"ثورة الألوان": إتيل عدنان باحثةً عن نقطة أمل

25 يناير 2020
(إيتل عدنان)
+ الخط -
بالنسبة إلى الشاعرة الفنانة التشكيلية اللبنانية إتيل عدنان، يمثل الفن "وظيفة سياسية، بمعنى أن يجلب شيئاً ما يعزّز الحياة، والرغبة في العيش". وفي هذا الأفق المسكون بالمناظر الطبيعية، تؤكّد "حين أُنجز لوحة، قد يكون الأمر بالنسبة إلى من يراها منظراً طبيعياً، لكن هناك ما هو أكثر من ذلك. هذا ليس منظراً طبيعياً إنه ذكرى ما".

يتيح "غاليري صفير زملر" في بيروت فرصة مشاهدة مجموعة متنوّعة من أعمال عدنان (1925)، في معرض افتُتح أول أمس ويتواصل حتى نهاية الشهر المقبل بعنوان "ثورة الألوان". وبالتزامن مع ذلك، تُقام، عند الحادية عشرة من صباح اليوم السبت، محاضرة تلقيها أستاذة الأدب المقارن في "الجامعة الأميركية" بيروت، صونيا أتاسي، تحت عنوان "إتيل عدنان: تقاطعات الكتابة والرسم والتخطيط".

تتناول المحاضرة الطرق التي سلكتها عدنان في مسار حياتها متعدّد الأوجه، وكذلك في تجربتها الغنية بالأعمال الأدبية والفنية، وعلى وجه الخصوص نقاط اللقاء الإبداعي بين الكتابة والرسم والنسيج والتخطيطات وغيرها. وتَعتبر أتاسي أنَّ علاقة الكلمة والصورة هي نقطة انطلاق أساسية في عملية التأليف عند عدنان التي ما زالت ترسم وتكتب الشعر وهي في سن الخامسة والتسعين.

أمّا بخصوص المعرض، ووفقاً للقائمين عليه، فإن "عدنان تمنّت أن يكون بمثابة نقطة أمل وسط الأزمة السياسية والاقتصادية الحادة التي يشهدها لبنان. مع وضع ذلك في الاعتبار، جرى تنظيم المعرض في ظروف صعبة، وفي بادرة من المرونة الثقافية التي تهدف إلى المساهمة، على نطاق متواضع، في استدامة قطاع الفنون في بيروت، حيث يشير عنوانه إلى قدرة الفن على جلب التعدّد إلى الحياة اليومية".

يضمّ المعرض رسومات ولوحات وتخطيطات لعدنان، غامرة بتجسيداتها الملوّنة والحيوية للجبال والمحيطات والسماء متنوّعة العناصر، وهي أعمالٌ مستوحاة من عالمها المليء بالترحال، فقد وُلدت في لبنان ودرست الفلسفة في "جامعة السوربون" بباريس، ثم انتقلت إلى العيش في سان فرانسيسكو الأميركية، قبل أن تعود للعيش في باريس إلى اليوم.

كتبت عدنان روايتها "الست ماري روز" عام 1977 ونشرتها في باريس، وتُرجمت إلى أكثر من عشر لغات، وتقتني أعمالَها أشهرُ متاحف العالم من بينها "متحف الفن الحديث" في نيويورك، و"مركز بومبيدو" في باريس ، و"المتحف البريطاني" في لندن، و"متحف الفن المعاصر" في لوس أنجلوس.

المساهمون