الرياضة تعيد الحياة إلى السوريين في إدلب

29 مايو 2018
الرياضة تحسن الظروف النفسية بعد الحرب (فيسبوك)
+ الخط -


أعادت "الهيئة السورية للرياضة والشباب" بالتعاون مع الخوذ البيضاء تأهيل "الملعب البلدي" في مدينة إدلب، برفع الركام عن أرضه وإعادة تأهيل عدة أقسام منه بمشاركة طلاب جامعيين، في مسعى للعودة بالحياة تدريجياً إلى مسارها الطبيعي بعد سنوات من غياب النشاطات والفعاليات المدنية جراء الغارات الجوية والحرب.

يصف محمد صادق (24 عاماً) من إدلب مشاعر الفرح التي غمرته خلال مشاركته في تأهيل الملعب، مشيراً إلى أنه لم يشعر بالتعب، وإن العديد من أصدقائه شاركوا أيضاً بعملية التأهيل في جو من الإلفة.

وأوضح أن العمل الجماعي منحهم الشعور بالرضى، وإن تلك النشاطات الجماعية غيبها القصف والخوف من الضربات الجوية منذ طرد قوات نظام الأسد من مدينة إدلب.

وقال صادق لـ"العربي الجديد": "رؤية الجمهور على المدرجات خلال المباراة التي نظمت بين فريقي الخوذ البيضاء وجامعة إدلب أضفت جواً رائعاً كنا افتقدناه، مثل صوت هتاف المشجعين الذي يبرهن أن الناس لا زالوا مصرّين على الحياة".

عروة قنواتي أحد مؤسسي الهيئة السورية للرياضة والشباب يوضح لـ"العربي الجديد" أن الهيئة التي تأسست عام 2013 في حلب باسم الاتحاد الرياضي السوري الحرّ، اندمجت مع فعاليات في محافظات عدة عام 2014، ليصبح اسمها "الهيئة السورية للرياضة والشباب"، كانت تضم 13 اتحاداً، ولها ست هيئات فرعية ممثلة لها في الغوطة الشرقية وحمص وحماة وحلب وإدلب ودرعا، لافتاً إلى أن التهجير والنزوح حصرا عمل الهيئة التي تتركز اليوم في حلب وإدلب ودرعا وريف حماة.

وذكر أن من نشاطات الهيئة مشروع الطفل الرياضي السوري، الذي تشرف عليه ثماني مدارس كروية تستوعب 400 طفل، بالتعاون مع البرنامج السوري الإقليمي "كومنيكس".
الرياضة تمتن علاقات الإلفة والتقارب(فيسبوك)


وأضاف أن مشروع الطفل الرياضي السوري السنوي كان يحصل على منحة متوسطة من منظمة "بيتنا سوريا"، وكان ينشط سابقاً في أحياء حلب الشرقية وريف حلب الشمالي ويضم مدرستين لكرة القدم والألعاب القتالية المنوعة للذكور خلال أعوام 2015- 2016-2017، ويستوعب 250 طفلاً.


وبيّن أن الإناث كان لهن مركز تدريب في ريف حلب الشمالي قرب معبر باب السلام تشرف عليهن مدربة، ونظمت الهيئة بطولات مثل بطولة شهداء الكيماوي، البطولة المدرسية الأولى في مدينة معرة النعمان إضافة لبطولة الجودو والمصارعة بأعمار مختلفة.

وأشار إلى أن الهيئة تضم 30 ألف منتسب من أعمار البراعم حتى الرجال، ويتبع لها 200 نادي داخل وخارج سورية، وأربعة منتخبات وطنية، وغن الهدف الأسمى لوجودها كهيئة رياضية بديلة عن مؤسسة حزب البعث خلق جواً من التآخي بين أفراد الشعب السوري دون تمييز.
الرياضة جزء أساس من الحياة المدنية الطبيعية(فيسبوك)


واعتبر قنواتي أن "الهيئة ربت بين أفراد الشعب السوري على المستوى الرياضي بالدرجة الأولى، وخلقت جوا من الألفة واللحمة الاجتماعية التي غيبتها الحرب طوال سنوات، إضافة لإتاحة الفرصة للأطفال لإبراز مواهبهم".

أما أمين حمدو، من إحدى البلدات القريبة على مدينة معرة النعمان، أوضح لـ"العربي الجديد" أن الفعاليات الرياضية أثرت تأثيراً ملحوظاً وإيجابياً على أولاده وهم في المرحلة الابتدائية، وأزاحت عنهم هاجس الخوف الذي كانوا يعيشونه".
تأثير الرياضة إيجابي على الصغار والكبار(فيسبوك)


وقال حمدو: "كان الأولاد يلعبون كرة القدم في الشارع، ومع انتقالهم للعب ضمن نادي المدرسة طوروا مهاراتهم الكروية، وهم سعداء جدا، وخرجوا نوعا ما من أزمة سببتها أصوات القذائف والطائرات لهم على مدار الأعوام السابقة. سأشجعهم على للعب كرة القدم، مع شكري للقائمين على هذه الفعاليات".
دلالات
المساهمون