قمة مصغرة لوزراء الداخلية الأوروبيين لبحث آليةٍ للهجرة

باريس

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
23 سبتمبر 2019
BA19630A-E5F3-4E5C-B730-DBD3D66CD921
+ الخط -


يجتمع وزراء داخلية خمس دول أوروبية في مالطا، اليوم الإثنين، في مسعى للتفاهم بشأن توزيع آلي للمهاجرين، وهي آلية طالبت بها إيطاليا بغاية إنهاء مفاوضات الحالة بحالة التي تتم عند كل عملية إنقاذ في البحر المتوسط.

ومن المقرر أن يضع وزراء داخلية ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وفنلندا (التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي) ومالطا، خلال اجتماعهم المقرر ليوم واحد نظاماً يتيح لدول أوروبية متطوعة أن توزع بينها آليا الأشخاص الذين يتم إنقاذهم في البحر. ويشارك المفوض الأوروبي للهجرة ديميتريس أفراموبولوس في الاجتماع الذي يتوقع أن تؤدي أعماله إلى اتفاق أثناء انعقاد مجلس "الشؤون الداخلية" بداية أكتوبر/تشرين الأول في لوكسمبورغ، بحسب وكالة "فرانس برس".

ويراد لآلية التوزيع الآلي التي طالبت بها إيطاليا بإلحاح، متهمة شركاءها بعدم دعمها في مواجهة تدفق المهاجرين، أن تكون مؤقتة في انتظار إعادة التفاوض على اتفاق دبلن الذي يوكل التعاطي مع طلبات اللجوء إلى البلد الذي يصل إليه المهاجر. واعتبرت هذه القاعدة ظالمة لأنها تضع، لأسباب محض جغرافية، عبء الاستقبال على إيطاليا واليونان وإسبانيا ومالطا وهي البوابات الرئيسية لدخول المهاجرين إلى أوروبا.

والنظام الجديد المدعوم من فرنسا وألمانيا ونسقته المفوضية الأوروبية، يفترض أن "يضمن لإيطاليا أو مالطا تنظيما أكثر تضامنا ونجاعة"، بحسب ما قاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء زيارة لروما يوم الأربعاء الماضي.

وتدافع باريس وروما عن "موقف مشترك يقوم على مشاركة كافة الدول بطريقة أو أخرى" في الاستقبال "أو أن تعاقب ماليا"، بحسب ماكرون. ورأى رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي، أنه يتعين "إخراج ملف الهجرة من الدعاية المناهضة لأوروبا". ومع تولي الحكومة الجديدة المكونة من الحزب الديمقراطي (يسار) وحركة خمس نجوم (المناهضة للمنظومة)، باتت سياسة إيطاليا في مجال الهجرة أكثر مرونة بعد سلسلة من الإجراءات المناهضة للهجرة كان اتخذها وزير الداخلية السابق ماتيو سالفيني (يمين قومي متشدد).

وأعادت روما فتح موانئها لسفن الإنقاذ في البحر. وسمحت مساء أمس الأحد لسفينة "أوشن فايكينغ" للعمل الإنساني بالرسو في ميسيني بصقلية لإنزال 182 مهاجرا أنقذتهم في البحر. وأشادت منظمتا "أس أو أس متوسط" و "أطباء بلا حدود" اللتان تديران السفينة، بهذا القرار لكنهما اعتبرتا أن "التوصل إلى اتفاق أوروبي أمر ملح"، وأنه "من غير المقبول أن يبقى أشخاص نجوا من عملية عبور خطرة جدا عالقين لأيام وحتى أسابيع قبل العثور على ميناء آمن يستقبلهم"، كما نقلت عنهما وكالة "فرانس برس".

وخلال جلسة غير رسمية في يونيو/حزيران بباريس وافقت 15 دولة على وضع "آلية تضامن أوروبية". وعبرت ثماني دول عن الاستعداد للمشاركة فيها "بشكل فعال" وهي فرنسا وألمانيا والبرتغال ولوكسمبورغ وفنلندا وليتوانيا وكرواتيا وأيرلندا. في المقابل، رفض رئيس الحكومة المجرية فيكتور أوربان (قومي) هذه الآلية السبت الماضي أثناء زيارة لروما. وبحسب معلومات صحافية، فإن فرنسا وألمانيا على استعداد لاستقبال 25 في المائة من المهاجرين الذين يتم إنقاذهم لكل منهما، في حين ستستقبل إطاليا 10 في المائة. ووحدها الدول المتطوعة ستكون ضمن الآلية الجديدة التي لا تشمل إلا المهاجرين الآتين بحرا.

غير أنه لا تزال هناك نقاط استفهام؛ مثل من سيتولى فرز الذين يمكن أن يحصلوا على حق اللجوء والمهاجرين "الاقتصاديين" الذين يفترض ترحيلهم من أوروبا؟ هل هو البلد الذي ينزل فيه المهاجر كما تريد فرنسا، أم البلد الذي يستقر فيه؟ كما يتعين توضيح القصد من الميناء الآمن "الأقرب" الذي ينص عليه القانون الدولي. وتدعو إيطاليا إلى "تناوب" بشأن موانئ الاستقبال لتضم مرسيليا مثلا، بهدف تخفيف العبء على دول جنوب أوروبا، لكن فرنسا لا تبدي حماساً للأمر.

ويرى ماتيو فيلا الباحث في معهد دراسات السياسة الدولية في ميلانو، أن أي اتفاق لا يشمل المهاجرين الذين تتم نجدتهم في وسط البحر المتوسط "سيعتبر غير منصف" من الدول المستقبلة التي توجد على طريقي (هجرة)  في غرب المتوسط (إسبانيا) وشرقه (اليونان). ومنذ بداية 2019، نزل 13 في المائة فقط من بين 67 ألف مهاجر غير شرعي وصلوا إلى أوروبا في إيطاليا أو مالطا، مقابل 57 في المائة في اليونان و29 في المائة في إسبانيا.

ذات صلة

الصورة
موانئ ماليزيا/Getty

اقتصاد

تتسع رقعة حرب الملاحة البحرية ضد السفن الإسرائيلية وغيرها التي تبحر نحو دولة الاحتلال، ولكن هذه المرة ليس في البحر الأحمر الذي يشهد هجمات مكثفة من قبل الحوثيين.
الصورة
مهاجرون من أفريقيا جنوب الصحراء في صفاقس في تونس (حسام زواري/ الأناضول)

مجتمع

أطلق نشطاء تونسيون حملة "كن إنسان" لجمع تبرّعات لمصلحة المهاجرين المرحّلين من مدينة صفاقس، وذلك بهدف توفير مواد أساسية للعيش.
الصورة
مهاجرون مبعدون من صفاقس إلى الحدود التونسية الليبية 1 (أسوشييتد برس)

مجتمع

بعد اعتقال مهاجرين للاشتباه في تورّطهم في مقتل مواطن تونسي، صدرت تقارير عن أعمال انتقامية ضدّ المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء وروايات عن عمليات طرد جماعي واعتداءات من قبل قوات الأمن.
الصورة
مصرييون في ليبيا (تسنيم الناصري/ الأناضول)

مجتمع

أفادت مصادر ليبية بأنّ المهاجرين المصريين الذين أُعلن عن ترحيلهم إلى بلادهم أمس الإثنين، "ما زالوا محتجزين لدى قوات شرق ليبيا بقيادة خليفة حفتر، في موقع بمدينة طبرق" شرقي ليبيا.