جمال الغيطاني: استعادات خافتة

22 أكتوبر 2016
(الغيطاني في القاهرة، 1999، تصوير: رفاييل غالارد)
+ الخط -

تصادف الثامن عشر من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، مع مرور سنة على رحيل الروائي المصري جمال الغيطاني (1945-2015). لكن، في ما عدا بعض الاستعادات المناسباتية في الصحف والقنوات المصرية وبعض الندوات هنا وهناك، لم يكُن ثمّة شيء لافت في استعادة صاحب "الزيني بركات".

أوّل أمس الخميس، نظّم "المجلس الأعلى للثقافة"، في القاهرة، أمسية ثقافية إحياءً للذكرى، غير أن المتحدّثين الرسميين فيها كانوا أكثر من غيرهم. خلال الأمسية، أعلن وزير الثقافة، حلمي النمنم، عن إطلاق مؤتمر أدبي سنوي "يتناول إنتاج الغيطاني الأدبي ومسيرته ودوره في الحياة الثقافية".

اكتفى النمنم بالقول إن المؤتمر سيشارك فيه كتّاب ومثقّفون من مصر والبلاد العربية، من دون أن يقدّم أيّة تفاصيل إضافية عنه، أو يكشف عن تاريخ إقامته، ما يعني أن المؤتمر الموعود لا يزال مجرّد فكرة في رأس النمنم، أو مشروع في أدراج وزارته.

مؤخّراً، طالب عددٌ من المثقّفين المصريين بإطلاق جائزة أدبية تحمل اسم الغيطاني. وكان يؤمَل أن يُعلن عن إطلاقها خلال الأمسية الثقافية، لكن ذلك لم يحدث. ليس هذا فقط، فقد طرح رئيس "اتحاد كتّاب مصر" سابقاً، محمد سلماوي، مبادرةً لتأسيس جائزة سنوية باسم الروائي الراحل، لكن الأمر لم يعدُ أيضاً مرحلة التفكير، خصوصاً حين أعلن أن الجائزة "ستعتمد في تمويلها على مساهمات المثقّفين والكتّاب ومحبّي الغيطاني بما يقدرون عليه، ثم تقوم وزارة الثقافة المصرية بالإشراف عليها"، ما يعني أن الوزارة فضّلت فتح باب المساعدات بدل تخصيص ميزانية لإطلاق الجائزة، وهو أمرٌ سيجد له سلماوي مخرجاً حين يضيف: "لا تهمّ قيمة الجائزة المادية. قيمتها الحقيقية أنها تحمل اسم الغيطاني".

خلال الأمسية، تحدّث الناقد صلاح فضل معتبراً أن الغيطاني لا يزال حاضراً في المشهد الثقافي المصري بعد عام على رحيله: "لم يخفت الوهج الذي صنعه بمعاركه وإبداعاته الأدبية ومقالاته اللاذعة"، مضيفاً أن الروائي الراحل "اشترك في عصر الصورة والكتابة، وأحيا الصحافة الثقافية".

أمّا القاصّ سعيد الكفراوي، وأحد أصدقاء الغيطاني المقرّبين، فقال إنه "غيابه أدّى إلى غياب أسئلة الثقافة، والبحث عن كتّاب جدد، وكشف الفساد والمفسدين، هو الذي كان مشغولاً بسؤال المصير والكينونة".

المساهمون