العثور على "رودان" في دار للمسنين

31 مارس 2017
(منحوتة "أنا جميلة" لـ رودان)
+ الخط -

مصادفة فريدة من نوعها، أن تتزامن مئوية النحّات الفرنسي أوغست رودان (1840-1917) مع العثور على منحوتة له من الجص قابعة منذ عقود في صندوق عجوز تعيش في دار للمسنين.

وقد جرى عرض المنحوتة على خبراء التقييم الذين أكدوا أنها الأصلية من عمل شهير بعنوان "أنا جميلة" يعود لرودان الذي يعتبر أباً للنحت الحديث، وسرعان ما أعلنت عنها وزارة الثقافة الفرنسية بوصفها "ُثروة وطنية"، وقُدّر ثمنها مبدئياً بـ 700000 يورو.

فعاليات الاحتفال بالمئوية انطلقت منذ 22 آذار/ مارس الحالي، وستتواصل حتى نهاية العام، موزعة بين متحف "رودان" الباريسي والـ "غراند باليه" وعدة فضاءات ثقافية.

قصة العثور على هذه المنحوتة طريفة فعلاً، فقد وجدت قابعة في صندوق يحتوي حاجيات تعود لسيدة عجوز توفيت في دار العجزة. ووفقاً لعائلتها فقد ظلت تحتفظ بالصندوق نفسه بحرص شديد في مدفأة مهجورة في شقتها قبل أن تلجأ إلى دار المسنين بسبب المرض، فأخذت الصندوق معها وكانت حريصة عليه طيلة الوقت، بحسب الممرضات، ويبدو أنها وضعت المنحوتة بين أغراض كثيرة لكي لا ينتبه إليها أحد، وتركتها مليئة بالغبار ومهملة وغير مُعتنى بها لكي لا تلفت الأنظار.

أهمية هذه القطعة أنها الأصلية، أنجزت في 1884، إذ توجد منها نسختان تُعرضان في متحف "رودان"، واحدة منها موجودة حالياً في الـ "غراند باليه" بمناسبة معرض استعادي لـ رودان تزامناً مع المئوية.

تتكوّن "أنا جميلة" من قطعتين، رجل يحمل امرأة ويميل بظهره إلى الخلف، والمرأة المحمولة تضم ركبتيها كأنها كانت جالسة القرفصاء حين حُملت. وكانت هذه هي المرة الأولى وفقاً للخبراء التي يقوم فيها رودان بتطبيق تقنية التجميع، بمعنى إنجاز كل منحوتة على حدة ثم إنتاج قطعة ثالثة منهما، من هنا تكتسب المنحوتة التي عُثر عليها قيمة تاريخية إلى جانب قيمتها الفنية.

من المعروف أن منحوتات الجص في سوق الفن، أرخص ثمناً من البرونز، لكن القيمة التي اكتسبتها هذه القطعة تتأتّى من كونها تمثّل بداية مرحلة جديدة في تقنيات رودان، إضافة إلى كل ما يدور حولها من قصة العثور عليها ووجود نسختين منها، فمثل هذه الأمور ترفع سعرها. ولهذا تُجري وزارة الثقافة الفرنسية مفاوضات مع ورثة السيدة لشراء "أنا جميلة".

ستكون المنحوتة متاحة للجمهور عند السابعة من مساء اليوم في مزاد "بو" Pau، ولن يطول عرضها، إذ وصفت بأنها قطعة هشة لم تتلق العناية اللازمة بها منذ عقود.

المساهمون