ويعاني مئات المرضى بسبب الاحتجاجات التي تقودها نقابة فنيي الأشعة والتصوير الطبي الفلسطينية، منذ 17 ديسمبر/ كانون الأول، للضغط على وزارة الصحة لتلبية مطالبهم، والتي تستثني الحالات الطارئة ومرضى السرطان والفشل الكلوي والأطفال ومرضى العناية المكثفة.
وفيما لم تفلح محاولات "العربي الجديد" للحصول على رد من وزارة الصحة الفلسطينية، يجد آلاف المرضى أنفسهم مضطرين إلى اللجوء إلى أقسام الأشعة في المستشفيات الخاصة التي تكلفهم مبالغ باهظة، أو الانتظار.
وقالت الحاجة عطية (68 سنة)، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد: "أحمل تأميناً صحياً حكومياً، وبناءً على وصفة طبيب مستشفى قلقيلية الحكومي، في سبتمبر/ أيلول الماضي، فإنني أحتاج إلى صورة أشعة لرأسي لمعرفة أسباب الألم الذي أعاني منه، لكن كلما أذهب، يقولون لي إنّ القسم معطل".
وقال نقيب فنيي الأشعة والتصوير الطبي الفلسطيني رامي خضور، لـ"العربي الجديد"، إنه يدرك معاناة المرضى بسبب الخطوات الاحتجاجية، وتابع: "مطالبنا جزء منها لمصلحة المرضى، لا يمكن أن يكون هناك عشرات الفنيين لخدمة مئات الآلاف من المرضى في المرافق الحكومية، لذلك نحن نخوض منذ سنوات نضالاً نقابياً لتحصيل مطالبنا المشروعة".
ويفتقر عدد من المستشفيات الحكومية لأجهزة التصوير الإشعاعي بأنواعه المختلفة، فلا يوجد جهاز تصوير رنين مغناطيسي في "مستشفى رفيديا" الحكومي، الذي يُعَدّ أكبر مستشفى في شمال الضفة الغربية المحتلة، فيضطر المرضى إلى الذهاب إلى مدينة جنين، وهناك يحصل المريض على موعد بعد ثلاثة أشهر، نظراً للاكتظاظ الشديد، ولأن قسم الأشعة يعمل لسبع ساعات فقط يومياً؛ بسبب قلة الكوادر الفنية.
وتضم مطالب نقابة فنيي الأشعة رفع علاوة المخاطرة بنسبة 100%، وربط علاوة المخاطرة بالتقاعد، ورفع الإجازات السنوية إلى 45 يوماً، وزيادة ساعات عمل جهاز الرنين المغناطيسي، وبالتالي تعيين المزيد من الفنيين، حتى تُقلَّص قوائم الانتظار التي تضم آلاف المرضى.
وقال خضور: "نحن نعمل في أخطر مهنة على الإطلاق بإقرار الحكومة، وزميل لنا توفي قبل عام بعد إصابته بالسرطان نظراً لتعرضه للأشعة بشكل يفوق النسب العالمية، وأكثر من خمسة زملاء مصابون بالسرطان لذات السبب، والحد الأعلى المسموح به من المرضى عالمياً هو 30 مريضاً في اليوم، لكن بعض فنيي الأشعة يتعاملون مع أكثر من 150 مريضاً في اليوم".
وأضاف أنّ "وزيرة الصحة شكلت لجنة من رؤساء الدوائر التي اجتمعت بوفد من نقابة فنيي الأشعة عدة مرات، وحصل التوافق على كثير من المطالب، إلا أن الوزيرة رفضت التوقيع دون إبداء أسباب".
وقالت النقابة، في بيان وصل "العربي الجديد"، اليوم الأحد، إنه كان من المقرر إخلاء المستشفيات من الفنيين اعتباراً من يوم غد الاثنين، ولكن "بعد الاجتماع الذي عقد اليوم لاتحاد نقابات المهن الطبية المساندة، تم الاتفاق على عدم زيادة وتيرة التصعيد بعرقلة العمل، والاستمرار في عرقلة العمل وفق الخطة الحالية، مع بقاء الاستثناءات المعمول بها سابقاً، وبهذا تتيح النقابة الوقت لتنفيذ مطالبها المشروعة".