بدت شوارع قطاع غزة شبه خاوية بعد إغلاق المدارس والمؤسسات الحكومية والجامعات وكثير من المحال التجارية أبوابها، كإجراء احتياطي في ظل التحذيرات من تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19)، المنتشر في نحو 72 دولة حول العالم، بينها إسرائيل ومصر، والمكتشف حديثاً في الضفة الغربية.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إغلاق كافة مدارسها كإجراء تقييمي، بينما أغلقت المحال التجارية في قطاع غزة أبوابها، فيما التزمت معظم المؤسسات بقرار الحكومة الفلسطينية إعلان حالة الطوارئ من أجل مواجهة ووقف انتشار فيروس كورونا.
وجاء إغلاق المؤسسات التعليمية تزامناً مع إصدار الرئيس محمود عباس مرسوماً رئاسياً بإعلان حالة الطوارئ لمدة 30 يوماً، في قرار يشمل كل المحافظات، بما فيها قطاع غزة، باعتباره جزءا من الوطن ومحافظاته، رغم عدم إعلان القائمين على إدارة الشأن الحكومي في غزة، حتى الآن، قرارهم بشأن شمول القطاع ضمن حالة الطوارئ.
وشهد القطاع في الأيام الماضية إجراءات احتياطية خشية وصول فيروس كورونا، حيث بدأت وزارة الصحة الفلسطينية بحجر العائدين من الصين داخل معبر رفح البري، فيما تم اتخاذ إجراءات سلامة وقائية على المعابر المؤدية إلى القطاع.
وبدا القلق واضحاً في ملامح المواطنين في القطاع المحاصر، رغم عدم تسجيل أي إصابة فيه حتى اللحظة، إذ عَبّروا في لقاءات منفصلة عن خشيتهم من وصول الفيروس، مُرجعين قلقهم إلى الإمكانيات الصحية المتواضعة داخل غزة، غير المُخولة لمواجهة مرض خطير، خاصة أن القطاع يعاني أصلاً من حصار إسرائيلي متواصل منذ 13 عاماً، أثّر سلباً على كافة النواحي الحياتية فيه.
ويقول الفلسطيني فؤاد الصوالحي إن وباء كورونا "هو الشغل الشاغل لكافة وسائل الإعلام على مستوى العالم، بسبب انتشاره الواسع، وعدم القدرة على السيطرة عليه حتى اللحظة، ما أدى إلى وقوع الضحايا بأعداد كبيرة".
ويضيف الصوالحي أنه وفي حال دخول المرض قطاع غزة، لن يتمكن أحد من مواجهته، إذ إن دولاً كبيرة لم تتمكن حتى اللحظة من القضاء عليه، وتقول إنها ما زالت بصدد المحاولة، ويتابع متسائلاً "هناك مشاكل عادية وصغيرة لا يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة للقضاء عليها، فما بالكم بوباء عالمي خطير".
ووجه الفلسطيني محمد معمر، من مدينة خان يونس جنوبي القطاع، نصيحة للمواطنين بعدم التجمهر والمشاركة في الأماكن العامة، بينما طالب الحكومة الفلسطينية بإصدار النشرات المتعلقة بإجراءات السلامة، والتي يمكنها مواجهة الفيروس، والحد من انتشاره، متمنياً ألا تشهد غزة أي إصابة.
لكن الشاب محمد خضر لم يبدِ قلقاً من الفيروس، ويرى أنه ورغم خطورة المرض وانتشاره في عدد كبير من الدول حول العالم، إلا أنه لن يصيب سوى الأشخاص ضعيفي المناعة، داعياً الناس إلى عدم الخوف، أو أن يؤثر انتشار المرض على حالتهم النفسية.
وعلى العكس تماماً، لم يخفِ محمد قحمان، من مدينة غزة، قلقه نتيجة خلو الشوارع من المواطنين، وإغلاق نسبة من المحال التجارية، ويقول قحمان "نتابع باهتمام أخبار تفشي المرض، ونرى أعداد المصابين، ونتمنى أن يتم أخد إجراءات الوقاية اللازمة لعدم وصوله إلى غزة، خاصة أنها لا تمتلك القدرة على مواجهته".