الأسباب التي يمكن أن تجعل المغاربة سعداء

30 مارس 2015
نتائج الدراسة في شقها الاجتماعي تعلن عن مخاوف(العربي الجديد)
+ الخط -
ما الذي يجعل المغاربة سعداء في حياتهم؟ سؤال طرحته أول وأضخم دراسة لمعرفة مصادر سعادة المغاربة. ومن بين النتائج التي جاءت بها الدراسة وعرضت خلال ندوة حضرتها "العربي الجديد"، أن 26% من الذين شاركوا في الدراسة من مختلف الشرائح الاجتماعية والأعمار، يرون أن سعادتهم في توفير الصحة الجيدة، و7% منهم يعتبرون أن سعادتهم تكمن في الحصول على فرصة عمل، أما 14% فيؤكدون على أن سعادتهم هي امتلاكهم للمال، و15% يبحثون عن الاستقرار، فيما يؤكد 5% أن السعادة هي توفير جميع ظروف الحياة الاجتماعية والاقتصادية. 

وقال مدير عام شركة "أطلنطا للتأمين" جلال بن شقرون رداً على أسئلة "العربي الجديد"، إن الدراسة "غايتها قياس المؤشرات الحقيقية للسعادة عند المغاربة". وشدد على أن هذه الدراسة بعيدة عن الخلفيات السياسية أو الأيديولوجيا، وهدفها فقط هو تقديم أرقام دقيقة وعلمية، عن الوسائل المستخدمة للحفاظ على السعادة ومواجهة ما هو غير متوقع عند المغاربة، وكذا حصر أسباب السعادة في المغرب، بالإضافة إلى فهم لحظات السعادة في المغرب.

من جهته أكد مدير الوكالة المتخصصة في الاستطلاع "إبسوس" نبيل أبو زيد لـ"العربي الجديد"، أن الدراسة شملت جميع الأعمار من 25 حتى 65 سنة، وكافة فئات المجتمع، وشارك فيها 2100 عينة، موزعة على ثماني مدن مغربية من الشمال إلى الجنوب، والمناطق القروية المتواجدة في محيط أربع مدن كبرى، وهي الدار البيضاء، فاس، طنجة، ومراكش.
وأوضح المتحدث ذاته، أن مدة إجراء المقابلة مع العينات دامت في المتوسط 35 دقيقة، وتطلب إنجاز الدراسة شهراً كاملاً.

وبخصوص رؤية المغاربة للمال كمصدر للسعادة، قال 42% من الفئة ما بين 25 و36 سنة إنهم يتفقون تماماً مع ذلك، وتقاسمت الفئة ما بين 37 و54 سنة نفس وجهة النظر بنسبة 47%، أما الفئة الأخيرة وهي ما بين 55 و65 سنة فـ44% منهم يرون أن المال فعلاً يحقق السعادة. وأفرزت الدراسة بهذا الجانب، تأكيد المغاربة على أن المال يشكل عنصراً ضرورياً للإحساس بالسعادة.

وعن العلاقة بالظروف الاقتصادية والاجتماعية، ركزت الدراسة ذاتها، على معرفة نظرة المغاربة للعمل، وذلك بمقارنة بين اهتمامات النساء والرجال بكل ما يتعلق به. فبالنسبة للنساء، أظهرت الدراسة أن 15% منهن يعتبرن الراتب الأول مهماً جداً، و8% يركزن على أول مقابلة عمل، و5% يسعدهن الحصول على صفقة في مجال الأعمال، و4% رأين أن الزيادة في الراتب مهمة، فيما 1% من النساء المشاركات في الدراسة، يسعدن بالحصول على وظيفة لم يحلمن بها من قبل.

أما بالنسبة للرجال، فـ 35% منهم يهتمون بالراتب الأول، و9% يعطون قيمة لأول مقابلة عمل، و10% مصدر سعادتهم ربح صفقة ناجحة، و4% همهم الزيادة في الراتب، وأخيراً 14% يسعدون بوظيفة أو منصب شغل لم يتوقعوه في السابق.

وتعليقاً على الدراسة أوضح الدكتور في السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا عبد الرحيم العطري في حديث لـ"العربي الجديد"، أن نتائج هذه الدراسة في شقها الاجتماعي تعلن عن مخاوف وانتظارات. وأضاف أن ما يسعد المغربي هو "الأمن الاجتماعي"، متمثلاً في صحته واستقراره المهني وارتياحه بصدد مستقبله ومستقبل عائلته تحديداً.

ولفت المتحدث ذاته، إلى أنه وبالرغم من كون هذه الدراسة قد اهتمت أساساً بتمثّل السعادة مغربياً، فإن نتائجها المهمة تفيد حتماً في قراءة كثير من التحولات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية التي يعرفها المجتمع المغربي، وذلك انطلاقاً من ما أبانت عن الكثير من النتائج، وأهمها بروز النزعة الفردية والاهتمام بالمال في العلاقات الاجتماعية، أمام تراجع راوبط هذه الأخيرة، ما يظهر تحولاً في ترتيب أولويات الفرد المغربي في حياته اليومية.

وردت الطبيبة النفسية والسوسيولوجية أمال شباش، على مجموعة من تساؤلات "العربي الجديد"، حول غياب نتائج تتحدث عن نظرة المغاربة لمشكل الحصول على المساكن، ونظرتهم لقضاياهم في المحاكم، بالإضافة إلى جودة التعليم في المغرب. ردت على كل هذا بالقول: "رصدت مجموعة من التخوفات خلال المشاركة في الإشراف على تفريغ الاستمارات المستطلعة آراؤهم، وأهمها الخوف من الفقر، والخوف من فقدان مراتب في السلم الاجتماعي". وأضافت "أؤكد أن ما ذكر مهم، لكن العقار والتعليم والصحة، وكافة مناحي الحياة، مرتبطة عند المغربي بسبب وجود الفقر".

إقرأ أيضا: عمال المناجم في موريتانيا: التهميش يلخص واقعنا
المساهمون