شرطة الاحتلال الإسرائيلي تحاصر قرية العراقيب في النقب

النقب

أمير أبو قويدر

avata
أمير أبو قويدر
21 يوليو 2016
62AFCA3C-FF94-40A4-871E-1AA2A4123D9E
+ الخط -
تواصل شرطة الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الخامس على التوالي، محاصرة قرية العراقيب الفلسطينية في النقب، وسط استنفار دائم من قبل أهلها، لمنع تنفيذ مخطط "تحريج القرية" بعد حراثة المزروعات واقتلاع أشجار التين وكروم العنب، تمهيداً لوضع اليد على هذه الأراضي ومصادرتها من أصحابها. 

وأقدمت الشرطة الإسرائيلية، اليوم الخميس، على اعتقال الشيخ صياح الطوري ونجليه عزيز وعادل الطوري، عضوا "اللجنة المحلية في قرية العراقيب"، الواقعة في النقب، جنوبي فلسطين المحتلة.

وأكد شهود عيان لـ"العربي الجديد"، أن شرطة الاحتلال قامت، منذ الثلاثاء الماضي، بالاعتداء على المعتصمين الذين تجمعوا للتصدي لعمليات الحراثة والتجريف، ما خلّف بعض الإصابات، بينها طفلان أصيبا باختناق ورضوض، نقلا على أثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.

ولم تتورع السلطات الإسرائيلية عن هدم وتجريف القرية قبيل حلول عيد الفطر وخلال شهر رمضان غير آبهة بالحر الشديد التي شهدته المنطقة وتركت المواطنين في العراء، بينما يصرّ السكان على معاودة بناء بيوتهم على تواضعها تمسكاً بأرضهم.

وقال الناشط سليم الطوري، من سكان العراقيب، لـ"العربي الجديد": "قمنا في الصباح بمواجهة الجرافات الإسرائيلية ونجحنا في صدها وإجبارها على إيقاف العمل، ما دفع الشرطة إلى مهاجمتنا واعتقال عدد منا"، مشيراً إلى أنّ شرطة الاحتلال "قامت باستدعاء قوات مكثفة لمعاودة أعمال التجريف والحرث".

وأفاد الطوري لـ"العربي الجديد"، بأنّ هناك "بعض حالات الإغماء بين كبار السن"، مناشداً أهالي النقب والمؤسسات الحقوقية والنواب العرب بالحضور والوقوف إلى جانب أهالي العراقيب، فيما قالت مصادر محلية إنّ "أجواءً من التوتر والترقب تسود القرية مع توقع اندلاع مواجهات في أية لحظة".

وتشكل قرية العراقيب في النقب رمزاً للتحدي والصمود الذي يبديه الفلسطينيون العرب في النقب في مواجهة مخططات الاقتلاع والتهجير، إذ تمّ هدم القرية أكثر من مائة مرة، كما يتم باستمرار تجريف البيوت والأراضي لإرغام الأهالي على مغادرة أرضهم بهدف الاستيلاء عليها.

ويحاول الاحتلال الإسرائيلي منذ عدة أعوام عبر حكوماته المتتالية، تطبيق مشروع تهجيري تحت مسمى "مخطط برافر" يسعى لإزالة أكثر من 30 قرية عربية في النقب، يرفض الاعتراف بها. وتعمل حكومات الاحتلال على حصر سكان هذه القرى في عدة بلدات صغيرة، حتى يتسنى لها التصرف بأراضي أهالي النقب التي تصل إلى نحو 980 ألف دونم يملكها عرب النقب، ويدعي الاحتلال أنها "أراضي دولة".

وزيادة على عمليات الهدم المتكررة، طالبت النيابة العامة الإسرائيلية، في سابقة قضائية، بفرض غرامات باهظة بلغت أكثر من نصف مليون دولار لسداد كلفة عمليات الهدم.


زرع الغابات لطرد السكان الأصليين


ولجأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى سياسة التشجير وزراعة الغابات كوسيلة لمصادرة الأراضي بمزاعم محاربة التصحر في النقب، حيث قام الصندوق القومي اليهودي "الككال" بمصادرة عشرات آلاف الدونمات من أراضي النقب وتشجيرها بالغابات، مدعوماً من صناديق ومؤسسات دولية، بينها مشروع "غابة السفراء"، المقام على أراضي العراقيب، والذي تم افتتاحه عام 2005 بحضور 49 دبلوماسيا من بعثات أجنبية مختلفة، بالإضافة إلى شبكة التلفزيون المسيحية الإنجليكية "GOD TV" التي تبرعت لصالح إقامة المشروع.



وتجدر الإشارة إلى أنّ السفير السابق لجنوب أفريقيا في تل أبيب إسماعيل كوفاديا، ذكر في تصريحات صحافية، أنه رفض عام 2012 "قبول هدية على شاكلة زرع أشجار باسمه في أراضي العراقيب المسروقة"، وتبيّن عندها أنّ الحكومة الإسرائيلية أطلقت اسم "غابة السفراء" على منطقة قامت بتحريجها، لتضليل المجتمع الدولي وإخفاء حقيقة أنّ هذه الأراضي تعود لسكان النقب، الذين اعتادوا زراعتها بشكل دائم. وأقرت "الأكاديمية الإسرائيلية للعلوم" أنّ "سياسات التشجير تأتي بالضرر من خلال التغيير والإخلال بالنظام البيئي"، مشيرة إلى أنّ "السلطات تقوم بزرع أشجار حرجية غير مألوفة في المنطقة وتقتلع أشجار التين والزيتون وكروم العنب التي تعتبر من المعالم الفلسطينية، ما يفاقم من مشكلة انجراف التربة، وذلك في محاولة لطمس معالم المنطقة".


وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي إقامة مستوطنة يهودية تحمل اسم "حيران" على أنقاض قرية "أم الحيران" في النقب، فيما قامت الشرطة باستدعاء بعض الأهالي للتحقيق معهم في خطوة يصفها مراقبون بأنّها "محاولة لترهيب وتخويف السكان".

ذات صلة

الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
الصورة
حرب غزة | آثار قصف المواصي في رفح 22/6/2024 (بشار طالب/فرانس برس)

سياسة

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة بعد قصفها خيام نازحين في منطقة المواصي بمدينة رفح في أقصى قطاع غزة، التي سبق أن ادعت أنها مناطق آمنة.
الصورة
عائلة أبو عمشة في غزة تعاني من ويلات النزوح والمرض والحرب، 18 يونيو 2024 (الأناضول)

مجتمع

لم يتجاوز عمر الطفلة انشراح أبو عمشة الـ 16 عاماً، عاشتها في غزة كغيرها من أطفال القطاع المحاصر غير أنها عانت خلال أعوامها الصغيرة الحرب والسرطان
الصورة
طبيبة وطفل في رواق مشفى الأقصى، 6 مارس 2024 (أشرف عمرة/ الأناضول)

مجتمع

منذ أن بدأ الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خرج نحو 32 مستشفى ومركزاً صحياً، بينها مستشفى شهداء الأقصى، عن العمل.
المساهمون