"جمعة موحدة" في الجزائر لمواجهة الفكر الطائفي

23 مارس 2016
توحيد صلاة الجمعة (الأناضول/GETTY)
+ الخط -


دعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية أئمة المساجد إلى تخصيص فقرات من خطبة الجمعة لدعوة المواطنين إلى إدراك ما يحيط بالبلاد من مخاطر، وحثهم على الدفاع عن الوحدة الوطنية، منبهة من استخدام خطاب التهويل خلق الفزع وسط الجزائريين.

وجاء في بيان لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، أنها تدعو أئمة المساجد إلى تخصيص فقرات من يوم الجمعة الموافق 25 مارس/آذار الجاري، يدعون فيها "المواطنين لإدراك ما يحيط بوطننا من مخاطر ويحدق به من أهوال، وحثهم على الدفاع عن الوحدة الوطنية وتمكين حب الوطن من قلوب بناتهم وأبنائهم، وحمايتهم من الأفكار الدخيلة والطائفية الهدامة المفرقة للصفوف، وكذا دعوة المواطنين إلى الالتفاف حول قيادتنا الوطنية الرشيدة".

كما حثت الوزارة أئمة المساجد في الجزائر والتي يتعدى عددها 20 ألف مسجد، إلى بث رسائل واضحة وقوية يرفعون من خلالها معنويات قوات الجيش الجزائري، وأن يدعوا لهم ولولي الأمر بأن يحفظهم الله ويثبت أقدامهم ويسدد رميهم ويحميهم من كل سوء.

اقرأ أيضاً: الحوثيون يعممون خطبة جمعة موحدة على المساجد

وأوضحت أن دخولها على خط التحذير من المخاطر المحدقة بالمنطقة عموماً والجزائر خصوصاً، جاء استجابة لنداء الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في 19 مارس إلى الوحدة واليقظة والتجند حفاظاً على سلامة تراب البلاد، مما سماها "الأمواج المخربة التي دبرت ضد الأمة العربية قاطبة، أمواج تدفع لها اليوم شعوب شقيقة ثمناً دموياً بعدما دفعنا نحن عشرات الآلاف من ضحايا المأساة الوطنية التي جاءت رياحها في الواقع من خارج قطرنا".

ورحب الأئمة بهذه الخطوة الداعية لـ"الجمعة الموحدة" ضد التهديدات الأمنية التي تستهدف الجزائر، والتي اعتبرها الإمام الخطيب ورئيس نقابة الأئمة الجزائريين جلول حجيمي لـ "العربي الجديد" أنها "مطلب شرعي فكل ما ينفع ويهم الرأي العام كالوحدة الوطنية والتخوف من الفتنة أمر ضروري، والمساجد أولى بأن تكون صوتاً هادفاً وتلتزم بالتعاطي مع هذه المواضيع دون تهويل أو تهوين".

وتحفظت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على دعوة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية إلى "الخطبة الموحدة" واصفة إياها بـ"اللا حدث"، ودعت الجمعية التي أسسها "عبد الحميد بن باديس" إلى ألا يتحول توجيه الأئمة إلى تناول موضوع الأمن في البلاد من استثناءٍ إلى قاعدةٍ تتبعها الوزارة في كل مرة، إذ لا يعقل حسبها أن تقوم الوزارة بطباعة خطبة الجمعة وتوزيعها على المساجد.

وتسعى الجزائر إلى تشديد المراقبة على المساجد خوفاً من انتشار الأفكار التطرفية في ظل وجود 55 بالمائة من المساجد في الجزائر خارج تأطير وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وهو ما دفع بالوزير محمد عيسى لرسم مخطط لصد ما سماه  بـ"الفكر الداعشي في الجزائر" من خلال وضع بعض المنابر تحت أعين الوزارة.


اقرأ أيضاً: رشوة من الأوقاف المصرية لتوحيد خطبة الجمعة
المساهمون