المخاوف من تجدد الانفجارات تلاحق السكان المحليين الذين يقطنون المدينة، وكذا النازحين عن تل أبيض التي سيطر عليها مقاتلو الجيش الوطني بعد العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا في المنطقة في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأضاف الشلاش: "اليوم هناك مطالبات حقيقية من أهالي تل أبيض بضرورة وجود جهاز شرطة متخصص في حماية الأهالي ومنع حدوث التفجيرات في المدينة، ولا سيما أن القسم الأعظم من أهلها لم يغادرها مع بدء المعركة، إذ تم تسجيل نزوح نحو 200 عائلة فقط نحو أقرباء لهم في مدينة الرقة، عاد قسم كبير منهم".
وتابع: "هذا التفجير أدى أيضا إلى تراجع أهالي مدينة تل أبيض المقيمين في تركيا عن فكرة العودة، بعد أن كانوا يهيئون أنفسهم لذلك".
وبحسب حملة "الرقة تذبح بصمت"، فقد وصل عدد القتلى جراء انفجار السيارة المفخخة، السبت، إلى 20 قتيلا، بينما تجاوز عدد الجرحى الثلاثين، كما تسبب الانفجار بدمار كبير في المحلات التجارية ومنازل المدنيين، إذ نقل جزء من المصابين لتلقي العلاج في مشافي مدينة آقجة قلعة التركية، من بينهم أطفال.
بدوره بكر الجابر (36 عاما)، قال لـ"العربي الجديد": "يبدو أنّ الأمور في المدينة لن تستقر في الوقت القريب، والإرهاب سيعصف بها لفترة لا نعلم متى تنتهي. البقاء في تل أبيض أو التجول فيها أصبح أمرا مخيفا في الوقت الحالي، خاصة أن تفجيرا بهذا الحجم لم تشهده المدينة منذ سنوات"، وطالب الجابر "الجيش الوطني وكافة الجهات بمنع هذه التفجيرات ومراقبة مداخل ومخارج المدينة"، متمنيا أن "تتحسن الأحوال وتصبح أفضل مما كانت عليه".
أما مهنا المحمد، فاعتبر أنّ ما تمر به المدينة قد يكون هو الأسوأ هذه الفترة نتيجة للمعركة العسكرية التي جرت فيها، متهما مليشيا وحدات حماية الشعب بالوقوف خلف هذه التفجيرات، وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "شباناً وأطفالا كالورود سلبتهم هذه السيارة المفخخة أرواحهم، السبت، هذا هو الإرهاب بعينه"، متسائلا بمرارة: "هل المسؤولون عن هذه الجريمة ليس لديهم أطفال أو أهل يخافون عليهم؟ لقد تأكدنا أنهم مجرد عصابات لا أكثر، وكانوا يدعون أنهم يعملون لصالح الأهالي لكن الذي تبين أنهم مجرمون".