عادة نوم "سيئة" قد تدلّ على العبقرية

26 ديسمبر 2017
دافينشي أنجز أعمالاً خالدة كثيرة (تيموثي ايه كلاري/فرانس برس)
+ الخط -

من المعروف أن لا شيء أبداً يتفوق على النوم العميق في مدّ الجسم البشري بالفوائد المختلفة، فتوصي دراسات كثيرة بالنوم ما بين سبع ساعات وتسع ساعات متواصلة. تمتد هذه الفوائد من تصفية الذهن وإزالة التوتر وتحسين المزاج إلى تعزيز المناعة، وتوفير الطاقة، وتنظيم عملية التمثيل الغذائي على أكمل وجه. النوم المتواصل ليلاً هو الغاية، لكنّ القيلولة النهارية لها أيضاً فوائدها المماثلة التي يضاف إليها أحياناً تعزيز مستوى الذكاء والتركيز، بحسب موقع مجلة "ريدرز دايجست".

مع كلّ ذلك، فإنّ هناك اتجاهاً مختلفاً يقلب كلّ المقاييس لا يعترف بكلّ فوائد النوم تلك. منشأ ذلك كتاب أخير يركز على شخصيتين تاريخيتين عبقريتين اتسمتا بغزارة الإنتاج بالرغم من عادة نوم غريبة لديهما. الشخصيتان هما الرسام والعالم الإيطالي ليوناردو دافينشي (1452 - 1519)، والمخترع الصربي - الأميركي نيكولا تيسلا (1856 - 1943).
يقول كتاب "لماذا نأخذ قيلولة"، الذي ألّفه الباحث الأميركي كلاوديو ستامبي، وعرضه موقع "كيوريوسيتي" إنّ دافينشي وتيسلا اعتمدا طريقة نوم تعرف اليوم باسم "أوبرمان" وتسمى بالعربية "النوم المتعدد الأطوار"، وهي تتألف من 6 نوبات نوم كلّ منها لا يتجاوز وقته 20 دقيقة تقسم بين ساعات اليوم بالتساوي. وهو ما يعني أنّ الفترة الكاملة للنوم، بحسب هذا النظام، لا تتجاوز ساعتين فقط في اليوم الكامل، أي يمكن أن تبقى لمن يعتمدها 22 ساعة مستيقظاً كلّ يوم بدلاً من 15 أو 16 ساعة.

دافينشي كان ينام يومياً بمعدل يتراوح بين ساعة ونصف وساعتين يومياً، وبذلك تمكن من تحصيل 6 ساعات إنتاج إضافية. ومع حساب هذه الساعات على مستوى العمر، يتبين أنّ دافينشي كسب 20 عام إنتاج إضافياً في حياته التي استمرت 67 عاماً.

يستند المؤلف كذلك لتعزيز أطروحته هذه إلى دراسة نشرت عام 1989 في مجلة "العمل والتوتر"، تؤكد قدرة النوم المتعدد الأطوار على تحسين الأداء الفردي على المدى الطويل. وهو ما يشجع كثيرين ربما على اعتماد هذه التقنية في محاولة منهم لتعقب خطوات هذين العلّامتين وربما غيرهما.

لكن، بينما تبدو أطروحة عظيمة، لا ينصح الموقع باعتمادها. فبحسب المختصين، يمكن أن يؤدي النوم المتقطع المزمن إلى تدمير خلايا الدماغ وبالتالي تهديد الإنتاج. وبذلك، ما عليك إلّا أن تأخذ حصتك المعتادة من النوم من دون الشعور بالذنب، فربما حتمت الظروف الاجتماعية المختلفة على هذين العبقريين هذا النمط من النوم.
دلالات
المساهمون