الأقصى في جمعة رمضان الثالثة بلا مصلين بسبب كورونا
محمد محسن
واضطر بضع عشرات ممن منعوا من الدخول إلى السير لمسافات طويلة على معظم بوابات المدينة المقدسة، وتسلل نفر قليل منهم عبرها وسط تدابير عسكرية إسرائيلية مشددة.
وعند باب العامود، منعت مواطنة فلسطينية من قرية حورة في النقب من دخول البلدة القديمة، إذ كانت في زيارة مقررة لوالدتها، وطلب منها جنود الاحتلال الإسرائيلي هناك إما العودة من حيث أتت أو الانتظار حتى ساعات الليل، وحينها ربما تتمكن من الدخول.
وعلى باب الساهرة أيضاً، منعت مواطنة في العقد الخامس من عمرها تقيم خارج أسوار البلدة القديمة من القدس من الدخول إليها لعيادة والدتها المريضة، إلا أن جنود الاحتلال منعوها رغم توسلاتها إليهم.
أما في داخل البلدة القديمة من القدس، فقد منع المصلون من الوصول لباحات الأقصى ما اضطرهم للصلاة على أبواب المجلس، والحديد، والغوانمة وبالقرب من ساحة الغزالي في باب الأسباط، حيث حاصر جنود الاحتلال المصلين وفرضوا عليهم تدابير مشددة.
وكان خطيب المسجد الأقصى الشيخ يوسف أبو اسنينة قد شدد، في خطبة صلاة الجمعة، اليوم، على موقف مجلس الأوقاف الإسلامية باستمرار إغلاق المسجد حفاظاً على حياة المصلين، معبراً عن ألم الجميع من عدم الصلاة فيه خلال شهر رمضان.
وأكد مدير عام الأوقاف الإسلامية عزام الخطيب لـ"العربي الجديد"، أنه لا تغيير في موقف الأوقاف من استمرار إغلاق الأقصى حتى زوال وانتهاء مسببات الإغلاق، وقال: "كلنا نشعر بالحزن والألم إزاء ذلك، لكنها خطوة ضرورية ولها ما يبررها".
في حين رفض مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، في حديث لـ"العربي الجديد"، التعاطي مع محاكم الاحتلال في ما يتعلق بالمسجد الأقصى، وقال: "كان موقفنا ولا يزال التمسك برفض التوجه إلى القضاء الإسرائيلي في كل ما يتعلق بالأقصى، حيث لا تعترف الأوقاف بصلاحية هذا القضاء على المسجد".
وكان الشيخ الكسواني يرد في ذلك على الالتماسات التي قدمها متطرفون يهود إلى المحكمة العليا الإسرائيلية لتصدر قرارا يلزم الاحتلال والأوقاف بفتح أبواب الأقصى أمام اقتحامات المستوطنين.
وبدت أسواق البلدة القديمة من القدس اليوم شبه خالية من المتسوقين بفعل تدابير الاحتلال المشددة على أبواب المدينة المقدسة. ورغم أن العشرات من المحلات فتحت أبوابها، إلا أن عملية الشراء انعدمت لغياب المواطنين عنها ولزومهم بيوتهم ضمن تدابير الوقاية من كورونا.