الطريق الإلزامي إلى الحمية

04 يناير 2016
ما زال العام في بدايته، والأيام طويلة.. (Getty)
+ الخط -

لم تُوفّق في العام الماضي. مع ذلك، وعدتَ نفسك بالبدء بها في أول يوم من العام الجديد. لم يحصل ذلك أيضاً. فقد استفقتَ متأخراً بعد سهرة طويلة على التلفزيون. ووجدتَ أنه من المنطقي افتتاح العام الجديد بوجبة دسمة. الطقس عاصف أيضاً، والمرء يحتاج لاستهلاك سعرات حرارية أكثر كلما هبطت الحرارة. أليس هذا ما يقوله العلم؟

ثم أن الناس يظلّون في بيوتهم في اليوم الأول من العام الجديد. ولو أردت إعداد طعام صحي فلن تتمكن من إيجاد المواد المناسبة لذلك. فجميع المحلات ما زالت مغلقة، أو أن الطريق إليها بارد جداً. لذلك اذهب إلى أقصر الطرق: خدمة الديلفيري. اتصل بالمطعم، اطلب وجبة غنية بسعرات حرارية مرتفعة، واستقبل العام الجديد بابتسامة الاكتفاء.

تتذكّر تجربتك مع الحمية خلال العام الماضي. لم تكن كلها موفّقة. اعترف، وقُل إنها لم تكن موفّقة أبداً. تُفكّر أنه لو كان التأجيل مسابقة لفزتَ بالميدالية الذهبية من دون شك. كلما أردتَ أن تبدأ بالحمية أجّلتَها إلى اليوم التالي. ثم أجّلتَها إلى أوّل الأسبوع التالي، وأول الشهر التالي، وأول الفصل التالي، وكلّ ما يمكن أن تتبعه كلمة "التالي".

قلتَ في نفسك وعلى الملأ إن أيام نهاية الأسبوع يجب أن تبقى حرّة في كل شيء، بما فيها الطعام، لأنها أوقات الخروج مع الأصدقاء. وقلتَ إن أيام الأعياد لا تناسبها الحمية لأنها أيام لقاء الأهل والعائلة، ويتخلّلها الكثير من الحلويات البيتية، وأنتَ لا تريد لوالدتك أو حماتك أو خالتك أو جدّتك أن يزعلن منك. وقلتَ إن أيام الإجازات السنوية هي للتمتّع وعدم الالتزام بأي شيء. أما أيام السفر من أجل العمل فيجب الإفادة منها في اكتشاف ثقافات جديدة، والطعام لا بد أن يكون جزءاً من هذه الثقافة. أيام البرد القارس تحتاج إلى التدفئة باللباس والغذاء، وأيام الحر الشّديد تحتاج إلى الانتعاش الحلو.

لم تفكّر يوماً بزيارة أخصائية التغذية. لم تستسغ هذه الفكرة. تعرف ما الذي ستطلبه منك، وتستطيع القيام به من دون مشورتها المُكلفة. لقد قرأتَ كثيراً عن الموضوع حتى صرتَ خبيراً فيه. صحيح أنك لم تستفد من هذه المعلومات، لكنّك راكمتَ معرفةً على الأقل. ما زلتَ مقتنعاً بقرارك. لن تذهب إلى خبيرة التغذية.

كنتَ مارّاً من أمام أحد المطاعم التي تقصدها حين انتبهتَ أن المطعم يقدّم عرضاً خاصاً على الوجبات في مثل هذه الأيام. قرّرتَ أن تستفيد من العرض. ثم قرّرتَ أن تؤجّل الحمية إلى وقتٍ لاحق.

حسناً. ما زال العام في بدايته، والأيام طويلة..

اقرأ أيضاً: الحلوة تهزم الخبيث
دلالات
المساهمون