قلق في البصرة: المليشيات تتبادل الاتهامات بشأن اقتحام شركة مصافي الجنوب

19 ديسمبر 2018
اقتحم مسلحون شركة مصافي الجنوب(Getty)
+ الخط -
انتشرت القوات الأمنية في محافظة البصرة، جنوب العراق، بشكل مكثّف في محيط الدوائر الرسمية والشركات النفطية، على خلفية اقتحام مسلحين شركة مصافي الجنوب مساء أمس الثلاثاء، بينما تتبادل فصائل المليشيات التهم بتنفيذ العملية، وسط مخاوف من التداعيات.

وكانت مجموعة مسلحة ادعت أنّها تابعة لمليشيات "سرايا السلام" التي يتزعمها مقتدى الصدر، قد اقتحمت، مساء أمس، شركة مصافي الجنوب في البصرة، محاولة الفوز بمناقصة عرضتها الشركة.

وقال مسؤول في جهاز الشرطة بمحافظة البصرة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عملية اقتحام الشركة يوم أمس، أثارت ارتباكاً أمنياً، وأعادت للأذهان مشاهد الفوضى الأمنية التي عمّت البلاد عام 206-2007"، مبيناً أنّ "الشركات التي تعمل في المحافظة، ناشدت القوات الأمنية، بتوفير الحماية اللازمة لها".

وأوضح أنّ "القوات الأمنية انتشرت منذ مساء الأمس، وكثّفت اليوم انتشارها عند مقار الشركات والدوائر الحكومية، لتأمينها من أي اعتداء"، مبيناً أنّ "الوضع الأمني هادئ بشكل عام مع وجود مخاوف من حدوث طارئ، وأنّ الشركات تعيش حالة رعب، بينما تغيّب عشرات الموظفين عن الدوام فيها".

وأكّد أنّ "القوات الأمنية فتحت تحقيقاً موسعاً في الحادث، وتعمل الآن على جمع المعلومات بشأنه".

وأثارت العملية موجة اتهامات بين الفصائل المسلحة في المحافظة، الأمر الذي أجّج الخوف، من تطور الاتهامات إلى مواجهات مسلحة بينها.

وذكر الناشط في التيار المدني بالبصرة رياض الفتلاوي، لـ"العربي الجديد"، أن مشهد اقتحام مليشيات مسلحة دائرةً رسمية مهمة أعاد للأذهان سنوات الانفلات الأمني بالمحافظة بين عامي 2006 و2010 على وجه التحديد.

وبيّن الفتلاوي أن "الموضوع فتح الباب أمام تساؤل حول دور الجيش والشرطة ومن أقوى أو أكثر نفوذا: هم والقانون أم المليشيات المسلحة؟ وكيف يدخلون بأرتال سيارات مسلحة إلى مكان يفترض أنه خاضع لحماية عسكرية وأمنية عراقية؟

وسارعت مليشيات "سرايا السلام" إلى تبرئة ساحتها من العملية، مؤكدة أنّها "مجمّدة وجميع نشاطاتها متوقفة، ومكاتبها مغلقة"، وفقاً لقرار زعيمها.

وقال قيادي في مليشيات "سرايا السلام"، خلال تصريح صحافي نقلته وسائل إعلام عراقية محلية، إنّ "الجهة التي اقتحمت الشرطة، تابعة للواء المنتظر (أحد فصائل الحشد الشعبي)، الذي يتبع للقيادي في حركة الجهاد والبناء، داغر الموسوي، بالاشتراك مع فصيل آخر يدعى (أنصار الله الأوفياء) بقيادة شخص يدعى طاهر العبادي".

وأضاف أنّ "هذين الفصيلين كانا قد اقتحما قبل يومين ميناء خور الزبير، وادعيا الانتماء إلى جهة أخرى"، مبيناً أنّ "السيارات التي تم تنفيذ عملية الاقتحام بها هي سيارات مهربة عبر الميناء، وكانت قد أهديت إلى الفصيل من قبل رجل أعمال، وهي لا تحمل أي أوليات في دائرة المرور أو الجمارك".

وأشار إلى أنّ "السرايا أبلغت القوات الأمنية بالمعلومات المتوفرة لديها".

ويتخوف أهالي المحافظة ومسؤولوها، من تطور مشهد الاتهامات المتبادلة بين الفصائل المسلحة، والتي يحاول كل منها إلقاء التهم على الآخر بتنفيذ عملية الاقتحام، الأمر الذي ينذر بتداعيات خطيرة على الملف الأمني في المحافظة الأهم بعد بغداد.

المساهمون