التوكتوك مشاركاً في احتجاجات العراق: إسعاف وأطعمة ومياه

08 أكتوبر 2019
التوكتوك ينقل المصابين في احتجاجات العراق (تويتر)
+ الخط -
سجلت تظاهرات العراق مواقف عززت من وحدة العراقيين في مواجهة الطائفية والتحزب والتبعية إلى القوى السياسية التي استخدمت كل ذلك كغطاء لاستمرار الفساد، رغم ارتفاع عدد ضحايا التظاهرات التي انطلقت الأسبوع الماضي بسبب القمع غير المسبوق الذي واجهت به أجهزة الأمن المتظاهرين.

وكان "التوكتوك" الذي يطلق عليه في العراق لقب سيارة الفقراء، حاضرا بقوة في التظاهرات، وخصوصا في المناطق الفقيرة في بغداد وجنوب العراق، إذ قام في كثير من الأوقات بدور سيارات الإسعاف في نقل الجرحى والقتلى، وتوزيع الماء، أو زجاجات المشروبات الغازية على المتظاهرين لاستخدامها في التغلب على آثار الغاز المسيل للدموع.
وانتشرت عربات "التوكتوك" في أنحاء العراق قبل سنوات عديدة، وبات كثيرون من الباحثين عن فرصة عمل يشغلونها كوسيلة نقل داخل المناطق المكتظة بالسكان، والتي يسكنها أصحاب الدخل المحدود، وذلك لرخص أجرتها، وتمكنها من دخول الأزقة الضيقة، وتجاوز الزحام المروري بسبب حجمها الصغير.
وقال سائق عربة التوكتوك العراقي، حيدر لفتة (21 سنة) لـ"العربي الجديد"، إنه لا يعرف عدد المصابين من المتظاهرين الذين حملهم في عربته إلى المشفى، فضلاً عن آخرين حملهم لمناطق أكثر أمناً حتى يستريحوا من استنشاق الغاز المسيل للدموع. "أعداد المصابين كبيرة، ولم نكن نهتم بالعدد قدر اهتمامنا بتقديم المساعدة، وقد شاهدت بعض القتلى ينقلون في مركبات توكتوك إلى ثلاجات الموتى".
ولم ينج سائقو التوكتوك من رصاص قوات الأمن، فتعرض بعضهم لإصابات، كما تعرض عدد من المركبات لإطلاق الرصاص أيضاً، وقال سجاد حسين لـ"العربي الجديد"، إنه ساعد في نقل سائق توكتوك بعد تعرضه لإصابة أثناء محاولته حمل مصاب في مركبته، وأنه شاهد على تعرض عدد من عربات التوكتوك لإطلاق الرصاص حوادث.

ولفت إلى أن "قادة هذه المركبات كانوا يخاطرون بحياتهم وبمركباتهم لمساعدة المحتجين، ونقل المصابين، وكثيرون كانوا يقودون مركباتهم وسط مواقع تتعرض لإطلاق رصاص حي من قبل قوات الأمن دون أن يبالوا بالخطر الذي قد يصل إلى حد الموت. رأيت مركبة سقطت في حفرة، فرفعها ثلاثة شبان، وعادت للعمل مجددا، وأصحاب المركبات دورهم عظيم في الاحتجاجات، فبعضهم كانوا ينقلون الطعام والشراب مجانا للمحتجين، وبعضهم كانوا يأتون بالطعام من منازلهم".



في المقابل، أظهر ناشطون صورا لمبادرات بينها توزيع باعة متجولين الطعام على المتظاهرين مجانا، وهتافات ترفض الطائفية، وقال الناشط المدني ضياء الصفار، لـ"العربي الجديد"، إن "التظاهرات أبرزت جانبا مشرقا في المجتمع العراقي، ويمكن القول إنه سيعود موحدا بسهولة بعد ما شاهدنا من تآلف وتوحد في الشارع. هذه الصور والمواقف تنتشر الأن بعد عودة الإنترنت، ومن المهم أن تشيع في المجتمع العراقي بدلا من التصنيفات الطائفية".

المساهمون