يدخل شهر رمضان أسبوعه الثاني وسط أجواء غير اعتيادية في معظم البلدان التي تحتفل به. كثر هم المسلمون الذين حُرموا من أداء طقوس هذا الشهر التي توارثوها، على خلفية الوباء العالمي الذي لم يوفّر بقعة من بقاع الأرض تقريباً.
ووسط الحجر المنزلي المفروض في كثير من البلدان أو الإغلاق أو حتى الإجراءات الاحترازية المحدودة في أخرى، يجد المسلمون أنفسهم في رمضان هذا العام مضطرين إلى الاكتفاء بالحدّ الأدنى من عاداتهم وتقاليدهم، وسط غياب شبه تام للمظاهر الاحتفالية. فالزينة غابت من الساحات والشوارع والأحياء بمعظمها، في وقت أُغلِقت أبواب المساجد بأكثرها أمام المؤمنين، ولم يعد يلتئم شمل العائلات أو الأصدقاء حول موائد الإفطار.
هذا العام، يقنع المحتفلون بطقوس مختصرة على مضض، فلا خيار أمامهم إلا الرضوخ لذلك "العدو" الذي يفرض سيطرته على العالم أجمع. مرض كوفيد - 19 الذي يتسبّب فيه فيروس كورونا الجديد يتهدّدهم. صحيح أنّه لا يُعَدّ قاتلاً كما هي حال فيروسات وأمراض أخرى وضحاياه ما زالوا قلّة مقارنة بعدد المصابين والمتعافين، غير أنّ الإنسان عموماً يضعف أمام المخاطر التي تستهدف صحّته. ويبقى أنّ ثمّة محتفلين بهذا الشهر لا يأبهون للمخاطر ويحاولون المضيّ بحياتهم كما العادة، إمّا من منطلق إيمانيّ و"تسليم بقضاء الله" وإمّا لأنّ الإصابات في بلدانهم محصورة وإمّا لأنّهم يرون في ما يحصل مبالغة.
(العربي الجديد)
ذات صلة