العراق: ارتفاع أسعار الدواء يدفع المرضى نحو طب الأعشاب

05 ديسمبر 2016
انتشار محال بيع الأعشاب الطبية(أحمد الربيعي- فرانس برس)
+ الخط -


مع اتساع مستوى الفقر والغلاء في العراق، وفرض رسوم على الخدمات الطبية الحكومية، يبحث العراقيون عن بدائل للعلاج أمام ارتفاع أسعار الدواء، فتوجهوا نحو طب الأعشاب للحصول على بدائل علاجية من الأدوية باهظة الثمن.

ووجد تجار وأطباء الأعشاب فرصتهم في هذه الظروف. ونشط عملهم في السنوات الأخيرة مع عدم قدرة كثير من المرضى على شراء الأدوية من الصيدليات المرتفعة الثمن، وانعدام الرقابة الحكومية بحسب المختصين.

خبير الأعشاب ياسين الملا، يبيّن لـ"العربي الجديد"، أن "معظم الفقراء وذوي الدخل المحدود أصبحوا يتوجهون نحو طب الأعشاب، بسبب ارتفاع أسعار الدواء، وكلفة المراجعات الطبية، ولدينا علاجات عشبية لأمراض القلب، والشرايين، والكلى، والتهابات الكبد، والمفاصل، والسرطان أيضا".

ويشرح الملا أنّ "طب الأعشاب يشمل معه الرقى الشرعية بالقرآن، والعلاج بالحجامة، وهناك إقبال كبير عليه من المرضى، خصوصاً أن مهنة الطب أصبحت تجارة أكثر من كونها مهنة إنسانية في السنوات الأخيرة، ما دفع الفقراء نحو التداوي بالأعشاب الطبية".

الصيدلاني قاسم المعموري يوضح بدوره أن "عيادات طب الأعشاب أصبحت تنافس عيادات الأطباء، وكذلك الحال بالنسبة إلى محال بيع وتجارة الأعشاب الطبية التي تنافس الصيدليات، والسبب ارتفاع أسعار الدواء وأجور الأطباء والتحاليل والفحوصات الأخرى إلى مستوى غير معقول".

ويصرّ خبراء الأعشاب على قدرتهم في معالجة مختلف الأمراض المستعصية عبر الأعشاب الطبية المختلفة، التي يستوردونها من الصين، والهند، وباكستان، والخليج، وأوروبا. وظهرت مراكز تصنع المواد العشبية، كما تباع وفق وصفات طبية.

ويقول طبيب الأعشاب حازم الحديثي إن "عشرات المرضى يزورونني في عيادتي الخاصة، وأعالجهم بالأعشاب الطبية، وطرق علاجية أخرى مرتبطة بطب الأعشاب، منها الحجامة. وعالجت كثيراً من الأمراض التي لم يقدر الطب الحديث على معالجتها".



ويوضح لـ"العربي الجديد"، أن "في العراق مراكز متخصصة بطب الأعشاب يتوافد إليها عشرات المرضى المصابين بأمراض القلب، والشرايين، والأكزيما، والصدفية، والعجز الكلوي، والتهابات الكبد الفيروسية، وغيرها من الأمراض الأخرى المستعصية، وحتى أمراض السرطان".

تجار الأعشاب يكشفون عن اتساع تجارة الأعشاب في العراق مع تصاعد الأزمة الاقتصادية، وظهور عيادات خاصة بطب الأعشاب. كما تنشط تجارة الأدوية العشبية مع مختلف دول العالم.

أبو جابر (51 عاماً)، يعمل في تجارة الأعشاب الطبية، يقول "نستورد الأعشاب الطبية من مختلف دول العالم، وأبرزها الهند، والصين، ودول أخرى. ولم تعد تجارة الأعشاب تقتصر على استيرادها جاهزة ثم فرزها، وطحنها، أو التعامل الدوائي معها، بل أصبحنا نتعامل مع مراكز عالمية متخصصة بالأعشاب الطبية لها سمعتها كي نغطي حاجة البلاد".

عايد حسن (35 عاماً)، مصاب بحصى الكلى، يقول "راجعت الأطباء وتبيّن أن لدي حصى في الكلى، وصرفت الكثير من المال على الفحوصات، وصور الأشعة، والتحاليل، والأدوية غالية الثمن دون فائدة".

ويضيف "قرر الطبيب إجراء عملية جراحية لي لاستخراج الحصى، لكني استنفدت كل ما أملك من مال، لذا قررت التوجه إلى طبيب الأعشاب، وبعد علاج دام نحو ثلاثة أشهر اختفت الحصى تماماً، واستقرت حالتي الصحية".

إلى ذلك، كشفت مصادر من وزارة الصحة العراقية لـ"العربي الجديد"، أنه "لا توجد رقابة حكومية على أسعار الأدوية في الصيدليات، التي ارتفعت بحدّة، في ظل انتشار عشرات الصيدليات والعيادات الخاصة في عموم البلاد".

وأضافت المصادر "كثير من الأطباء يجبرون المرضى على شراء الدواء من صيدليات يتعاملون معها، أو يملكونها. ويكتبون وصفة طبية مرمّزة متفق عليها مسبقاً بين الصيدلي والطبيب، ما يجبر المريض على شراء الدواء بأي ثمن، ما يدفع المرضى نحو طب الأعشاب بحثاً عن بدائل علاجية لأمراضهم".



المساهمون