تاكسي السيدات في الأردن.. طمأنينة وأمان

28 مارس 2016
العلامة الوردية لتاكسي النساء (العربي الجديد)
+ الخط -
أطلقت شركة متخصصة بالنقل في الأردن تاكسي مخصصاً للنساء فقط، وتقتصر قيادته أيضاً على النساء، في بادرة جديدة من نوعها.


ويقول مدير شركة المميز التي أطلقت التاكسي، الأردني عيد أبو الحاج، إن الفكرة "أتت لتلبي حاجات النساء في المجتمع، فَهن يطالبن دائماً بحفظ خصوصيتهن وتوفير تاكسي يضمن الراحة والطمأنينة الدائمة".

ويضيف أبو الحاج لـ"العربي الجديد" أن "فكرة التاكسي المخصص للنساء كانت ضمن عدة أفكار تطبقها الشركة ومنها تاكسي مخصص لذوي الاحتياجات الخاصة، فنحن نحاول أن نرقى في قطاع النقل في الأردن ونطوّره ونحسّنه".

وعن تقبل المجتمع الأردني للمشروع، يقول أبو الحاج "قبل إطلاق تاكسي السيدات بشهرين نشرنا خبراً لجسّ النبض في الشارع الأردني، وتنوعت الردود ما بين سلبية وإيجابية، ولكن بعد إطلاق أسطول تاكسي السيدات لمسنا النظرة الإيجابية، وتوفّر الدعم للفكرة من كافة الجهات".

اقرأ أيضاً: أم أحمد في شوارع القاهرة

"عدد سيارات التاكسي المخصصة للسيدات 20 سيارة، مميزة بعلامة ورديّة، وتم توظيف ثماني سيدات يعملن لمدة ثماني ساعات يومياً، وإلى جانب الراتب يحصلن على ضمان اجتماعي وتأمين صحي، ويتم طلب التاكسي على الهاتف من  Call Center الشركة"، بحسب أبو الحاج.

وفي ذات السياق، تقول السائقة الأردنية آيات عيد (29 عاماً)، "المجتمع الأردني مستغرب من الفكرة، لكن الفتيات اللواتي قابلتهن خلال عملي كنّ سعيدات، والكثيرات طلبن مني أخذ صورة معي وإجراء مقابلة، ما رفع معنوياتي ودعمني إيجابيا".

وتضيف عيد لـ"العربي الجديد" أنها كانت ترغب بهذا العمل منذ زمن، فقد كانت تعمل محاسبة ومدخلة بيانات، لكنها ملّت العمل المكتبي وسعت لتغيير وظيفتها، وزوجها شجعها ودعمها في عملها الجديد، مشيرة إلى أنها أصبحت على معرفة أكبر بالشوارع والمناطق السياحية بالأردن.

النساء يشعرن بالأمان أكثر مع سائقات التاكسي (العربي الجديد)



أما السائقة الأردنية نسرين عكوبة (30 عاماً) فتقول "كان حلمي أن أعمل على تاكسي المميز وها قد تحقق بسرعة كبيرة، أنا سعيدة جداً".

وأوضحت لـ"العربي الجديد" أنها كانت تعمل سابقاً على تاكسي أصفر عمومي في محافظة السلط، وكانت تتعرض للمضايقات، لكنها تجاوزتها وتحملتها لأنها مضطرة للعمل بحكم أنها أرملة ولديها ثلاثة أيتام. وتتابع "أعمل لأصرف على نفسي وأولادي، فالعمل ليس عيباً وأنا أحب السواقة جدا".

وتقول لمجتمعها الأردني: "ارتقوا فالقاع مزدحم! وآمنوا بأن المرأة ترفع من قيمة المجتمع وتقدمه، ومهما حصل من مضايقات سنستمر أنا وزميلاتي لإنجاح فكرة المشروع".

من جهتها، تقول السائقة الأردنية ل.أ (35 عاماً) والتي رفضت أن تصرح عن اسمها، إن تقبل الرجال للفكرة لم يكن بشكل كبير، وخصوصاً سائقي التاكسي العمومي، مشيرة إلى تعليقات كثيرة سمعتها عن عملها ومنها: (إنتو النسوان لازم تضلوا قاعدين بالبيت، هاي شغلتكم)، (فضحتونا)، وبعض الأقارب كان ردهم أنه (مش مستوانا).

وتتابع (ل.أ) أنها كانت في أميركا ورأت أن "أغلب سائقي التاكسي وسيارات البريد كانوا نساء، ولو فكر البعض بطريقة إيجابية سيرون أن ذلك أفضل وأكثر راحة وأمان للمرأة".

وكانت آراء الأردنيات إيجابية جداً عندما سمعن عن تاكسي النساء. منى محمد (20 عاماً) تحتاج لهذا النوع من التاكسي خصوصاً عند اضطرارها للعودة متأخرة من جامعتها، لافتة إلى ما يصادفها أحياناً من سائقين "غير محترمين". وتضيف محمد لـ"العربي الجديد" بأنها ستكون من "الداعمات لهذا التاكسي وسأخبر صديقاتي وأهلي عنه، لأني أحبهم أن يصلوا إلى وجهتهم بأمان".

أما الأردنية تهاني أحمد (50 عاماً) رأت أن بإمكانها الاطمئنان على بناتها مع تاكسي النساء. وتجد أن "من الطبيعي أن تكون الفكرة مستهجنة في البداية لكنها ستلقى رواجاً بعد حين. ونأمل دائماً أن تراعى ظروف الأنثى في المجتمع وأن تلبى احتياجاتها".

اقرأ أيضاً: أردني يتحدى "العيب" ويشتهر على "سناب تشات"

دلالات
المساهمون