النظام السوري يفصل عشرات المدرسين لرفضهم الخدمة العسكرية

27 سبتمبر 2018
عشرات قرارات الفصل (فيسبوك)
+ الخط -
قرر النظام السوري فصل عشرات المدرسين، جلهم من محافظة السويداء، بدعوى عدم التحاقهم بالخدمة العسكرية الاحتياطية، ضمن سياساته المتواصلة لمعاقبة أهالي المناطق الخاضعة لسيطرته في حال لم ينصاعوا لقراراته، وخاصة المشاركة في الحرب المدمرة التي تشنها قواته على المعارضين.

استيقظ المدرس مازن (38 سنة)، يوم الأحد الماضي، باكرا كعادته، وتوجه إلى مدرسته في السويداء لبدء اليوم الدراسي، إلا أن مدير المدرسة كان بانتظاره ليخبره بأن عليه مراجعة مديرية التربية.

وقال لـ"العربي الجديد": "سلمتني مديرية التربية نسخة من قرار فصلي الصادر قبل عامين. المضحك أنني طوال العامين الماضيين كنت أتسلم جميع مستحقاتي، واليوم أخبروني بأن علي إجراء براءة ذمة، وإعادة كل المستحقات المالية التي تسلمتها عقب قرار الفصل، وإلا ستتم ملاحقتي قضائيا".

وأضاف: "النظام فصلني من وظيفتي، وحرم عائلتي وأطفالي من مصدر رزقي الرئيسي، كما أصبحت ملاحقا، ولم أعد أستطيع السفر خارج البلاد. لا أعلم ماذا أفعل، وكيف أعوض دخلي الذي فقدته، ومن أين سأدفع ما يطلبه النظام مني وأنا بالكاد أستطيع تأمين قوت عائلتي اليومي".

بدوره، قال المدرس فؤاد (34 سنة)، لـ"العربي الجديد": "لست منزعجا من حرماني من دخلي وحقوقي، ونحو 10 سنوات قضيتها في الوظيفة، فراتب المدرس بالكاد يكفي لشراء حذاء، إلا أن قرار الفصل أشعرني بالإهانة. القانون هو سيف مسلط على رقاب السوريين، ومن لا يرضخ لإرادة النظام يجز رقبته، أو يفقده كل سبل الحياة، واليوم يتم تصنيفنا خارجين عن القانون، ورغم ذلك لن نخضع أو نكون وقود معركة ليست معركتنا".

وتناقلت وسائل الإعلام الموالية للنظام السوري خلال اليومين الماضيين قرارا صادرا عن رئاسة مجلس الوزراء بفصل نحو 200 مدرس، عشرات منهم من أبناء محافظة السويداء، بذريعة عدم التحاقهم بالخدمة العسكرية.


وقالت مصادر محلية في السويداء، لـ"العربي الجديد"، إن "قرار الفصل الأخير ضم نحو 80 مدرسا من السويداء، في وقت تعاني المدارس من نقص في المدرسين. قرارات الفصل مستمرة منذ نحو أربع سنوات، ومنها قرارات فردية وجماعية، حتى أن أحد قرارات الفصل الصادرة أخيرا بحق أحد مدرسي السويداء كانت بذريعة أنه معارض سلبي".

وبينت المصادر أن "القرار طاول مدرسين من مختلف المحافظات، من بينها اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة وريف دمشق والحسكة، وعلى الأغلب فإن هذه الدفعة هي الأولى من بين 250 مدرسا في السويداء مهددين بالفصل لعدم التحاقهم بالخدمة العسكرية".

وتعرض مئات الموظفين في السويداء للفصل من مختلف مؤسسات الحكومة خلال السنوات الماضية بذريعة التخلف عن الخدمة العسكرية، فضلا عن عشرات آلاف الشبان المحرومين من حقوقهم بعد امتناعهم عن الخدمة العسكرية الإجبارية أو فرارهم من الخدمة.
المساهمون