في مستشفى المطلع في القدس المحتلة خصوصاً في قسم مرضى السرطان، تترقب عائلات كثيرة ترافق أطفالها وذويها ما يحمله لهم المستقبل من مخاطر على حياة من ابتلي بالداء الخبيث؛ إذ أعلن المستشفى عدم تمكنه من مواصلة عمله كالمعتاد مع نفاد أدوية السرطان من مستودعاته، ورفض تسلم جزء من احتياجاته الدوائية لأنها لا تشكل سوى 10 في المائة من كامل الحاجة.
وكان إعلان الحكومة الفلسطينية عن تحويلها مبلغ 20 مليون شيقل (بالعملة الإسرائيلية) من قيمة ديونها المستحقة للمستشفى من أصل 200 مليون شيقل الشاغل الوحيد لعائلات المرضى، وكل همهم أن لا ينقطع الدواء عن أفراد عائلاتهم المرضى.
ما يهم والدَي الطفل صدام صبح، من مخيم قلنديا هو عدم انقطاع الدواء عن طفلهما الذي مضى على مكوثه في مستشفى المطلع أكثر من ثلاثة شهور، وفق قولهما لـ"العربي الجديد". ووالدة صدام لا تتخيل بالمطلق انقطاع الدواء الذي يلبي حاجات المرضى، ولذا هي كغيرها من أمهات وأهالي المرضى يطالبون بمد يد المساعدة للمستشفى وتوفير الأدوية التي نفد مخزون المستشفى منها.
الأمر كذلك بالنسبة لسلسبيل صلاح الدين، والدة الطفلة مياسة، التي أمضت ولا تزال فترة من التداوي من مرض السرطان في المطلع. وتنظر سلسبيل إلى طفلتها وهي تتحدث عن ضرورة توفّر الدواء لضحايا هذا المرض، قائلة لـ"العربي الجديد": "بفضل العلاج الذي تتلقاه مياسة بات وضعها أكثر تحسنا ويميل للاستقرار، وأنا أدعو كل من يستطيع أن يتبرع بالدواء لمرضى السرطان أن يفعل ذلك دون تردد لأن في تبرعه إنقاذ لحياة مريض أو أكثر".
فلسطينية أخرى من قرية تفوح بمحافظة الخليل شددت على أن نقص الدواء عن طفلها وسام ابن السادسة يعرضه لخطر شديد. وتقول لـ"العربي الجديد": قبل أن نكتشف إصابته بالمرض علمنا حينها أنه يعاني من التهاب السحايا، كان يتقيأ باستمرار حتى أجرينا له الفحوصات ليتبين لنا أنه مصاب بورم سرطاني في دماغه". وتتابع: "الدواء هو الذي يبقي وسام قادراً على ممارسة حقه بالحياة، يجب أن يتوفر الدواء، كيف للأطفال أن يعيشوا!".
في قسم مرضى السرطان بالمطلع يتحدث الموظف محمد قباجة لـ"العربي الجديد، ويصف النقص الحاد في أنواع من الأدوية المرتفعة الثمن بأنه خطير جدا، ويقول: "من سيكترث لنحو مائة طفل ومريض يتلقون العلاج بالأدوية من هذا المرض في المستشفى، كما أنه لن يقتصر الضرر على مرضى السرطان فقط، بل على سائر المرضى في الأقسام الأخرى خاصة مرضى قسم الكلى".
اقــرأ أيضاً
لا يريد قباجة استباق الأمور، لكنه يشعر بالقلق إن استمرت الأزمة والنقص في الدواء، ولذا فهو يحث الحكومة الفلسطينية برام الله على توفير الموارد المالية الكافية التي يمكن أن تمنع الانهيار، علما بأن ديون المستشفى على السلطة تتجاوز الـ200 مليون شيقل أي ما يعادل 60 مليون دولار.
أما إدارة المستشفى فبدت في انهماك شديد وبحث ما يمكن أن تؤول إليه أوضاع المرضى الصحية، إن استمر النقص في الأدوية. بينما كان لقرار الحكومة الفلسطينية أمس الأحد، بتحويل مبلغ ضئيل قد قوبل بالاستياء، وإن بدا بيان إدارة مشفى المطلع منضبطا، لكن فحواه حمل كثيرا من الاستياء غير المعلن صراحة، فالديون المستحقة للمستشفى على السلطة ليست مساعدات أو هبات مجانية تمنحها الحكومة، بحسب مصدر مسؤول في إدارة المطلع (فضل عدم ذكر اسمه)، في حديثه لـ"العربي الجديد".
لكن الناطق الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، قال في بيان له، ليل أمس الأحد، "إن مستشفى المطلع قدم فواتير بقيمة 68 مليون شيقل فقط، والحكومة دفعت ما قيمته 25 مليون شيقل، أي 37 في المائة من المبلغ المطلوب حسب الفواتير"، مشيرا إلى أنه ليس صحيحاً مبلغ الـ 200 مليون شيقل، ورغم ذلك طلبت الحكومة من مدير المستشفى وليد النمورة تقديم أية فواتير بمبالغ أخرى غير الواردة في فواتير الـ 68 مليون شيقل.
ويشهد مستشفى المطلع بالقدس بأروقته المختلفة ازدحاما كبيرا، بسبب الأعداد المتزايدة من المرضى الذين يصلون بتحويلات طبية من قبل وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله بعد أن كانت تلك التحويلات تذهب إلى مشافٍ إسرائيلية، وأوقفت الحكومة الفلسطينية قبل عدة أشهر التحويلات الطبية إلى المستشفيات الإسرائيلية في سياق خطتها نحو الانفكاك التدريجي عن الاحتلال.
الأوضاع في مستشفى المطلع اختلفت بعد أن قررت حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمد اشتية وقف التحويلات إلى المستشفيات الإسرائيلية ما زاد العبء على مشافي القدس التي تقدم خدمات طبية وعلاجية أفضل من مثيلاتها في الضفة الغربية. لكن هذه الخدمة تشترى ويتكفل موردو أدوية محليون توفير الدواء لمشافي القدس، وهو ما بات مستحيلا كما يقول أحد الموردين (فضل عدم ذكر اسمه) لـ"العربي الجديد"، خصوصاً مع تراكم الديون والتزاماتهم، محذرا من إفلاس بعض الموردين وتوقفهم عن تزويد مستشفيات المدينة المقدسة بحاجتها من الأدوية.
وكان إعلان الحكومة الفلسطينية عن تحويلها مبلغ 20 مليون شيقل (بالعملة الإسرائيلية) من قيمة ديونها المستحقة للمستشفى من أصل 200 مليون شيقل الشاغل الوحيد لعائلات المرضى، وكل همهم أن لا ينقطع الدواء عن أفراد عائلاتهم المرضى.
ما يهم والدَي الطفل صدام صبح، من مخيم قلنديا هو عدم انقطاع الدواء عن طفلهما الذي مضى على مكوثه في مستشفى المطلع أكثر من ثلاثة شهور، وفق قولهما لـ"العربي الجديد". ووالدة صدام لا تتخيل بالمطلق انقطاع الدواء الذي يلبي حاجات المرضى، ولذا هي كغيرها من أمهات وأهالي المرضى يطالبون بمد يد المساعدة للمستشفى وتوفير الأدوية التي نفد مخزون المستشفى منها.
الأمر كذلك بالنسبة لسلسبيل صلاح الدين، والدة الطفلة مياسة، التي أمضت ولا تزال فترة من التداوي من مرض السرطان في المطلع. وتنظر سلسبيل إلى طفلتها وهي تتحدث عن ضرورة توفّر الدواء لضحايا هذا المرض، قائلة لـ"العربي الجديد": "بفضل العلاج الذي تتلقاه مياسة بات وضعها أكثر تحسنا ويميل للاستقرار، وأنا أدعو كل من يستطيع أن يتبرع بالدواء لمرضى السرطان أن يفعل ذلك دون تردد لأن في تبرعه إنقاذ لحياة مريض أو أكثر".
فلسطينية أخرى من قرية تفوح بمحافظة الخليل شددت على أن نقص الدواء عن طفلها وسام ابن السادسة يعرضه لخطر شديد. وتقول لـ"العربي الجديد": قبل أن نكتشف إصابته بالمرض علمنا حينها أنه يعاني من التهاب السحايا، كان يتقيأ باستمرار حتى أجرينا له الفحوصات ليتبين لنا أنه مصاب بورم سرطاني في دماغه". وتتابع: "الدواء هو الذي يبقي وسام قادراً على ممارسة حقه بالحياة، يجب أن يتوفر الدواء، كيف للأطفال أن يعيشوا!".
في قسم مرضى السرطان بالمطلع يتحدث الموظف محمد قباجة لـ"العربي الجديد، ويصف النقص الحاد في أنواع من الأدوية المرتفعة الثمن بأنه خطير جدا، ويقول: "من سيكترث لنحو مائة طفل ومريض يتلقون العلاج بالأدوية من هذا المرض في المستشفى، كما أنه لن يقتصر الضرر على مرضى السرطان فقط، بل على سائر المرضى في الأقسام الأخرى خاصة مرضى قسم الكلى".
أما إدارة المستشفى فبدت في انهماك شديد وبحث ما يمكن أن تؤول إليه أوضاع المرضى الصحية، إن استمر النقص في الأدوية. بينما كان لقرار الحكومة الفلسطينية أمس الأحد، بتحويل مبلغ ضئيل قد قوبل بالاستياء، وإن بدا بيان إدارة مشفى المطلع منضبطا، لكن فحواه حمل كثيرا من الاستياء غير المعلن صراحة، فالديون المستحقة للمستشفى على السلطة ليست مساعدات أو هبات مجانية تمنحها الحكومة، بحسب مصدر مسؤول في إدارة المطلع (فضل عدم ذكر اسمه)، في حديثه لـ"العربي الجديد".
لكن الناطق الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، قال في بيان له، ليل أمس الأحد، "إن مستشفى المطلع قدم فواتير بقيمة 68 مليون شيقل فقط، والحكومة دفعت ما قيمته 25 مليون شيقل، أي 37 في المائة من المبلغ المطلوب حسب الفواتير"، مشيرا إلى أنه ليس صحيحاً مبلغ الـ 200 مليون شيقل، ورغم ذلك طلبت الحكومة من مدير المستشفى وليد النمورة تقديم أية فواتير بمبالغ أخرى غير الواردة في فواتير الـ 68 مليون شيقل.
ويشهد مستشفى المطلع بالقدس بأروقته المختلفة ازدحاما كبيرا، بسبب الأعداد المتزايدة من المرضى الذين يصلون بتحويلات طبية من قبل وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله بعد أن كانت تلك التحويلات تذهب إلى مشافٍ إسرائيلية، وأوقفت الحكومة الفلسطينية قبل عدة أشهر التحويلات الطبية إلى المستشفيات الإسرائيلية في سياق خطتها نحو الانفكاك التدريجي عن الاحتلال.
الأوضاع في مستشفى المطلع اختلفت بعد أن قررت حكومة رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد محمد اشتية وقف التحويلات إلى المستشفيات الإسرائيلية ما زاد العبء على مشافي القدس التي تقدم خدمات طبية وعلاجية أفضل من مثيلاتها في الضفة الغربية. لكن هذه الخدمة تشترى ويتكفل موردو أدوية محليون توفير الدواء لمشافي القدس، وهو ما بات مستحيلا كما يقول أحد الموردين (فضل عدم ذكر اسمه) لـ"العربي الجديد"، خصوصاً مع تراكم الديون والتزاماتهم، محذرا من إفلاس بعض الموردين وتوقفهم عن تزويد مستشفيات المدينة المقدسة بحاجتها من الأدوية.