عمّار خمّاش: موسيقى الصوّان

07 مايو 2017
(ملصق "موسيقى الصحراء")
+ الخط -

يسمع المعماري الأردني عمّار خمّاش الموسيقى حين يرى المساحات، ويرى المساحات حين يسمع الموسيقى، هكذا عبّر عن مشروعه "موسيقى الصحراء" الذي يبدأ عرضه في "دارة الفنون" في عمّان، عند السادسة من مساء بعد غدٍ الثلاثاء.

"للصحراء موسيقاها الخاصة، فكل حجر هو آلة بحد ذاته، وكل حجر يمتلك سراً، ففيه أكثر من نوتة موسيقية"، يقول الفنان وهو يضرب حجراً بآخر كأنه يعزف على آلة، كما ظهر في مقابلة مصوّرة مع قناة NBC.

ومن خلال اللجوء إلى تطبيقات للنوتات الموسيقية متوفرة على الهواتف الذكية، بدأ خمّاش يدرس أصوات الحجارة، فوجد أنها تملأ كل النوتات. بل إنه قام بتجميع هذه الحجارة وتركيبها فوق بعضها، وبدأ يعزف عليها بالنقر، كما لو كانت آلة متكاملة فيها كل النغمات.

بدا الأمر كما لو أن في البادية (شرق الأردن)، حيث جمع خمّاش حجارته، آلاف من قطع آلة البيانو المفككة على مسافات شاسعة من العراء، كلها قطع من الصوّان التي تعود للفترة الجيولوجية الطباشيرية.

هذا ليس المشروع الوحيد من نوعه الذي يعود فيه خماش إلى الأرض، إذ أن منهجية المعماري ونطاق عمله يجمع بين مرجعيات مختلفة مثل التاريخ والجيولوجيا وعلم الآثار وعلوم البيئة والإنثوغرافيا وعلوم التشريح والنبات وعلم الاقتصاد الاجتماعي.

يسعى خمّاش إلى إعادة قراءة الطبيعة بوسائل حديثة وتقديم فهم أكثر عمقاً لتاريخها وتعقيداتها، كما أن أسلوبه المعماري "ًصديق" للمكان، مثلاً حين طلب منه إعادة ترميم قصر هشام، اعتمد على بناء القصر بجدران تعتمد على ورق الصحف، حيث أن أساسات المبنى لم تكن تحتمل أي وزن ثقيل.

المساهمون