يبدو أنه لن يكون للعيد أي رهجة في الكثير من مناطق الشمال السوري، من جراء استمرار القصف والنزوح. وترتفع نسبة الفقر والبطالة والقلق والخوف من جراء القصف، عدا عن مشاعر الغربة والشوق إلى الأهل والزمن الماضي.
يقول المهجر من جنوب دمشق إلى مخيم البلوط في الشمال السوري رامي السيد، لـ "العربي الجديد": "للأسف، لا يوجد أي استعداد للعيد. بات مثل أي يوم آخر في ظلّ استمرار القصف والموت، ما سرق بهجة العيد، وجعلنا نعيش قلقاً وتوتراً وخوفاً. نرى أن هناك من لا يجد مكاناً يعيش فيه".
يضيف: "في المخيمات، الفقر يثقل على الأهالي. لا إمكانية للتفكير في التحضير للعيد"، لافتاً إلى أنه يحاول ومجموعة من الشباب تأمين بعض الملابس والحلويات للأطفال اليتامى، "علنا نستطيع تأمين بعض الهدايا والتحضير لنشاط يدخل الفرح إلى قلوبهم، علماً أن هناك أعداداً كبيرة من الأطفال الذين لا يستطيع ذووهم تأمين حاجاتهم. لذلك، حاولنا الوصول إلى الأشخاص الأكثر حاجة".
ويشير السيد إلى أن "كل عيد يختلف عن العيد الذي يسبقه. خسرنا أهم ما يميز هذه المناسبة. العائلات مهجرة أو لاجئة، وهذا ما يؤلم بشدة. الأمر الثاني هو فقدان الاستقرار من جراء الحرب، إضافة إلى البؤس والفقر". يتابع: "ما يفرحنا وضع حد لهذا الإجرام الذي يمارس بحقنا".
ويذكر أن "الأيام أصبحت تتشابه. نادراً ما نميّز اليوم الذي نعيشه، باستثناء يوم الجمعة، بسبب الصلاة التي تجمع الناس. نعاني في يومياتنا من جراء الحرارة المرتفعة والحشرات وفقدان الأمان والخصوصية".
من جهته يقول يعرب الدالي، المهجّر من ريف حمص إلى عفرين شمال حلب لـ "العربي الجديد": "ما ينغّص الحياة هو البعد عن الأهل. لكن هنا نشعر بالأمان أكثر من ريف حمص. فلا قصف يطاردنا يومياً". يضيف: "الحمد لله أن لدي عملاً هذه الأيام. لذلك، قررت أن أشتري بعض الثياب والحلويات لأطفالي. أشعر برغبة كبيرة في أن أشعرهم بفرحة لم يعيشوها بعد منذ ولدوا".
من جهتها، تقول سلوى عبد الرحمن التي تقيم في إدلب، لـ "العربي الجديد": "أولادي ليسوا صغاراً بل مراهقون. لم أشترِ شيئاً بعد، لكن قد أشتري بعض النواقص فقط من الثياب، لأن هناك الكثير من الأشياء الأهم". تضيف: "منذ سنوات لم أعدّ الحلويات، وما يضايقني أن البعض سيستقبلون العيد تحت أشجار الزيتون في العراء. في المقابل، هناك من يحضّر للعيد. وهذا ليس خطأً لأنه يجب أن يشعر الأطفال بالفرح على الرغم من كل الآلام". تضيف: "أشعر بالفرح عندما يستطيع الأطفال في المناطق المحررة اللعب والاستمتاع بالعيد من دون خوف". وتلفت إلى أن "الأعياد سابقاً كانت تتميز بلمّة الأهل الذين تشتتوا في مختلف بقاع الأرض. وربما من الصعب أن تلتمّ مجدداً".
بدورها، تقول ميسون بيطار التي تنحدر من أريحا في ريف إدلب، لـ "العربي الجديد": "تبدو التحضيرات لهذا العيد ممزوجة بالألم، بسبب ما تتعرض له المنطقة من قصف ممنهج يستهدف الأسواق والمدن وأماكن التجمعات. الإقبال على محالّ الألبسة ليس كالمعتاد، كذلك الأمر بالنسبة للحلويات ومأكولات العيد بسبب الفقر". تضيف: "الزينة شبه معدومة. كيف لشخص أن يزين وجاره قد فقد قريباً أو شقيقاً قبل أيام؟ احترام الأعراف والتقاليد واجب على الجميع. أما عن الأراجيح والألعاب التي ينتظرها الأطفال في العيد، فقد عمد البعض إلى تجهيزها، لكن الخوف على حياة الأطفال قد يجعل الأهل يفضلون بقاء أولادهم في البيوت".
اقــرأ أيضاً
وتبيّن أن الأيام التي تسبق العيد "تحمل الكثير من الخوف والقليل من السعادة. ربما نحاول أن نظهر هذه السعادة حتى نرضي أنفسنا. لكن لا ننكر ما يدور داخلنا من حزن وألم على من غادروا الحياة في شهر رمضان نتيجة القصف. ولا ننكر الخوف من جراء الاستهداف المستمر لأماكن التجمعات".
وتأمل أن يتحسن الوضع الأمني ويتحقق الاستقرار، وتأمين بعض الموادّ لتحسين أوضاع الناس خلال العيد، وخصوصاً الأطفال. يمكن تأمين الملابس لمن لا يمتلك ثمنها، أو بعض مستلزمات العيد للأسر الفقيرة، أو الموادّ الغذائية، أو الدعم المادّي لتحسين حياتنا نحو الأفضل".
وتقول: "اختلف العيد كثيراً. فقدنا العديد من الأحبة بين مهاجرين وشهداء ومعتقلين ومفقودين. تغيرت الظروف بشكل عام نحو الأسوأ، سواء المادية أو الأمنية أو العادات الاجتماعية. كل أمّ حزينة على شقيق أو ابن أو قريب، وهذا الحزن يتمدد ما يجعل العيد حزيناً أكثر منه مصدراً للفرح. تعجّ الذكريات بهذه المناسبة، لتعيد من فقدتهم وتتحسر على عدم وجودهم معها".
وتبين أن "الجوّ العام السائد مليء بالحزن. الوجوه شاحبة وكئيبة. قليلاً ما نرى البسمة على الوجوه. الأسواق هادئة والحذر والخوف يعطلان الحركة في الشارع".
من جهته، يقول حسين الدغيم، من جرجناز في ريف إدلب لـ "العربي الجديد": لا أحب أن أكون متشائماً. لكن في الريف الجنوبي يكاد يكون العيد معدوماً من جراء القصف، إلا من بعض الطقوس التي لا بد منها". يضيف: "العام الماضي كنا في بيوتنا، زرنا أقاربنا وأمواتنا، لكن اليوم نحن نازحون، وقد ننزح مجدداً وفي أي لحظة، وإن كنا نحاول أن نخفف من هذه المشاعر بالنسبة للأطفال". يضيف: "كل هذه المشاهد اليومية من دمار وتهجير تقلقنا وتنغّص فرحنا. لا أستطيع أن أزور شقيقي النازح أيضاً في قرية مجاورة، خوفاً من القصف".
يقول المهجر من جنوب دمشق إلى مخيم البلوط في الشمال السوري رامي السيد، لـ "العربي الجديد": "للأسف، لا يوجد أي استعداد للعيد. بات مثل أي يوم آخر في ظلّ استمرار القصف والموت، ما سرق بهجة العيد، وجعلنا نعيش قلقاً وتوتراً وخوفاً. نرى أن هناك من لا يجد مكاناً يعيش فيه".
يضيف: "في المخيمات، الفقر يثقل على الأهالي. لا إمكانية للتفكير في التحضير للعيد"، لافتاً إلى أنه يحاول ومجموعة من الشباب تأمين بعض الملابس والحلويات للأطفال اليتامى، "علنا نستطيع تأمين بعض الهدايا والتحضير لنشاط يدخل الفرح إلى قلوبهم، علماً أن هناك أعداداً كبيرة من الأطفال الذين لا يستطيع ذووهم تأمين حاجاتهم. لذلك، حاولنا الوصول إلى الأشخاص الأكثر حاجة".
ويشير السيد إلى أن "كل عيد يختلف عن العيد الذي يسبقه. خسرنا أهم ما يميز هذه المناسبة. العائلات مهجرة أو لاجئة، وهذا ما يؤلم بشدة. الأمر الثاني هو فقدان الاستقرار من جراء الحرب، إضافة إلى البؤس والفقر". يتابع: "ما يفرحنا وضع حد لهذا الإجرام الذي يمارس بحقنا".
ويذكر أن "الأيام أصبحت تتشابه. نادراً ما نميّز اليوم الذي نعيشه، باستثناء يوم الجمعة، بسبب الصلاة التي تجمع الناس. نعاني في يومياتنا من جراء الحرارة المرتفعة والحشرات وفقدان الأمان والخصوصية".
من جهته يقول يعرب الدالي، المهجّر من ريف حمص إلى عفرين شمال حلب لـ "العربي الجديد": "ما ينغّص الحياة هو البعد عن الأهل. لكن هنا نشعر بالأمان أكثر من ريف حمص. فلا قصف يطاردنا يومياً". يضيف: "الحمد لله أن لدي عملاً هذه الأيام. لذلك، قررت أن أشتري بعض الثياب والحلويات لأطفالي. أشعر برغبة كبيرة في أن أشعرهم بفرحة لم يعيشوها بعد منذ ولدوا".
من جهتها، تقول سلوى عبد الرحمن التي تقيم في إدلب، لـ "العربي الجديد": "أولادي ليسوا صغاراً بل مراهقون. لم أشترِ شيئاً بعد، لكن قد أشتري بعض النواقص فقط من الثياب، لأن هناك الكثير من الأشياء الأهم". تضيف: "منذ سنوات لم أعدّ الحلويات، وما يضايقني أن البعض سيستقبلون العيد تحت أشجار الزيتون في العراء. في المقابل، هناك من يحضّر للعيد. وهذا ليس خطأً لأنه يجب أن يشعر الأطفال بالفرح على الرغم من كل الآلام". تضيف: "أشعر بالفرح عندما يستطيع الأطفال في المناطق المحررة اللعب والاستمتاع بالعيد من دون خوف". وتلفت إلى أن "الأعياد سابقاً كانت تتميز بلمّة الأهل الذين تشتتوا في مختلف بقاع الأرض. وربما من الصعب أن تلتمّ مجدداً".
بدورها، تقول ميسون بيطار التي تنحدر من أريحا في ريف إدلب، لـ "العربي الجديد": "تبدو التحضيرات لهذا العيد ممزوجة بالألم، بسبب ما تتعرض له المنطقة من قصف ممنهج يستهدف الأسواق والمدن وأماكن التجمعات. الإقبال على محالّ الألبسة ليس كالمعتاد، كذلك الأمر بالنسبة للحلويات ومأكولات العيد بسبب الفقر". تضيف: "الزينة شبه معدومة. كيف لشخص أن يزين وجاره قد فقد قريباً أو شقيقاً قبل أيام؟ احترام الأعراف والتقاليد واجب على الجميع. أما عن الأراجيح والألعاب التي ينتظرها الأطفال في العيد، فقد عمد البعض إلى تجهيزها، لكن الخوف على حياة الأطفال قد يجعل الأهل يفضلون بقاء أولادهم في البيوت".
وتبيّن أن الأيام التي تسبق العيد "تحمل الكثير من الخوف والقليل من السعادة. ربما نحاول أن نظهر هذه السعادة حتى نرضي أنفسنا. لكن لا ننكر ما يدور داخلنا من حزن وألم على من غادروا الحياة في شهر رمضان نتيجة القصف. ولا ننكر الخوف من جراء الاستهداف المستمر لأماكن التجمعات".
وتأمل أن يتحسن الوضع الأمني ويتحقق الاستقرار، وتأمين بعض الموادّ لتحسين أوضاع الناس خلال العيد، وخصوصاً الأطفال. يمكن تأمين الملابس لمن لا يمتلك ثمنها، أو بعض مستلزمات العيد للأسر الفقيرة، أو الموادّ الغذائية، أو الدعم المادّي لتحسين حياتنا نحو الأفضل".
وتقول: "اختلف العيد كثيراً. فقدنا العديد من الأحبة بين مهاجرين وشهداء ومعتقلين ومفقودين. تغيرت الظروف بشكل عام نحو الأسوأ، سواء المادية أو الأمنية أو العادات الاجتماعية. كل أمّ حزينة على شقيق أو ابن أو قريب، وهذا الحزن يتمدد ما يجعل العيد حزيناً أكثر منه مصدراً للفرح. تعجّ الذكريات بهذه المناسبة، لتعيد من فقدتهم وتتحسر على عدم وجودهم معها".
وتبين أن "الجوّ العام السائد مليء بالحزن. الوجوه شاحبة وكئيبة. قليلاً ما نرى البسمة على الوجوه. الأسواق هادئة والحذر والخوف يعطلان الحركة في الشارع".
من جهته، يقول حسين الدغيم، من جرجناز في ريف إدلب لـ "العربي الجديد": لا أحب أن أكون متشائماً. لكن في الريف الجنوبي يكاد يكون العيد معدوماً من جراء القصف، إلا من بعض الطقوس التي لا بد منها". يضيف: "العام الماضي كنا في بيوتنا، زرنا أقاربنا وأمواتنا، لكن اليوم نحن نازحون، وقد ننزح مجدداً وفي أي لحظة، وإن كنا نحاول أن نخفف من هذه المشاعر بالنسبة للأطفال". يضيف: "كل هذه المشاهد اليومية من دمار وتهجير تقلقنا وتنغّص فرحنا. لا أستطيع أن أزور شقيقي النازح أيضاً في قرية مجاورة، خوفاً من القصف".