض هاريس، مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية، الانتخابات أمام الرئيس السابق مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب. وقال المصدر الخليجي الأول: "إذا قفزت أسعار النفط إلى 120 دولاراً للبرميل، فإن هذا من شأنه أن يضر بالاقتصاد الأميركي، وفرص هاريس في الانتخابات. لذا فإنهم (الأميركيون) لن يسمحوا باتساع نطاق حرب النفط". وذكرت مصادر خليجية أن حماية جميع المنشآت النفطية لا تزال تشكل تحدياً، على الرغم من وجود أنظمة دفاع صاروخية وأنظمة باتريوت متقدمة، لذا ظل النهج الأساسي دبلوماسياً عبر طمأنة إيران بأن دول الخليج لا تشكل أي تهديد.

وأشار أستاذ دراسات الشرق الأدنى في جامعة برنستون، برنارد هيكل، إلى أن الرياض عرضة للخطر "لأن الإيرانيين قادرون على اجتياح تلك المنشآت نظراً للمسافة القصيرة من البر الرئيسي".

(رويترز)

المساهمون