وذكرت وكالة "الأناضول"، أنّ المنطقة ستكون تحت سيطرة الجيش التركي بعد رفع العقوبات عن أنقرة، بحسب ما أوردت عن البيان المشترك حول شمال شرقي سورية، عقب مباحثات بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونائب الرئيس الأميركي مايك بنس، وأخرى بين وفدي البلدين.
وأكّد البيان، بحسب ما أوردت الوكالة، أنّ "الولايات المتحدة تتفهم هواجس تركيا الأمنية المشروعة حيال حدودها الجنوبية". وتابع: "نقرّ بأن التطورات الميدانية وخاصة في شمال شرق سورية تتطلب تنسيقا أوثق على أساس المصالح المشتركة". وأضاف: "يؤكد البلدان التزامهما بحماية حياة وحقوق الإنسان والمجتمعات الدينية والعرقية". ولفت إلى أن "تركيا وأميركا ملتزمتان باستمرار مكافحة تنظيم "داعش" الارهابي".
من جانبه، أعلن الممثل الأميركي الخاص في سورية جيمس جيفري، للصحافيين على متن طائرة وزير الخارجية مايك بومبيو خلال توجهها من أنقرة إلى تل أبيب "طمأننا الأتراك عدة مرات بأنه لا نية لديهم على الإطلاق، ومن الرئيس أردوغان شخصياً اليوم، بالبقاء في سورية لفترة طويلة"، موضحاً أنّ تركيا تعهدت للولايات المتحدة بأن تكون "المنطقة الآمنة" التي تم الاتفاق عليها في شمال سورية مؤقتة، وبأنها لن تتسبب بنزوح جماعي للسكان.
وقال جيفري إنه لم يجر نقاش تفصيلي عن إضافة مناطق أخرى في شمال شرق سورية أو في منبج للمنطقة الآمنة التي ستسيطر عليها تركيا، مؤكداً أن أميركا تحدد المنطقة الآمنة بأنها المنطقة التي تعمل فيها تركيا الآن بعمق 30 كيلومتراً في شمال شرق سورية، ومشيراً إلى أن عناصر "وحدات حماية الشعب الكردية الموجودة في الجزء الذي تسيطر عليه تركيا ستنسحب إلى جنوب تلك المنطقة".
وبحسب وكالة "الأناضول"، أكّد البيان الأميركي التركي المشترك أن "تركيا والولايات المتحدة تحافظان على تعهداتهما في حماية جميع أراضي وشعوب دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)". وأردف: "تتفق تركيا والولايات المتحدة على ضرورة استهداف العناصر الإرهابية ومخابئها وتحصيناتها ومواقعها وأسلحتها وآلياتها ومعداتها فقط".
وشدّد على أن "الجانب التركي يتعهد بحماية جميع السكان في المنطقة الآمنة التي تسيطر عليها القوات التركية ويؤكد أنه سيولي أقصى درجات الاهتمام لتجنب الإضرار بالمدنيين والبنية التحتية".
وأضاف: "الجانبان متفقان على استمرار أهمية وفعالية إنشاء منطقة آمنة لضمان القضاء على المخاوف الأمنية القومية لتركيا، بما في ذلك سحب الأسلحة الثقيلة من "ي ب ك" وتدمير جميع تحصيناته".
وأفاد بأنّ "المنطقة الآمنة ستكون تحت سيطرة القوات المسلحة التركية وسيعمل الجانبان على زيادة التنسيق لتنفيذ جميع الجوانب المتعلقة بها". وتابع: "كلا البلدين يجددان التزامهما بوحدة سورية وسلامة أراضيها وبالحل السياسي بقيادة الأمم المتحدة الرامي إلى إنهاء الصراع السوري وفقا للقرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن".
وأكّد "رفع العقوبات (عن تركيا) التي فرضت بموجب المرسوم الرئاسي الأميركي، عند وقف عملية نبع السلام".
مسؤول عسكري سوري معارض: المنطقة الآمنة بحماية الجيش الوطني
من جانبه، قال مسؤول عسكري سوري معارض، إنّ المنطقة الآمنة التي تم الاتفاق عليها بين تركيا وأميركا، ستكون بحماية الجيش الوطني وإدارة الحكومة السورية المؤقتة.
وأوضح القيادي في الجيش الوطني مصطفى سيجري، لـ"العربي الجديد"، أنّ مدينة منبج ستكون تحت إدارة المعارضة، وستنسحب منها قوات النظام ومليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).
وأضاف أنّ تركيا ستكون مشرفة فقط على المنطقة الآمنة شمال شرقي سورية، التي ستكون بطول 440 كيلومتراً وبعمق 32.
وأشار إلى أنّ هذا ما كانت تريده أنقرة والمعارضة السورية بدون حرب، لكن تعنّت "قسد" أدى إلى حرب في المنطقة.
وفي السياق، أعلن القائد العام لـ"قسد" مظلوم عبدي، في حديث لفضائية "روناهي" التزام المليشيا بالاتفاق، مشيراً إلى أنّ عناصرها "سيفعلون ما يلزم لإنجاحه".
لكنه أضاف أنّ "المنطقة الآمنة التي تم الاتفاق عليها تقع ما بين مدينة تل أبيض في ريف الرقة، ورأس العين في ريف الحسكة فقط".
وبدورها، قالت المستشارة السياسية والإعلامية للرئاسة السورية بثينة شعبان، في حديث لفضائية "الميادين"، إنّ "الاتفاق الأميركي التركي المعلن غامض، ولا يعني أن روسيا وسورية ستوافقان عليه".