الحصار يدخل شهره الرابع وحلب بدون مساعدات غذائية

25 نوفمبر 2016
يحتاج المدنيون إلى مساعدات عاجلة (إبراهيم شلهوب/Getty)
+ الخط -
تزداد معاناة المدنيين في حلب الشرقية مع طول الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري والمليشيات الطائفية بدعم من الطيران الروسي على المنطقة، ومع اقتراب الحصار من دخول شهره الرابع، بدأت تنفد المؤن والحصص الغذائية لدى قرابة ربع مليون مدني، يرافقها غلاء في أسعار المواد الموجودة في المحلات التجارية بالمنطقة.

وتعاني المنطقة من أوضاع إنسانية متردية، وتزداد سوءا كلما طالت أيام الحصار، وتهدد حياة المدنيين بالخطر في ظل عدم السماح بدخول شاحنات الإغاثة إلى المنطقة من قبل النظام وحلفائه، وتواصل استهداف البنى التحتية من الطيران والبوارج البحرية.

وفي السياق، قال المواطن أبو مصطفى الحلبي، لـ"العربي الجديد": "نحاول كل يوم أن نعيش بما بقي لدينا من مؤونة. نقوم بتقسيم المتوفر، نأكل وجبة واحدة في اليوم، ونعتمد حاليا على ما وُزّع من مؤن خلال الأسبوع الأخير وهي على وشك النفاد".

وأضاف: "لا يوجد غاز نتمكن من الطهي عليه هنا في السوق بالمنطقة الشرقية، لكن هناك مازوت وغاز مصنوع من النفايات والنايلون، نبحث عدّة أيام لنتمكن من الحصول على لتر بسعر 1750 ليرة، ونضعه في (الببور)، وهو آلة قديمة مثل غاز الطهي كان يستخدم لطهي الطعام، وتصدر منه رائحة ودخان".

وأوضح أبو مصطفى أنه "يحصل كل ثلاثة أيام على رغيف خبز مصنوع من طحين العدس، يشتريه بمبلغ 500 ليرة سورية من الباعة في السوق"، وهو "لا يستطيع شراء الخبز العادي كون كلغ طحين من القمح سعره 3 آلاف ليرة".



وذكر أن أغلب الأفران في حلب توقفت عن العمل لعدم وجود الطحين، وبعضها تعرض للقصف، كما تعرضت بعض مخازن الطحين للتلف بسبب القصف أيضا، ولا توجد محروقات لتشغيل الأفران المتبقية، والأفران التي تعمل تخبز كل أسبوع مرة وتنتج عدداً قليلاً من مادة الخبز وبأسعار خيالية، إذ تباع الربطة الواحدة التي تضم 6 أرغفة بما يقارب الـ3 آلاف ليرة".

وأشار أبو مصطفى إلى أن الطيران الحربي "لم يترك شيئاً لم يقصفه، من المدارس والمستودعات الإغاثية، حتى بعض الأماكن المزروعة بالفجل والسلق والبطاطا".

وعن مادة اللحم، قال: "إنها باتت حلماً يراود الحلبيين بسبب الحصار، إذ وصل سعر كلغ اللحوم في المنطقة إلى 22 ألف ليرة في حال وجد".

وأكّد أن بعض التجار في شرق حلب يتحكمون بالأسعار ويستغلون الحصار أحيانا، والبضاعة الموجودة في السوق هي مخبأة ومحتكرة منذ زمن، بينما يدخل بعضها عن طريق التهريب من حي الشيخ مقصود الخاضع لسيطرة المليشيات الكردية.

يذكر أن المنطقة المحاصرة من مدينة حلب تعاني بالإضافة إلى نقص الغذاء من وضع طبي سيئ، إذ تسبب القصف الروسي بخروج كافة المشافي الميدانية في حلب من الخدمة.

دلالات