رحاب كنعان.. ذاكرة المجازر بحق الفلسطينيّين

05 مارس 2015
عثرت على ابنتها بعد 22 عاماً من الفراق(محمد الحجار)
+ الخط -

تحفظ رحاب كنعان، الملقبة بـ "خنساء فلسطين"، حتى اليوم، مشاهد جرت أمامها في تل الزعتر في عام 1976، وفي صبرا وشاتيلا عام 1982. فالمنطقتان اللبنانيتان استشهد فيهما 54 فرداً من عائلتها، في مجزرتين كانتا من أسوأ المجازر التي ارتكبت في حق الفلسطينيين.

في داخل شقة في حي تل الهوا في غزة، تجلس رحاب كنعان (62 عاماً) بين صور لأفراد عائلتها الذين فقدتهم بالكامل، وصور للشهداء والرموز الوطنية الفلسطينية. تقول لـ "العربي الجديد": "عشت أياماً مرّة في مخيم تل الزعتر. هناك أمضيت كلّ طفولتي".

هُجّرت عائلة كنعان من بلدة قديثا، في قضاء صفد المحتلة، وتوجهت إلى مخيم البرج الشمالي في مدينة صور، جنوبي لبنان. لكنها انتقلت بعد ذلك إلى مخيم تل الزعتر شرق العاصمة بيروت. تقول كنعان: "في تل الزعتر، كانت العائلات تعاني الفقر الحاد، وكنا نعتمد على الحطب لإشعال النار للطبخ". أما على الصعيد الصحي فكانت هناك عيادة واحدة في كلّ المخيم يعمل فيها طبيبان فقط. من دون قدرة على استيعاب المرضى. وهو ما أدى إلى الكثير من الوفيات. كما لجأ كثير من أهل المخيم إلى المداواة بالطب الشعبي. ومع ذلك "كان مخيم تل الزعتر حضناً دافئاً للفقراء. فقد بدأ بستين عائلة من المهجرين، ووصل إلى 21 ألف لاجئ فلسطيني و14 ألف لبناني قبل الحرب".

تزوجت كنعان عام 1969 من قريبها، وأنجبت ماهر وميمنة. وفقدت في مجزرة تل الزعتر عام 1976 والديها وخمسة أشقاء و3 شقيقات، بالإضافة إلى أعمامها وأخوالها جميعهم.
هذا الواقع أثر بشكل سيئ في حالتها النفسية. وأدى إلى انفصالها عن زوجها. وذلك قبل أن تأتي الفاجعة الأخرى بعدها بسنوات في مجزرة صبرا وشاتيلا. وهي المجزرة التي وجدت فيها اسم ابنها من ضمن قائمة الشهداء. اما ابنتها فاعتبرت في عداد المفقودين.

يومها، غادرت كنعان مع زوجها الثاني إلى تونس. وبعد قيام السلطة الفلسطينية، جاءا إلى قطاع غزة. وبعد 22 عاماً على مجزرة العام 1982، تلقت اتصالاً من قريبة لها في بيروت تخبرها عن عثورها على ابنتها. عندها سمعت للمرة الأولى منذ ذلك الوقت صوت ابنتها عبر اتصال من خلال قناة لبنانية. لتقوم بعدها قناة إماراتية بمفاجأة الأم والابنة بلمّ شملهما على الهواء مباشرة.

تعتبر كنعان اليوم شاعرة معروفة. ولديها عدد من المؤلفات، منها "تل الزعتر"، و"مملكة التنك"، و"جمهورية الثوار". كما تشارك بقصائدها في العديد من المحافل الوطنية. وهو ما منحها لقب "خنساء فلسطين".
دلالات
المساهمون