السودان: أطباء يعودون إلى العمل وآخرون يلوحون بإضراب شامل

05 أكتوبر 2016
عرقلة وصول معدات وأدوية (جون مارك جيبوكس/Getty)
+ الخط -
تباينت المعلومات، اليوم الأربعاء، حول وقف أطباء سودانيين للإضراب المعلن بعدد من مستشفيات العاصمة خلال الأيام الماضية، عقب الاعتداء الذي تم على أطباء بمستشفى أم درمان في الخرطوم من قبل مرافقي مريض توفي لفشل عملية إسعافه بنهاية الشهر الماضي.

وأكد نقيب الأطباء عبد اللطيف عشميق، وقف الأطباء بمستشفى أم درمان إضرابهم اليوم، فضلا عن تعليق أطباء مشفى بحري لإضرابهم بشكل جزئي واستمرار العمل بأقسام الطوارئ عقب الاستجابة لمطالبهم، بينما أوضح أطباء استمرار الإضراب وامتداده نحو المستشفيات بالولايات في محاولة لتنفيذ إضراب شامل يدفع الحكومة نحو تحسين بيئة العمل الطبي.

وأقرّت نقابة الأطباء بوجود تقصير إداري بالمستشفيات أسهم في عرقلة وصول معدات وأدوية وأجهزة الطوارئ في وقتها، ما جعل الأطباء في مواجهة مع أهالي المرضى في أحيان كثيرة، وتعهدت بإنهاء المشكلة من خلال توفير كافة معينات الطوارئ بالمستشفيات، مشيرة إلى أن حالات الاعتداء خلال الفترة الماضية لم تتعد 16 حالة.

وكشفت النقابة عن جملة من الإجراءات التي اتفقت عليها مع مسؤولين في الدولة بقصد تحسين البيئة العملية للأطباء، من بينها تشديد عقوبة المعتدين على الأطباء أثناء تأدية واجبهم بالسجن لخمسة أعوام، فضلا عن إدخال التأمين في حالات الأخطاء الطبية لتقوم شركات التأمين بتحمل الأعباء المالية من ديّات وتعويضات نيابة عن الأطباء، بالإضافة إلى فتح المجال أمام برامج التدريب، ومن بينها سلوك التعامل مع المريض ومرافقيه.


وتسبّب إضراب الأطباء في فجوة كبيرة بالمستشفيات رغم محاولات وزارة الصحة سد النقص، إلا أنه تم تسجيل حالات وفيات وسط المرضى لغياب المتابعة الصحية.

ورأى وزير الصحة بولاية الخرطوم، مأمون حميدة، أن إحجام الأطباء عن تقديم الخدمات الطبية بذريعة الاعتصام بمثابة القتل العمد، واصفا خطوة الإضراب بالعمل السياسي المرفوض.

وقال حميدة إنّ خطوة الإضراب تقف خلفها أحزاب سياسية معارضة بهدف إرباك مؤتمر الحوار الوطني المزمع انعقاده الإثنين المقبل، والذي تقاطعه تلك القوى، وأشار لاستقبال نحو 4 مستشفيات غير مضربة لمعدلات حوادث وإصابات تراوح بين 700 و800 في اليوم.

 وأكد استمرار العمل بالمستشفيات مع استثناء الإخصائيين فقط، وأضاف "المضربون هم الأخصائيون بالمستشفيات، ولكن أطباء الامتياز وغيرهم يزاولون عملهم ولا يوجد هناك أي نقص"، ولفت إلى أن "الوزارة تتابع الوضع وتسعى جاهدة لعدم إحداث أي نقص"، متعهدا بالاستجابة لنحو 90 في المائة من مطالب الأطباء المضربين، ما يعني مزاولتهم لنشاطهم.

إلى ذلك، قال نقيب الأطباء، عبد اللطيف عشميق، في مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم، اليوم، إنّ "هناك التزاما على مستوى نائب الرئيس السوداني حسبو عبد الرحمن، بتغطية احتياجات المستشفيات في البلاد بمعينات الطوارئ وضمان استمراريتها لمنع الاحتكاك بين الأطباء والمرضى ومرافقيهم بسبب نقصها أو غيابها، فضلا عن بحث قضية تأمين وحماية الأطباء على مستوى الرئاسة مع وزراء العدل والداخلية والقضاء والأمن للخروج بصيغة مثلى للتأمين".

وتابع عشميق "من الإجراءات أيضا سنّ قانون خاص بحماية الأطباء تضاف له المنشورات الصادرة عن وزارة العدل والمتصلة بمنع حبس الطبيب عند مباشرة إجراءات التحري، وعدم احتساب قضايا الأخطاء الطبية جنائيا، وإنما تعامل كقضية مدنية"، نافيا أن تكون في الخطوة أي حصانة للطبيب بل فقط لتمكينه من أداء واجبه دون عرقلة.

 واعترف النقيب بوجود تقصير يصدر من بعض الأطباء بالنظر إلى الشكاوى، في ما يتصل بسلوكهم وانشغالهم بوسائل التواصل الاجتماعي عن عملهم، أو مغادرة الطوارئ، وأشار إلى الإجهاد الكبير الذي يواجهونه عبر العمل لنحو 32 ساعة متواصلة، ولفت إلى إبرام اتفاق لتلافي تلك الحوادث عبر تقليص نظام العمل لنحو 12 ساعة لغير التخصصات النادرة.

 كما كشف عن نقص في الكادر الطبي بالبلاد وعزا ذلك للهجرة، وأوضح "البلاد فيها 20 أخصائي تخدير متمركزين بمستشفيات العاصمة فقط"، ولفت إلى أن الأطباء المضربين عادوا للعمل بعد الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في الحماية، وتوفير معينات العمل، وأوضح أن "الإضراب أصلا بمشفى بحري وأم درمان، والأخير سيعاود العمل اليوم، فيما عاد أطباء الطوارئ للعمل في مستشفى بحري وسيعود البقية للأقسام الباردة الأسبوع المقبل".

 

 

دلالات
المساهمون