إفطارٌ فقير في اليمن
صنعاء
العربي الجديد
لمائدة الإفطار في اليمن حيّز كبير من اهتمام المواطنين. لكنّها هذا العام فقيرة من جراء الأوضاع المعيشية الصعبة الناتجة من الحرب، والكوارث الطبيعية، وإجراءات الإغلاق بسبب كورونا.
يقول المواطن اليمني عبد السلام علي، وهو من سكان العاصمة صنعاء، إنّ وجبة الإفطار التي يتناولها مع أسرته خلال شهر رمضان لهذا العام، باتت تقتصر غالباً على طبق الشفوت (رقائق الدقيق واللبن المخلوط بالنعناع والثوم) وبعض الأرز والطبيخ (خضر مطبوخة) بسبب استمرار انقطاع راتبه الحكومي وعدم توافر الأعمال. يضيف: "أحرص كلّ عام على الاستعداد الجيد لاستقبال شهر رمضان من خلال شراء أصناف مختلفة من المأكولات والمشروبات والحلويات، لكنّ ذلك كان صعباً عليّ هذا العام. لا أملك المال الكافي، كذلك فإنّ أسعار المواد الغذائية ارتفعت بشكل جنوني". يوضح علي أنّ مائدته الرمضانية خلال السنوات الماضية كانت غنية بالعديد من المأكولات والمشروبات المختلفة مثل "السمبوسة، والأرز باللحم أو الدجاج (الكبسة)، والمعكرونة، والفحسة، والسلتة، والفتة بالقشطة والعسل، ومشروبات قمر الدين أو القديد (مشروب المشمش المجفف)، والكركديه، بالإضافة إلى الحلويات مثل بنت الصحن، والشعوبيات، والرواني".
اقــرأ أيضاً
كذلك، يؤكد أسامة أنّ شهر رمضان هذا العام، يختلف عن الأعوام الماضية في كثير من النواحي، منها ما هو متعلق بالمائدة الرمضانية. ويقول: "ما يحز في النفس أنّي لم أستطع توفير ثمن أكلات يحبها أطفالي مثل السمبوسة والمهلبية والجيلي وأنواع أخرى من الحلويات. كنا قد تعودنا توفيرها في السابق، لكنّي أعجز عن ذلك اليوم". يشير إلى أنّه لم يُشعر أحداً باحتياجه للمال، ويضيف: "لم أتعرض لمثل هذا الوضع في حياتي، ولهذا لا أقبل المساعدة لأنّي أؤمن بأنّ هذا الوضع الذي أمرّ به استثنائي ولن يستمر". يتابع قائلاً إنّ أفراد أسرته يتفهمون وضعه: "أسرتي في النهاية مثل كثير من الأسر اليمنية التي تضررت من الأوضاع. لكنّي على ثقة من أنّ عملي سيعود وستعود الأوضاع كما كانت قريباً إن شاء الله".
وكانت الإجراءات الاحترازية التي أقرتها السلطات لمواجهة فيروس كورونا الجديد، قد أفقدت بعض الأسر مصادر دخلها الأساسية، لتعتمد هذه الأيام على المساعدات المقدمة لها. يقول علي عزي، وهو عامل في إحدى صالات الأفراح في صنعاء، إنّ قرار السلطات بمنع إقامة حفلات الزفاف ومناسبات العزاء في الصالة التي يعمل فيها قد تسبب حرمانه المال الذي يساعده في شراء احتياجات شهر رمضان. ويضيف أنّه لم يشترِ أيّاً من مستلزمات رمضان المعتادة هذا العام: "نكتفي بتناول وجبة خبز مع الزبادي، والأرز مع السحاوق (طماطم مع الثوم والفلفل الحار) وأحيانا السمبوسة، أما بقية الوجبات التي تعودناها، فلا أستطيع توفيرها". يطالب السلطات بـ"إيجاد حلول سريعة للمتضررين من الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا الجديد، للتخفيف من معاناة أسرهم".
إلى ذلك، يؤكد مالكو المتاجر الصغيرة في الأحياء الشعبية تحديداً، أنّ إقبال السكان على شراء احتياجات شهر رمضان هذا العام، أقلّ من الأعوام الماضية. وفي السياق، يقول البائع المتجول خالد الحفاشي، إنّه يتعامل مع شهر رمضان كموسم يجني منه الأرباح من خلال بيع الخضار في الشوارع. يتابع: "منذ بداية رمضان وأنا أتجول بعربتي لبيع البطاطا والطماطم والفجل والبقدونس والكزبرة وخضر أخرى، لكن لا بيع هذه الأيام، فظروف الناس كلهم سيئة". وكان للأمطار المتواصلة، خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، دور كبير في عدم قدرة الحفاشي على الترويج لبضاعته المتواضعة. يعلق: "الأمطار الغزيرة تجعل التجول بالعربة للبيع في شوارع صنعاء صعباً جداً، ولهذا بقيت في بعض الأيام في البيت ولم أخرج إلى العمل".
اقــرأ أيضاً
وتنشط مبادرات خيرية عدة في مختلف مناطق اليمن خلال شهر رمضان، وتدعم الأسر الفقيرة بالسلال الغذائية الرمضانية المتنوعة. مبادرة "يمن التعايش" واحدة منها، وتديرها الناشطة عبير الأمير، في أمانة العاصمة صنعاء. تقوم المبادرة خلال أيام شهر رمضان بمهمة توزيع السلال الغذائية الرمضانية بدعم من فاعلي الخير في صنعاء. تقول الأمير إنّ المبادرة التي تُديرها "نفذت حملة لدعم الأسر المعدمة، والنازحة، والمتضررة من الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا في صنعاء بالسلال الغذائية الرمضانية". تشير إلى أنّ إجمالي عدد الأسر المستفيدة من المبادرة منذ أواخر شعبان حتى الثامن من رمضان الجاري، بلغ 117 أسرة، تقطن في مناطق شميلة، وحزيز، والمطار، وشارع العدل، وصنعاء القديمة، وشروتون، وشارع خولان، وبيت بوس، ومذبح، والتحرير. وتضيف: "تتكون السلة الغذائية من السكر، والأرز، والدقيق، والتمر، والزيت، وحليب الأطفال، والكريم كراميل، والجيلي، والمعكرونة، والشعيرية، والصلصة. وهي تكفي الأسر الصغيرة ثلاثة أشهر، والمتوسطة شهرين، والكبيرة شهراً واحداً". وتلفت إلى أنّه جرى انتقاء الأسر المستفيدة بعناية شديدة، "فهي أسر متعففة ولا تتلقى الدعم من أيّ منظمة أو مبادرة أخرى". وتؤكد الأمير أنّ الدعم المقدم للمبادرة هذا العام من فاعلي الخير "بسيط مقارنةً بالأعوام الماضية، وما زالت هناك أسر كثيرة تنتظر الدعم من المبادرة".
كذلك، يؤكد أسامة أنّ شهر رمضان هذا العام، يختلف عن الأعوام الماضية في كثير من النواحي، منها ما هو متعلق بالمائدة الرمضانية. ويقول: "ما يحز في النفس أنّي لم أستطع توفير ثمن أكلات يحبها أطفالي مثل السمبوسة والمهلبية والجيلي وأنواع أخرى من الحلويات. كنا قد تعودنا توفيرها في السابق، لكنّي أعجز عن ذلك اليوم". يشير إلى أنّه لم يُشعر أحداً باحتياجه للمال، ويضيف: "لم أتعرض لمثل هذا الوضع في حياتي، ولهذا لا أقبل المساعدة لأنّي أؤمن بأنّ هذا الوضع الذي أمرّ به استثنائي ولن يستمر". يتابع قائلاً إنّ أفراد أسرته يتفهمون وضعه: "أسرتي في النهاية مثل كثير من الأسر اليمنية التي تضررت من الأوضاع. لكنّي على ثقة من أنّ عملي سيعود وستعود الأوضاع كما كانت قريباً إن شاء الله".
وكانت الإجراءات الاحترازية التي أقرتها السلطات لمواجهة فيروس كورونا الجديد، قد أفقدت بعض الأسر مصادر دخلها الأساسية، لتعتمد هذه الأيام على المساعدات المقدمة لها. يقول علي عزي، وهو عامل في إحدى صالات الأفراح في صنعاء، إنّ قرار السلطات بمنع إقامة حفلات الزفاف ومناسبات العزاء في الصالة التي يعمل فيها قد تسبب حرمانه المال الذي يساعده في شراء احتياجات شهر رمضان. ويضيف أنّه لم يشترِ أيّاً من مستلزمات رمضان المعتادة هذا العام: "نكتفي بتناول وجبة خبز مع الزبادي، والأرز مع السحاوق (طماطم مع الثوم والفلفل الحار) وأحيانا السمبوسة، أما بقية الوجبات التي تعودناها، فلا أستطيع توفيرها". يطالب السلطات بـ"إيجاد حلول سريعة للمتضررين من الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا الجديد، للتخفيف من معاناة أسرهم".
إلى ذلك، يؤكد مالكو المتاجر الصغيرة في الأحياء الشعبية تحديداً، أنّ إقبال السكان على شراء احتياجات شهر رمضان هذا العام، أقلّ من الأعوام الماضية. وفي السياق، يقول البائع المتجول خالد الحفاشي، إنّه يتعامل مع شهر رمضان كموسم يجني منه الأرباح من خلال بيع الخضار في الشوارع. يتابع: "منذ بداية رمضان وأنا أتجول بعربتي لبيع البطاطا والطماطم والفجل والبقدونس والكزبرة وخضر أخرى، لكن لا بيع هذه الأيام، فظروف الناس كلهم سيئة". وكان للأمطار المتواصلة، خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، دور كبير في عدم قدرة الحفاشي على الترويج لبضاعته المتواضعة. يعلق: "الأمطار الغزيرة تجعل التجول بالعربة للبيع في شوارع صنعاء صعباً جداً، ولهذا بقيت في بعض الأيام في البيت ولم أخرج إلى العمل".
وتنشط مبادرات خيرية عدة في مختلف مناطق اليمن خلال شهر رمضان، وتدعم الأسر الفقيرة بالسلال الغذائية الرمضانية المتنوعة. مبادرة "يمن التعايش" واحدة منها، وتديرها الناشطة عبير الأمير، في أمانة العاصمة صنعاء. تقوم المبادرة خلال أيام شهر رمضان بمهمة توزيع السلال الغذائية الرمضانية بدعم من فاعلي الخير في صنعاء. تقول الأمير إنّ المبادرة التي تُديرها "نفذت حملة لدعم الأسر المعدمة، والنازحة، والمتضررة من الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا في صنعاء بالسلال الغذائية الرمضانية". تشير إلى أنّ إجمالي عدد الأسر المستفيدة من المبادرة منذ أواخر شعبان حتى الثامن من رمضان الجاري، بلغ 117 أسرة، تقطن في مناطق شميلة، وحزيز، والمطار، وشارع العدل، وصنعاء القديمة، وشروتون، وشارع خولان، وبيت بوس، ومذبح، والتحرير. وتضيف: "تتكون السلة الغذائية من السكر، والأرز، والدقيق، والتمر، والزيت، وحليب الأطفال، والكريم كراميل، والجيلي، والمعكرونة، والشعيرية، والصلصة. وهي تكفي الأسر الصغيرة ثلاثة أشهر، والمتوسطة شهرين، والكبيرة شهراً واحداً". وتلفت إلى أنّه جرى انتقاء الأسر المستفيدة بعناية شديدة، "فهي أسر متعففة ولا تتلقى الدعم من أيّ منظمة أو مبادرة أخرى". وتؤكد الأمير أنّ الدعم المقدم للمبادرة هذا العام من فاعلي الخير "بسيط مقارنةً بالأعوام الماضية، وما زالت هناك أسر كثيرة تنتظر الدعم من المبادرة".