تظاهر العشرات من الناشطين السياسيين وأصدقاء الأسير الفلسطيني وليد دقة في ساحة الأسير بحيفا، مطالبين بإخراج دقة من العزل الانفرادي ومنحه العلاج الطبي، إذ تواصل مصلحة السجون الإسرائيلية عزل الأسير وليد دقة منذ قرابة الشهر.
ورفع المتظاهرون صورة للأسير والعلم الفلسطيني، مرددين "يا وليد يا بطل اسمك هز المعتقل"، "فليسقط الاحتلال والسجن والانعزال"، "الشعب يريد تحرير وليد"، "من السجن طلع القرار انتفاضة وانتصار".
وقالت زوجة الأسير سناء سلامة "لقد زرت وليد بتاريخ 29 يناير/كانون الثاني ووجدته بوضع متدنٍ صحياً، حتى لو كان يريد مساعدة لا يمكن لأحد أن يسمعه. فهو يعاني صحياً من كثرة كرات الدم الحمراء. وسيكمل في شهر مارس/آذار المقبل 31 عاماً في الأسر، وهو محكوم مؤبد قبل سنتين".
وقال رئيس رابطة الأسير في الداخل الفلسطيني، منير منصور، إنه "من المهين والمشين بحق شعبنا إبقاء وليد وأسرى آخرين كل هذه الفترة بالسجن، على الأقل نحن اليوم في وقفة تضامنية مع الأسير المعزول في سجن ريمون، لدينا معلومات بأنه لا يتلقى العلاج، هذا أقل ما يمكن أن نفعله تجاه هؤلاء الذين وقعوا أسرى من أجل فلسطين. نأمل أن يستمر هذا الاحتجاج الشعبي ويتصاعد، لأننا نتحدث عن حياة أسير ومناضل فلسطيني كبير هو وليد دقة، حتى يخرج على الأقل من العزل قبل إطلاق سراحه".
بدوره، قال الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، امطانس شحادة، إن "موضوع الأسرى السياسيين قضية منسية، وإسرائيل تنفرد بالأسير وليد دقة وتعاقبه بعزل انفرادي، والقضية مرتبطة بالرفيق النائب باسل غطاس". وأضاف "بالمجمل هدفنا رفع وإعادة وضع قضية الأسرى على الساحة العامة على جدول أعمال العمل السياسي والحزبي، الأسرى ضحوا بحياتهم وعمرهم وشبابهم من أجل القضية الفلسطينية، وللأسف المجتمع العربي لا يهتم بشكل لائق بالأسرى السياسيين".
ونقلت إدارة السجون الأسير وليد دقة (56 عاماً)، من سجن النقب إلى قسم العزل الانفرادي في سجن ريمون، قبل قرابة الشهر، رغم سوء وضعه الصحي، إذ يعاني منذ سنوات من أوضاع صحية حرجة، ما يستدعي وجوده بين الأسرى لمتابعته ورعايته، والإبقاء على متابعة طبية دائمة لوضعه الصحي.
وكان دقة قد دخل السجن قبل 31 عاماً، بعد إدانته بأنه عضو في خلية فلسطينية اختطفت وقتلت جندياً إسرائيلياً في عام 1984.
برز وليد دقة، كقائد في نضالات كل الأسرى، وسياسي مثقف كتب الكثير من المقالات والدراسات، والتي تم اعتمادها أيضاً داخل السجون والمعتقلات.
كان من المفروض أن يفرج عن الأسير وليد دقة، وباقي ما يُعرف بأسرى ما قبل أوسلو ومنهم نحو 30 أسيراً من الداخل الفلسطيني، في أواخر مارس/آذار 2014 بموجب التفاهمات التي أطلقت المفاوضات لتسعة أشهر بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، برعاية وزير الخارجية الأميركي، جون كيري. وكان وليد ضمن الدفعة الأخيرة، لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تراجع قبل أيام من موعد الإفراج عن الأسرى، وخرق التفاهمات ليبقى وليد ورفاقه في السجن.