الحركة كثيفة في أوائل أيام رمضان في تونس، ومعظم المحال تشهد ازدحاماً وطوابير من التونسيين المنتظرين، ولا شيء يوحي بأنّنا في زمن كورونا لولا الكمامات، التي تخلّى عنها كثيرون. أحد باعة البهارات والزيتون يصرخ في جموع الناس: "الرجاء ترك مسافة أمان". يتراجع البعض، في حين يفضّل آخرون التقدم غير عابئين بما قال ومواصلة اختيار حاجياتهم، بعيداً عن احتمالات تعرّضهم لالتقاط عدوى فيروس كورونا الجديد، مستغلين فرصة فتح الأسواق نهاراً، والتحضير لإفطاراتهم الرمضانية، وإن اقتصرت على الأسر الصغيرة من دون موائد ودعوات.
تقول الأربعينية صباح، إنّ المنتجات متوفرة والناس تقتني حاجياتها بكلّ راحة، لكنّ الأجواء، ونكهة رمضان مفقودة، ففي السابق كانت العائلة تجتمع والجيران كذلك يتبادلون الأطباق، لكن هذه السنة تغيب لمّة العائلة بحكم كورونا. تضيف أنّ رائحة البهارات التي تعدها ربات البيوت كانت تفوح منها، وهناك نكهة خاصة برمضان تغيب هذا العام. وتؤكد صباح أنّ الحذر مطلوب وهناك مخاوف عدة من انتقال العدوى، وهذا الشعور يغلب على كثيرين. مشيرة إلى أنّه حتى عندما يخرج المرء من البيت فإنّه يفعل هذا مسرعاً وحذراً، وبالتالي فإنّه لا يعيش حياته كما في السابق، مشيرة إلى أنّها ستقتني حاجياتها بسرعة وتعود إلى البيت، خصوصاً أنّها مجبرة على اقتناء ما يلزمها في رمضان.
اقــرأ أيضاً
تشير الخمسينية، شادلية، إلى أنّ الأجواء تبدو مختلفة في الشارع، فأغلب الناس يضعون كمامات، والبعض يستمر في تعقيم يديه، وهي مشاهد غير مألوفة، مضيفة أنّ كثيرات تخلين عن اقتناء بعض المستلزمات الخاصة بالشهر الفضيل، خصوصاً الأواني المطبخية، بسبب الأجواء العامة وإغلاق أماكن كثيرة. تضيف أنّها لاحظت أنّ النساء عندما يلتقين صدفة في السوق أو في الشارع لا يتحدثن مثل السابق، فإما يلقين التحية من بعيد، أو يتحدثن سريعاً، مشيرة إلى أنّ لمّة العائلة مفقودة والزيارات بين الأقارب اختفت، فلا ضيوف ولا زيارات في رمضان هذا العام. وحول طبق اليوم، تشير إلى أنّها قررت، منذ أمس، طبخ حساء شعير، وجلبانة (فاصوليا)، وسلطة، وبريك، وهو من أطباق رمضان الرئيسية في تونس ويعد بالبيض والتونة، مشيرة إلى أنّ بعض الأطباق تتغير بحسب ما يتوفر خلال الموسم من منتجات.
كانت الحاجة مريم بصدد شراء كمية من الزبيب تقول إنّها لإعداد طبق الكسكسي، مضيفة أنّ الأوضاع تحكم بعدم اجتماعها مع أولادها وأحفادها على هذا الطبق المعتاد. ولهذا اختارت أن تطبخ الكسكسي وتوزع عليهم بعض الأطباق ليبقى أولادها وأحفادها كلّ في بيته. تضيف أنّها مجبرة على هذا الخيار حماية لهم ولها مع الأمل في أن تجتمع الأسرة مجدداً عمّا قريب مع زوال خطر كورونا.
من جهته، يعتبر عز الدين أنّ رمضان هو شهر العبادة والأجواء الروحانية في المساجد وصلاة التراويح، لكن للأسف كلّ هذه الأجواء التي عادة ما تميز الشهر مفقودة في زمن كورونا، فالمساجد مغلقة ولا صلوات ليلاً. يشير إلى أنّ كلّ شخص بإمكانه أداء الصلاة في بيته، لكنّ الأمر سيكون مختلفاً لأنّ سحر الجوامع وصلاة التراويح لهما أجواؤهما الخاصة، مضيفاً أنّه باستثناء غياب الصلاة في المساجد والتي يعتبرها من التغييرات الكبرى، فإنّ الباقي من أكل ومستلزمات غذائية متوفرة ويمكن العثور عليها في الأسواق. يتابع أنّ بعض النصائح الداعية إلى تجنب التزاحم وعدم التبضع يومياً خوفاً من كورونا لا طائل منها، لأنّ الإنسان سيقتني ما ينقصه من حاجيات، وكلما توفرت المنتجات أكثر لن يكون هناك تزاحم.
يشير الثلاثيني محمد إلى أنّ رمضان هذا العام من دون مقهى ليلي، وهو ما يفقده الكثير من نكهته. فقد دأب على تناول الحساء والقليل من التمر والخروج مباشرة إلى المقهى ليمضي عدة ساعات ولا يعود إلاّ مع وقت السحور. يضيف أنّ كلّ هذه الأجواء من لعب الورق مع الأصدقاء، واحتساء قهوته خارج البيت والنرجيلة يفتقدها بحكم حظر التجول ليلاً، مشيراً إلى أنّ رمضان من دون هذه الأجواء مختلف وصعب. يتابع أنّه لا يتخيل كيف تكون المقاهي مغلقة خلال شهر رمضان، فالأسواق فتحت والناس يمارسون حياتهم بصفة طبيعية في الشوارع وأغلب المحلات مفتوحة فلماذا تبقى المقاهي وحدها مغلقة؟
اقــرأ أيضاً
ويقول البائع طارق، إنّ ما تغير في رمضان هذا العام هو ارتفاع الأسعار، فالغلال متوفرة، لكنّ الأسعار من سوق الجملة باهظة، ولهذا تصل إلى المستهلك بسعر مرتفع جداً. يضيف أنّ الإقبال تراجع مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى أنّ هناك ازدحاماً، لكنّ كثيرين يتأملون السلع المعروضة ولا يشترون أياً منها.
تقول الأربعينية صباح، إنّ المنتجات متوفرة والناس تقتني حاجياتها بكلّ راحة، لكنّ الأجواء، ونكهة رمضان مفقودة، ففي السابق كانت العائلة تجتمع والجيران كذلك يتبادلون الأطباق، لكن هذه السنة تغيب لمّة العائلة بحكم كورونا. تضيف أنّ رائحة البهارات التي تعدها ربات البيوت كانت تفوح منها، وهناك نكهة خاصة برمضان تغيب هذا العام. وتؤكد صباح أنّ الحذر مطلوب وهناك مخاوف عدة من انتقال العدوى، وهذا الشعور يغلب على كثيرين. مشيرة إلى أنّه حتى عندما يخرج المرء من البيت فإنّه يفعل هذا مسرعاً وحذراً، وبالتالي فإنّه لا يعيش حياته كما في السابق، مشيرة إلى أنّها ستقتني حاجياتها بسرعة وتعود إلى البيت، خصوصاً أنّها مجبرة على اقتناء ما يلزمها في رمضان.
تشير الخمسينية، شادلية، إلى أنّ الأجواء تبدو مختلفة في الشارع، فأغلب الناس يضعون كمامات، والبعض يستمر في تعقيم يديه، وهي مشاهد غير مألوفة، مضيفة أنّ كثيرات تخلين عن اقتناء بعض المستلزمات الخاصة بالشهر الفضيل، خصوصاً الأواني المطبخية، بسبب الأجواء العامة وإغلاق أماكن كثيرة. تضيف أنّها لاحظت أنّ النساء عندما يلتقين صدفة في السوق أو في الشارع لا يتحدثن مثل السابق، فإما يلقين التحية من بعيد، أو يتحدثن سريعاً، مشيرة إلى أنّ لمّة العائلة مفقودة والزيارات بين الأقارب اختفت، فلا ضيوف ولا زيارات في رمضان هذا العام. وحول طبق اليوم، تشير إلى أنّها قررت، منذ أمس، طبخ حساء شعير، وجلبانة (فاصوليا)، وسلطة، وبريك، وهو من أطباق رمضان الرئيسية في تونس ويعد بالبيض والتونة، مشيرة إلى أنّ بعض الأطباق تتغير بحسب ما يتوفر خلال الموسم من منتجات.
كانت الحاجة مريم بصدد شراء كمية من الزبيب تقول إنّها لإعداد طبق الكسكسي، مضيفة أنّ الأوضاع تحكم بعدم اجتماعها مع أولادها وأحفادها على هذا الطبق المعتاد. ولهذا اختارت أن تطبخ الكسكسي وتوزع عليهم بعض الأطباق ليبقى أولادها وأحفادها كلّ في بيته. تضيف أنّها مجبرة على هذا الخيار حماية لهم ولها مع الأمل في أن تجتمع الأسرة مجدداً عمّا قريب مع زوال خطر كورونا.
من جهته، يعتبر عز الدين أنّ رمضان هو شهر العبادة والأجواء الروحانية في المساجد وصلاة التراويح، لكن للأسف كلّ هذه الأجواء التي عادة ما تميز الشهر مفقودة في زمن كورونا، فالمساجد مغلقة ولا صلوات ليلاً. يشير إلى أنّ كلّ شخص بإمكانه أداء الصلاة في بيته، لكنّ الأمر سيكون مختلفاً لأنّ سحر الجوامع وصلاة التراويح لهما أجواؤهما الخاصة، مضيفاً أنّه باستثناء غياب الصلاة في المساجد والتي يعتبرها من التغييرات الكبرى، فإنّ الباقي من أكل ومستلزمات غذائية متوفرة ويمكن العثور عليها في الأسواق. يتابع أنّ بعض النصائح الداعية إلى تجنب التزاحم وعدم التبضع يومياً خوفاً من كورونا لا طائل منها، لأنّ الإنسان سيقتني ما ينقصه من حاجيات، وكلما توفرت المنتجات أكثر لن يكون هناك تزاحم.
يشير الثلاثيني محمد إلى أنّ رمضان هذا العام من دون مقهى ليلي، وهو ما يفقده الكثير من نكهته. فقد دأب على تناول الحساء والقليل من التمر والخروج مباشرة إلى المقهى ليمضي عدة ساعات ولا يعود إلاّ مع وقت السحور. يضيف أنّ كلّ هذه الأجواء من لعب الورق مع الأصدقاء، واحتساء قهوته خارج البيت والنرجيلة يفتقدها بحكم حظر التجول ليلاً، مشيراً إلى أنّ رمضان من دون هذه الأجواء مختلف وصعب. يتابع أنّه لا يتخيل كيف تكون المقاهي مغلقة خلال شهر رمضان، فالأسواق فتحت والناس يمارسون حياتهم بصفة طبيعية في الشوارع وأغلب المحلات مفتوحة فلماذا تبقى المقاهي وحدها مغلقة؟
ويقول البائع طارق، إنّ ما تغير في رمضان هذا العام هو ارتفاع الأسعار، فالغلال متوفرة، لكنّ الأسعار من سوق الجملة باهظة، ولهذا تصل إلى المستهلك بسعر مرتفع جداً. يضيف أنّ الإقبال تراجع مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى أنّ هناك ازدحاماً، لكنّ كثيرين يتأملون السلع المعروضة ولا يشترون أياً منها.