عليّ صاحب العينين الزرقاوين

04 اغسطس 2019
إيديل رودريغيز/ كوبا
+ الخط -

عليّ، صاحب العينين الزرقاوين
واحدٌ من بين أبناء كثر
سوف يهبط من الجزائر على متن سفن
مُشْرِعةٍ مجدِّفةٍ. سيكون
معه آلافٌ
بأجساد هزيلة وآباءٍ بنظرات كلابٍ فقيرة
على القوارب التي انطلقت من ممالك الجوع. سوف يجلبون معهم الأطفال،
وخبزاً وجبناً، ملفوفة بالأوراق الصفراء لثاني أيام عيد القيامة.
سوف يجلبون الجدّات والحمير، على قوارب مسروقة من الموانئ الاستعمارية.
سوف يرسون في "كورتوني" أو "بالمي"،
بالملايين، يرتدون الأسمال
الآسيوية، والقمصان الأميركية.
سيقول على الفور أهل "كالابريا"،
كصعلوك يخاطب صعلوكاً:
"ها هم الإخوة القدامى،
مع أطفال وخبز وجبن!"
من "كورتوني" أو "بالمي" سوف سيصعدون
إلى نابولي، ومن هناك إلى برشلونة،
إلى سالونيك ومرسيليا،
إلى مدن العالم السفليّ.
أرواح وملائكة، جرذان وقمل،
محمّلين ببذرة التاريخ القديم
سوف يحلّقون من أمام "ولاياتهم"
إنهم دوماً بسطاء
إنهم دوماً ضعفاء
إنهم دوماً خجولون
إنهم دوماً وضيعون
إنهم دوماً مذنبون
إنهم دوماً صاغرون
إنهم دوماً صغيرون،
هم الذين لم يريدوا أن يَعرفوا أبدًا، هم الذين لم تعرف نظراتُهم سوى الاستجداء،
هم الذين عاشوا كقتلة تحت الأرض، هم الذين عاشوا كقطّاع طرق
في قاع البحر، هم الذين عاشوا كمجانين وسط السماء،
هم الذين صنعوا لأنفسهم
قوانين خارج القانون،
هم الذين سيتأقلمون
مع عالمٍ تحت العالم
هم الذين آمنوا
برب يخدم الرب،
هم الذين كانوا يغنون
لمذابح الملوك،
هم الذين كانوا يرقصون
لحروب البرجوازية،
هم الذين كانوا يصلّون
للنضالات العمالية ...
سيخلعون الصِّدق
عن الديانات الريفية،
سينسون شرف
العالم السفلي،
سيخونون سجيّة الشعوب الهمجية،
من وراء "عليِّهِم" صاحب العينين الزرقاوين - سوف يخرجون من تحت الأرض للسطو -

سوف يخرجون من قاع البحر للقتل - سوف يهبطون
من أعلى السماء لتجريد المُلكيات - وليلقّنوا رفقاءهم العمّال
مباهج الحياة،
ليلقنّوا البرجوازيين
مباهج الحرية،
ليلقنوا المسيحيين،
مباهج الموت
سوف يهدّون روما
وعلى أنقاضها
سوف يلقون ببذرة
التاريخ القديم.
ثم برفقة البابا وكل الأسرار الكنسية
سوف يتجهون كالغجر
نحو الشمال الغربيّ
ملوّحين بالرايات الحمراء
التروتسكية...


* ترجمتها عن الإيطالية: أمل بوشارب

المساهمون